المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نسبة النجاح في البكالوريا تتراجع إلى 37 في المائة


karawane
21-06-2009, 00:16
أغلب الراسبين أدبيون وأعلى نسبة نجاح سجلت بالصحراء

عبد الإله سخير



تدنى مستوى النجاح في امتحانات الباكلوريا هذه السنة إلى 37 في المائة على الصعيد الوطني بعدما سجلت في السنة الماضية نسبة نجاح قدرت بـ38 في المائة. وحسب محمد ساسي، مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات، فإن نتائج الباكلوريا خلال الثماني السنوات الأخيرة ظلت مستقرة ما بين 37 و38 و39 في المائة.
وأوضح ساسي، في تصريح لـ«المساء»، أنه تم تسجيل تراجع ملحوظ في الشُّعب الأدبية منذ السنة الماضية مقابل ارتفاع عدد الناجحين في الشعب العلمية. وعزا مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات هذا التراجع إلى توجه التلاميذ إلى هذه الشعب بدون أن تكون لهم القدرة على الاستيعاب.
وكما سجل أعلى مستوى مشاركة في اقتراع 12 يونيو الجاري بالأقاليم الصحراوية فقد تم تسجيل أعلى مستوى نجاح في امتحانات الباكلوريا بجهة وادي الذهب لكويرة بنسبة 63 في المائة وبلغ عدد الناجحات هناك 66 في المائة. تليها جهة تازة أزيلال التي بلغت فيها نسبة النجاح 42 في المائة، في حين كانت أدنى نسبة نجاح هي 30 في المائة. وبجهة العيون، بلغت نسبة النجاح 31.9 في المائة.
وبلغت نسبة النجاح بالشعب العلمية والرياضية والتقنية على المستوى الوطني 44.82 في المائة، بينما لم تتعد هذه النسبة 26.34 في المائة في الشعب الأدبية والأصيلة.
وحسب عدد من المتتبعين، فإنه منذ اعتماد النظام الجديد لإجراء امتحانات الباكلوريا والنتائج التي يحصل عليها التلاميذ في انخفاض مستمر. فنسبة النجاح المسجلة في السنة الماضية لم تتجاوز ٪38، مقارنة بنسبة 39 ٪ التي تم تسجيلها في 2007 التي عرفت هي الأخرى زيادة طفيفة مقارنة بسنة 2006 التي لم تتجاوز فيها نسبة النجاح 38 في المائة، أما سنة 2005 فقد تجاوز عدد الناجحين والناجحات خلالها نسبة 39 في المائة.
وعزا إدريس قاصوري، المختص في الشؤون التربوية، تدني مستوى النجاح في امتحانات الباكلوريا إلى عدة عوامل مرتبطة بطبيعة المنظومة التعليمية المعمول بها في المغرب وإلى الطريقة التي يدرس بها التلاميذ، مشيرا، في تصريح لـ«المساء»، إلى أن هذه الطريقة المعتمدة لا تسمح بمعرفة مستوى إدراك واستيعاب التلاميذ للمواد التي يدرسونها.
وأضاف، في السياق ذاته، أن النتائج التي يحصل عليها التلاميذ مؤخرا يتحمل مسؤوليتها كل من أولياء أمورهم وهيئات التدريس والقائمين على المنظومة التربوية، كل حسب الدور المنوط به. كما ألقى قاصوري باللوم على الدروس الخصوصية التي يتلقاها التلاميذ بدون أن تكون لها أي مردودية، منددا، في السياق ذاته، بتواطؤ بعض المدرسين الذين يسمحون للتلاميذ بالغياب عن حضور الحصص المقررة للدروس مقابل انخراطهم في الدروس الخصوصية.
من جانبه، أوضح عبد العالي مستور، رئيس منتدى المواطنة وعضو المجلس الأعلى للتعليم، أن الكل أصبح واعيا بأنه يجب إعادة النظر في نظام امتحانات الباكلوريا، كما أصبح الكل واعيا بضرورة مراجعة شاملة وجذرية لهذه الامتحانات، مشيرا، في تصريح لـ«المساء»، إلى أن الامتحان في المنظومة التعليمية يحتل موقعا غير عقلاني وكأن نظام التربية بالمغرب مبني عليه، الأمر الذي لا يسمح بإعطاء الأهمية لباقي الحلقات التقويمية الأخرى.
وذهب مستور، الذي فضل أن يقدم تصريحه بصفته رئيسا لمنتدى المواطنة، وليس بصفته عضوا بالمجلس الأعلى للتعليم، إلى أن تدني النتائج المحصل عليها سببه الجذري هو انتقال التلاميذ من مستوى إلى آخر دون أن يحصلوا على المعدل.
من جهة أخرى، يستعد المجلس الأعلى للتعليم للإعلان عن دراسة أنجزها مؤخرا، تتناول حالة المنظومة التعليمية بالمغرب التي تقوم على تقويم شامل لمستوى 24 ألف تلميذ في مواد الرياضيات والفرنسية والعربية والعلوم، وتتناول مستوى إدراكهم
لهذه المواد، كما تم توزيع استمارات على آباء هؤلاء التلاميذ. وسيتم عرض هذه الدراسة خلال دورة المجلس المقررة في يوليوز القادم.
العدد 854 الجمعه 19 يونيو 2009