المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة كاشفة لمستور نتائج الباكلوريا إضاءات من داخل القسم


أحمد الحيمر
18-06-2009, 17:10
د/أحمد الحيمر* التصريح الصادر عن وزارة التربية الوطنية تعليقا على النتائج النهائية للباكلوريا من الدورة العادية ، يدخل في نطاق أقصى ما يمكن التصريح به في الواجهة الرسمية ،ويصعب على الموظف السامي أن يقتحم القراءة التحليلية الكاشفة للنتائج المعلنة ،ولو على سبيل الطرح الأولي ، على اختلاف المسالك والشعب ،وهو على علم به ، وفي أجواء التشكيك في قدرة السلطة المركزية على الإصلاح التربوي الشامل ، لذلك لجأ التصريح الرسمي إلى القراءة الإحصائية ، وهي، كما هو معلوم، تساعد على فهم عُمق الظواهر ، وليست بديلا علميا لهذا الفهم ، وتمثل ،من جهة أخرى، شكلا من التسويق الإعلامي التربوي ،المطمئن للجهات العليا. ولو اخترنا أن نشتق مادة قراءتنا الكاشفة من تصرح السيد محمد الساسي ، مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات ، من خلال استضافة القناة الثانية له ظهيرة هذا اليوم (2009/06/18 )، لأمكن تسطير التعاليق التالية : 1- اعتبار زيادة 5 % من عدد الناجحين هذه السنة فيه نوع من المغالطة ، بالنظر، تحديدا ، إلى نسبة الملتحقين من السنة الأولى إلى السنة الثانية باكلوريا ، وستتكرر زيادة هذه النسبة مابين 5 إلى 8% في السنوات المقبلة ، للإعتبار نفسه ،ما لم تجرؤ الوزارة على فك مفصل مشكلة التقويم النهائي للنظام المعمول به حاليا ، ولنا اقتراح سيأتي ذكره لاحقا ، هذا دون أن نطرق نسبة الهدر المدرسي في السنة النهائية ، والذي يقدر بنسبة 20% ، في شعب الآداب ، بسلكيه ، في حدود تتبعي للوائح التلاميذ من اشتغالي بتدريس السنة الثانية باكلوريا ،ويؤكده الرقم الذي أعلن عنه المجلس الأعلى للتعليم في تقريره السنة الماضية ، ويقدر ب: 127ألف تلميذ سنويا . 2- وصول عدد الناجحين إلى أزيد من 87ألف تلميذ وتلميذة - وسينضاف إليه ما يقارب ربع المرشحين في الدورة الإستدراكية - يعتبر رقما طبيعيا بالنظر إلى الآليات المتحكمة في عملية الإنجاح وتراتبية الميزات ، وسيستمر هذا الرقم في الظهور لسنوات بنفس استمرار وتيرة نسبة الرسوب التي أصبحت قدرا مسلطا على رقاب نسبة ثابتة من تلامذتنا ، ومرد ذلك إلى العديد من العوامل المركبة أهمها فضيحة الخريطة المدرسية المسكوت عنها مركزيا ، ومحليا ، في منعرج مستوى الملاحظة ، من الابتدائي ، والسنوات الثلاث من الإعدادي ،فيتم ضمان نسبة تفوق 50% من الراسبين إلى الأبد في مستوى الباكلوريا ، سيما في شعبتي الآداب وعلوم الحياة والأرض ،وهؤلاء هم صانعوا واقع الشغب المدرسي ، والفشل التربوي ونسبة كبيرة من الأحرار ، وهم الواجهة البائسة لمخرجات التعليم الوطني المغربي ..... 3- تنويه السيد الساسي بأن 32000 مترشح قد حصل على مابين مستحسن وحسن وحسن جدا ، قد يكون مدخلا لتفسير نسبة الرسوب المرتفعة ، وكثرة نسبة ميزة مقبول ، فهؤلاء المميزون هم ،في الحقيقة، زبدة نظامنا التعليمي ، على اختلاف جودة أهليتهم التربوية ويأتي على رأس القائمة منهم ، أبناؤنا الأخيار ،وأصفياء الثانويات ، والمتفوقون في كل المواد ، تلامذة شعبة الرياضيات و العلوم الفزيائية ، ومن يشبههم من تلامذة علوم الحياة والأرض ، والمسالك التقنية