المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل خرجت قاطرة التربية والتعليم عن سكتها . ؟؟ .


التربوية
07-03-2012, 22:51
هل خرجت قاطرة التربية والتعليم عن سكتها . ؟؟ .

محمد همشة
بوابة إقليم الفقيه بن صالح : 07 - 03 - 2012

هل خرجت قاطرة التربية التعليم عن سكتها ؟؟ .
إن الباحث المدقق في إشكالية التربية والتعليم اليوم , وفي الوقت الراهن , يلاحظ منذ الوهلة الأولى , التباين الحاصل بين المدرسة منذ الاستقلال والفترات التي تليها , والمدرسة الحالية , لقد انصب الباحثون المغاربة منهم والغربيون بالخصوص في تشريح أنماط وطرق التدريس المعاصر عامة والمدرسة المغربية خاصة , وسمعنا جعجعة كما يقول المثل العربي , ولم نر أي طحين من كل التغييرات التي طرأت على المنظومة التربوية التعليمية : واخص بالذكر بيداغوجية الإدماج التي أهدر بها , أموال طائلة , ما كانت لتضيع في هذا المجال . وكان من المستحسن لم سميت بديماغوجية الإدماج , لان الهدف منها هو جعل المتعلم والأستاذ يدمجان في متاهات لا مخرج لها . وكذا البرنامج الاستعجالي (2009 2012. )الذي وان بدا منه بصيص من الاتقاد والإغاثة , لكن أي انقاد ننتظره من غربيين ينضرون ويضعون مخططات بعيدة كل البعد عن واقعنا المغربي الأصيل , وكأننا نريد أن نخيط لباس طفل صغير لرجل مفتول العضلات , ومن ثمة أصبح الإصلاح التربوي في السنوات الأخيرة يتمدد في محاولة تغطية الواقع المر للمدرسة المغربية خاصة , والمنظومة التربوية التعليمية عامة , وأسرعنا في عملنا وركزنا على التعجيل في الأمور التي تحتاج إلى التروي والدراسة الشاملة من اجل الوصول إلى الإصلاح الكلي لهذه القضية الأساسية بعد الوحدة الترابية المغربية . وماذا حدث ؟
خرجت قاطرة تعليمنا عن سكتها , وانغمست في التراب والوحل , ولم يبرز منها واقفا على القضبان الحديدي سوى بعض العربات الخلفية للقطار التربوي التعليمي بوطننا الحبيب , فيها مجموعة قليلة من نساء ورجال التربية والتعليم الذين ظلوا وسيبقون يدافعون عن مبادئهم الثابتة والأساسية كالتربية الصحيحة والسليمة للمواطن المغربي الحر الأبي . هذا المربي الذي لم يكن في يوم من الأيام يجري ويلهث وراء المال والربح السريع واختراق المراحل من اجل تسلق السلالم والوصول إلى المناصب العليا , وهو واعي بمكانته كرجل مهمته القصوى , انقاد الصغار من الجهل والأمية إلى ضفة الرشد والحلم والرزانة و... صحيح إن الذنب ليس ذنب رجل التعليم في إخراج القطار من سكته , لكن لكي نكون واقعيين , إننا نتحمل نحن أيضا قسطا في سرعة القطار وجعله منكبا على رأسه , فمتى كان رجال ونساء التربية والتعليم بالمغرب في فترة ما بعد الاستقلال إلى فترة بداية الألفية الثالثة , منشقين كل واحد يبكي على ليلاه ؟ . لقد كانت كلمتهم وعزيمتهم , تخيف كل من يعترضهم في انجاز أي عمل يقومون به في هذا الميدان الشريف . فالمربي اليوم لا يعتد به ولا يستشار في مشاكله واكراهاته, وبعد أن كان هو الآمر , تغير ليصبح هو المأمور والمنفذ , همه الوحيد الانتهازية والربح السريع , طبعا ليس كل نساء ورجال التعليم يسعون لهذا الغرض البراكماتي , حتى لا يكون الفهم خاطئا . لماذا لا نجتمع في نقابة واحدة أو تنسيقية شاملة لجميع مطالبنا , نوحد بها فترات إضرابنا ,ونقف وقفة رجل همام باسل . واسمحوا لي إذا قلت إن إضرابنا الحالي يشبه (رأس الحانوت) تجد الأستاذ أو الإداري أو باقي اطر التربية والتعليم , يقوم بالإضراب وهو غير مقتنع به أو يريد استراحة مؤقتة كما يتهمنا به بعض الإدارات العمومية الأخرى .
يا رجال العلم والتربية والثقافة , إن الفرصة سانحة اليوم , لتأكيد هويتنا , وفرض آرائنا من اجل توحيد الصفوف ' من اجل تفعيل الميثاق الوطني للتربية والتعليم , وإخراج النظام الأساسي الخاص بنا , حتى نبين للجميع , أننا قادرون على انقاد قضيتنا من الانزلاق في متاهات فارغة, تصرف فيها الملايين من المال العام , والتي تهدر بشكل يتألم لها كل مغربي مغربي في هذا الوطن الغالي .
إنها كما يقول جمال الدين الأفغاني في كتابه " طبائع الاستبداد" ( إن كانت اليوم صيحة في واد , فإنها غدا ستقتلع الأوتاد ) . نريد أستاذا يتمتع بالكرامة , يسدي خدمات جليلة لهذا الوطن , ومواطنا يحترمه , وفاعلا جمعويا ينصره , ومسؤولا يشاركه في كل قضية من قضايا التربية والتعليم ' لان أي إقصاء وأي تجاهل له يعني الفشل الدريع للمدرسة المغربية الراهنة .
محمد همشة .
دار ولد زيدوح في : 08/03/2012