المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدرستي الحلوة: مدرسة ابن دريد... رسالة حب


التربوية
02-03-2012, 14:58
مدرستي الحلوة: مدرسة ابن دريد... رسالة حب

الصديق بوكزول
الصباح : 01 - 03 - 2012

تواردت الذكريات علي حينما طلبت مني المشاركة في هذا الركن، والحديث عن حدث أو ذكرى بقيت موشومة في ذهني خلال مرحلة الدراسة الابتدائية. تذكرت أستاذي في السنة الثانية ابتدائي، الذي كان يطلب منا وضع رؤوسنا على الطاولة وإخفائها بأيدينا وعدم رفعها إلا بأمر منه، وتذكرت كيف كنت أسترق النظر لأعاينه يقبل أستاذة كانت تحل ضيفة بين الفينة والأخرى على قسمنا.
وتذكرت أستاذ اللغة الفرنسية بالسنة الخامسة (الشهادة كما كانت تسمى)، الذي كان يتصبب عرقا في كل حصة، ليس من كثرة شرح الدرس، ولكن بسبب المجهود الذي كان يبدله من أجل إشباعنا ضربا بسبب عدم التزامنا بالتمارين. تذكرته إشفاقا على زملائي، وعليه كذلك بالنظر إلى الضغط والتوتر الذي كان يعيشه في كل حصة دراسية.
لكن أبرز ما خزنته الذاكرة هو رسالة حب بعثتها إلى زميلة كنت معجبا بها في السنة الثالثة ابتدائي. فكرة الرسالة خطرت ببالي من خلال مسلسل كان يتحدث عن شخص معجب بفتاة ولم يستطع البوح لها، وعوض ذلك كان يبعث لها برسائل تبتدئ دائما بعبارة "حبيبتي سمر إن الحب ربط القلبين ..."، فقررت، حتى أتجاوز بدوري حاجز عدم القدرة على التعبير عن هذا الحب، كتابة رسالة بمفردات التقطتها من الرسائل التي كان يبعثها بطل الفيلم إلى حبيبته، وقلت فيها "حبيبتي جحا"، أتذكر أن هذا كان لقبها، إن الحب ربط القلبين ..." وعبارات أخرى كانت أكبر من مستواي التعليمي.
تسلمت الفتاة الرسالة عن طريق وسيط، مثلما كان يحدث في المسلسل المصري، وسلمتها "سخونة" إلى الأستاذ حسن كياس، نائب مدير أكاديمية التربية بجهة الشاوية ورديغة حسب ما علمت من أحد الأصدقاء.
قرأ الأستاذ الرسالة قبل أن يطلب مني النهوض والوقوف أمام السبورة، ثم أعاد قراءتها بصوت مسموع على التلاميذ، وأخبرهم بأن أسلوبها جيد وبأنه معجب بكاتب هذه الكلمات ويتنبأ له بمستقبل زاهر. تملكتني فرحة وسرور داخليان، ثم اقترب مني الأستاذ ووضع يده على كتفي وسألني عما إذا كنت أنا بالفعل كاتب هذه الرسالة، فأجبت مزهوا أمام زملائي، بأنني أنا من كتبتها ودافعت عن رأيي بإخبار الأستاذ أنني أحفظها عن ظهر قلب، وقبل أن أكمل تلقيت صفعة قوية اختلطت علي الأمور بعدها ، قبل أن يطلب مني الأستاذ وضع رأسي بين رجليه ثم أشبعني ضربا.
كانت هذه أول وآخر رسالة حب كتبتها في حياتي، فالعلقة الساخنة لم تفارق مخيلتي طيلة هذه السنوات...

k@cem
02-03-2012, 22:22
جرائد آخر زمن تخصصت في نشر الرداءة