والصناعية ، وبقية السلف الصالح من شعبة الآداب ، وهؤلاء جميعا يتميزون بشيئ واحد مشترك ، وهو اكتساب الحد الأدنى من القدرة اللغوية الأجنبية ولاسيما الفرنسية ، لأن تحصيل الميزة يبقى رهين علامة مادة الفرنسية في الامتحان الجهوي والمراقبة المستمرة ، ومادة الإنجليزية في الامتحان الوطني ، ويمكنك أن تلاحظ أن عموم الراسبين في التعليم العمومي هم ممن يعانون العمى اللغوي حتى على مستوى الأدبي العربي خاصة في شعبة الآداب ، أما زملاؤهم العلميون فهم يعانون من رهاب الرياضيات ، وهو فيروس نشأ لديهم منذ أعوام الابتدائي ، وهكذا تتشكل بؤرة نسب النجاح والرسوب والميزات والهدر المدرسي . 4- يمكن ، بكيفية تقنية ، أن نحدد أن العامل المباشر في التحكم في نسب النجاح في الباكلوريا ، هو الاختبار الجهوي ، وتحديدا مادة الفرنسية ،فهو يكشف للتلميذ ، لأول مرة في حياته المدرسية ، تجربة خوض اختبار رسمي ، لاهوادة فيه ، ويعرّي إمكانية انتمائه إلى الفضاء المدرسي ، وهو أمر كانت تتولاه الشهادة الابتدائية أيام زمان ، عندما كان الفوز بها ، يعني اكتساب كفايات التحليل في مادة الرياضيات ، وتمثل اللغة ، والقدرة على التحرير ، والقراءة السليمة ، وعندها يظهر أفق التوجيه ، في وقت لم يكن أحد يعلم بوجود شخص اسمه مستشار التوجيه ، ولذلك يمثل معدل الجهوي بداية تشكل وعي جديد للتلميذ عن صورته الحقيقية ، ويرسم أمامه احتمالات مصيره أمام الاختبار الوطني، والسيد ساسي يعلم ، من خلال المادة الإحصائية الراقدة في الأكاديميات الجهوية ،أن معدل الجهوي يضمن إقصاء ثلثي المترشحين للباكلوريا ، فكيف نقنع نسبة من التلاميذ لا يتجاوز معدلهم الجهوي مابين 3و 8/20 أن يتحمس لخوض غمار الامتحان الوطني ، في مواد أساسية ، تمتحن فيه كفايات الحفظ والتحليل والتركيب ، وتمثلات اللغة ، وقيم الوعي التاريخي والفلسفي ....والأدهى من كل ذلك أن هذا المعدل الجهوي يحمل إلينا تلميذا سماته النفسانية ، الانطوائية المدرسية ، أو العدوانية ، أو اليأس ، أو أشكال مختلفة من الشغب ، والاضطربات السلوكية داخل الفصل ، وهذا ،في الحقيقة، أخطر ما يهدد السلم المدرسي ، وقد عالجنا هذه القضية في مقال : مشكلات تدبير الفصل الدراسي في التعليم التعليم الثانوي ، في موقعنا هذا : دفاتر تربوية . 5- الاقتراح الذي أرى أنه يخفف من حدة تدني نسبة الرسوب على مستوى الباكلوريا ، ويبعث الأمل في نفوس التلامذة والآباء ، ويسعف في إعادة مناخ الهدوء والانضباط الفصلي ، ويقلل من نسبة الهدر المدرسي في التعليم الثانوي ، هو إدماج مواد الاختبار الجهوي في قائمة الامتحان الوطني بالصيغة التالية : أ – التمييز بين المواد الإجبارية التخصصية ، والمواد الثانوية . ب- إقرار مبدأ التخيير في المواد غير المواد المتخصصة. ج- إقرار صيغة تنظيمية للمواد من الناحية الزمنية . د- الإبقاء على نسبة 25% بالنسبة للمراقبة المستمرة ، والباقي للإمتحان الوطني . ه- إجبارية مادة التربية الإسلامية في هذا الاختبار الوطني نظرا لرمزية هذه المادة في تكوين هويتنا الوطنية، وكونها جزءا لايتجزأ من الوظيفة الدينية لإمارة المؤمنين في تشكلها التحديثي الجديد. والله الموفق للجميع *ثانوية عبد الله إبراهيم التأهيلية – نيابة مراكش

EnglishMan
18-06-2009, 23:07
مشكور على التحليل القيم