المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرحامنة: يوميات مدرسة تستغيث!!


التربوية
02-03-2012, 22:41
الرحامنة: يوميات مدرسة تستغيث!!

شعب بريس
شعب بريس : 02 - 03 - 2012

الرحامنة: يوميات مدرسة تستغيث!!
يونس شهيم
نصدق القول ولا نبالغ إذا ما اختزلنا صورة المنظومة التعليمية ككل في رقعة جد ضيقة من هذا الوطن! أما الرقعة فهي فرعية بابا عيسى بإقليم الرحامنة وأما الصورة فهي تعكس حقيقة تخلف القطاع وتقهقره بين المراتب الدولية، بالإضافة إلى كونها صورة قد تحمل من الغرابة ما يفسر مدى درجة استعصاء مسألة الإصلاح،كما أنها صورة تنآى عما هو مألوف لدى أصحاب الشأن والمتتبعين والرأي العام بشكل عام حينما ينحو هؤلاء جميعهم إلى كون المسؤولية تتحملها الوزارة الوصية وإلى الخصاص المهول في الأطر وإلى افتقار المؤسسات إلى الوسائل الديداكتيكية الملائمة، بل وإلى افتقار المناطق القروية البعيدة إلى الفصول الدراسي و...و..

مدرسة "بابا عيسى" -موضوع مقالنا هذا- تطرح أسباب مغايرة تماما لما يطرح في كل مرة، وبما أن المقام لا يتسع للإحاطة بها جميعا وكذلك لما تحمله المؤسسة المعنية من مستجدات يومية تصلح لتأليف كتاب يمكن أن يعنون ب"يوميات مدرسة!!" فإننا في هذه الورقة سنطرح بعضا منها مع التأكيد على ما للساكنة القروية النائية من نصيب في تحمل وزر مآل ومصير التعليم العمومي ببلادنا! فإلى جانب المعاملة التي يلقاها معلم المناطق القروية من طرف الساكنة المحلية من فظاظة ونبذ وإقصاء وحصار مادي ومعنوي وكلها مفاهيم خلفت ماكان يمتاز به هؤلاء الساكنة فيما مضى فتخلف التعليم في العقود الأخيرة يواكبه إقصاء المعلم من الأنشطة اليومية للساكنة، ويواكبه تقهقر مكانة المدرس بين ساكنة الدوار. ولعل الأمر يقف عند هذا الحد، فالخطب جلل ويشهد عليه واقع الحال بفرعية بابا عيسى بالرحامنة -للمثال لا للحصر- فأن يصطدم المدرس وهو يلج الفصل الدراسي عند بداية اليوم الدراسي بكومة من الغائط وسط قاعة الدرس يحمل أكثر من دلالة ويستدعي أكثر من وقفة،وأن تمتد يد العبث بوثائق المدرس وأن يتم تخريب المؤسسة في كل يوم وبعد كل إصلاح ترقيعي من طرف المدرس ليطرح أكثر من تساءل وأن تخربش جدران الفصول بأسماء الفرق الرياضية وبالكلمات النابية ليشير إلى أن الأزمة أزمة أخلاق بامتياز وأن البادية لم تعد تشكل استثناء ولا مضربا للاستقامة والصلاح وأن العدوى قد عمت كل المناطق حاضرة وبادية!!
أمام كل هذه الاعتبارات وغيرها فإنه بات من الواجب دراسة كيفية الحفاظ على أمن المؤسسات بشكل عام والقروية منها بشكل خاص التي تفتقر للأسوار وللحراسة. كما أن الغلو في محاربة الهدر المدرسي وفي الحق في التعليم قد يزيغان بالهدف المطلوب خاصة إذا ما كانت الفئة المستهدفة -في بعض المناطق- لا تقدر قيمة المعرفة ولا تعي مفهوم الحرية! ولا تخدم الوطن ولو في مجرد الحفاظ على مؤسسات تكلف الدولة الشيء الكثير في الوقت الذي تفتقر فيه مناطق أخرى إلى هذا المعطى وإلى هذا الإمتياز.