المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد أزوض: التعليم في حملة ساركوزي الانتخابية


التربوية
01-03-2012, 23:37
محمد أزوض: التعليم في حملة ساركوزي الانتخابية

دعا نيكولا ساركوزي الاثنين 27/2/2012 إلى "إعادة تقييم عاجلة" للمدرسين وإعادة تعريف أعمالهم التي من شأنها أن تنطوي على زيادة في ساعات الدوام والحضور، لكنه رفض مرة أخرى للنظر في زيادة عددهم.

انتقد مرة اخرى وعد الاشتراكي المعارض فرانسوا هولاند لخلق000 60 فرصة عمل في مجال التعليم، وهو الوعد الذي اعتبره ديماغوجية.
وقال:"أعتقد أننا بحاجة ماسة لرفع مستوى مهنة التدريس "، واضاف قائلا انه يجب " إعادة النظر "في دور المدرسين وإعادة النظر في مهمتهم على النحو المنصوص عليه في مرسوم عام 1958 بما في ذلك ساعات عملهم من الحضور،

واضاف "اننا بحاجة الى مزيد من الكبار في المدرسة، ويجب علينا زيادة عدد البالغين لأطفالنا، بالغين مع من يمكنهم الحديث"، مع ذلك، أنه في غضون عشر سنوات، انخفض عدد التلاميذ بنسبة تزيد على 400000 فقط بينما ازداد عدد المدرسين بنسبة 45000، لتبرير رفضه للنظر في زيادة في عدد المدرسين .

إذا ما أجرينا مقارنة مع منظومتنا التربوية التي تتأخر بمسافات ضوئية عن نظريتها الفرنسية، نجد أن برنامج الرئيس لا يتحدث عن إعادة النظر في البرامج أو المناهج أو استيراد بيداغوجيا أو تعويضها لأن الأمر قد تم إرساؤه على نحو متين، بل السعي إلى إعادة تقييم المدرسين وساعات عملهم ودورهم، مما يبرز أهمية الموارد البشرية وليس البرامج التعليمية والمناهج، لأنها العامل الحاسم في أجرأة كل برنامج وتطبيقه على الوجه المطلوب،
لقد أعطى الوزير الحالي للتربية والتكوين المغربي إشارات قوية لحل مشاكل الموارد البشرية، رغم غياب برنامج انتخابي واضح أثناء الحملة الانتخابية اللهم حضور شعار مبتذل مثل إصلاح التعليم أو النهوض بالمنظومة التربوية، كما انتقد البعض إلغاؤه لبيداغوجيا الإدماج –موقف لاقى استحسانا من طرف الأساتذة- التي أسالت الكثير من الإنتقادات وخصصت لها اعتمادات كبيرة كان الأحرى أن تستثمر في تأهيل البنيات التحتية واللوجستيكية للمدارس المغربية، في حين أن مشكلة التعليم المغربي لا ترتبط باعتماد بيداغوجيا مكان أخرى بل بتبني فلسفة تربوية شاملة نابعة من الإيمان باختيارات لا محيد عنها اختيارات واقعية وليست موسمية ومنافقة، ونظن أن معالجة مشاكل الموارد البشرية كيفيا وكميا، أولى الخطوات الصحيحة لإصلاح التعليم ما لم تتدخل قوى خفية رجعية لفرملة هذا التوجه سواء من داخل أومن خارج المنظومة التربوية.
ولهذا فالمنطومة التربوية المغربية لا تحتاج لمعجزة لتطويرها لأن المعارف اصبحت عالمية وفي ملك الجميع وممكنة التدريس بجميع الطرق وامتلكها المغاربة عبر مر العصور بل ساهموا في لحظات معينة في إثراء المعارف العالمية وإضافة الجدة عليها عندما كان هناك مشروع مجتمعي طموح ساهم فيه الساسة والعلماء والشعب، أما اليوم فهل نملك مشروعا مجتمعيا طموحا أم مجموعة تصورات متنافضة لقوى متصارعة داخل المجتمع تتجلى في تطويع المنظومة التعليمية لخدمة طبقة مسيطرة على الإقتصاد الوطنى ومقدرات البلاد، ولوبيات الفساد والريع وحربائية المخزن في حين يرزخ غالبية الشعب في جهل مطبق. لقد حانت الفرصة لبناء مشروع مجتمعي طموح لما بعد 20 فبراير وليس تكريس المنهجية السابقة في الإصلاح المنشود. فالواهم من يظن أن التغيير سوف يتوقف فاللحظة مواتية لنكون أو لا نكون.

عن فضاءات