المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دموع الفرح والانكسار أمام الثانويات عند إعلان النتائج


التربوية
29-06-2014, 12:13
دموع الفرح والانكسار أمام الثانويات عند إعلان النتائج
تلاميذ أصروا على الالتحاق بثانوياتهم للتأكد من النتيجة النهائية وسط مساندة ولوم الأقارب
ضحى زين الدين نشر في الصباح يوم 27 - 06 - 2014

"عند الامتحان يعز المرء أو يهان"، والعزة ظهرت أول أمس (الأربعاء) أمام الثانويات في عدة أشكال بعد تعليق سبورات النجاح، فاتخذت إيقاعات الدقة المراكشية، وزغاريد الأمهات والخالات والجارات، كما انسابت هذه "العزة" دموع فرح على خدود تلاميذ وتلميذات، عندما قطعت النتائج الشك باليقين.
والمهانة أيضا حضرت بوجوهها البشعة، بعد أن انهارت أجساد الذين أحيلوا على الدورة الاستدراكية، وكانت النتائج المعلقة حاسمة في دفعهم إلى حفرة الإعداد من جديد لامتحانات الدورة الاستدراكية، وهو ما يعني "الكثير من التعب والسهر"، يقول والد تلميذة اطلعت على نتيجتها على الأنترنيت، إلا أنها لم تكن متأكدة من أنها واحدة من 176 ألف مترشح أحيلوا على الدورة الاستدراكية، مقابل 156429 حازوا الشهادة. وقال والد التلميذة التي تدرس بثانوية ابن الهيثم بالحي الحسني، "تعبت ابنتي في التحضير للامتحانات، لكن الله غالب".
دموع سارة لم تكن بسبب الدورة الاستدراكية، بل لأن التلميذة قرأت للتو رقمها الوطني على السبورة ضمن الناجحين، فبكت بحرقة، وكأنها لا تصدق نجاحها، "كنت خائفة جدا، ورغم أني علمت مذ الصباح أنني ناجحة، إلا أن الشك استبد بي، لأني لا أثق كثيرا بالأنترنيت"، تأخذ خالة سارة التلميذة في حضنها، قبل أن تطلق العنان لزغرودة، وهي تدعو ابنها إلى تصويرهما أمام الثانوية.
خولة ليست واحدة ممن سيحظون بعطلة صيفية جيدة، وليست واحدة ممن سيخططون للسفر أو للقيام بأي نشاط آخر للاستجمام والراحة، "انتهت استراحتي، الآن علي العودة إلى الاستعداد من جديد للباكلوريا"، تقول خولة التي لم تأت للتأكد من نتيجتها وهي التي تعلمها منذ الخامس صباحا من الأربعاء الماضي، "كنت متأكدة أني سأحال على الدورة الاستدراكية، لأني خرجت مبكرا يوم الامتحان بعد إصابتي بحالة ارتباك شديد". لم يرافق خولة أي فرد من أفراد عائلتها، إنما جاءت لتقاسم صديقتها فرحة النجاح، رغم أنها تعلم أنها لم تحظ بالفرصة نفسها، "صديقتي نجحت وجئت معها".
كثيرون حلوا بالثانويات ليس فقط للتأكد من نتائجهم، بل للاستسفار عن نتائج أصدقائهم، وكثيرون أيضا أتوا مصحوبين بأفراد من عائلتهم، بعضهم لقي المساندة، وبعضهم الآخر لقي العتاب واللوم، كما هو حال تلميذ صب والده جام غضبه عليه، وهو يطالبه بالصعود إلى السيارة، معاتبا إياه على كثرة استخدام الهاتف المحمول والمواقع الاجتماعية "ديتيها في الفايسبوك والدريات حتى سقطت...زيد طلع للطوموبيل دابا" يصرخ الأب الذي لم تنجح محاولات مرافقه في تهدئته، "كنت عارف غادي يسقط"، يرد الرجل الغاضب، فيما يسبقه التلميذ إلى سيارة ركنت في ركن مخالف للقانون أمام بوابة ثانوية ابن الهيثم.
أمام ثانويات أخرى بشارع ابن سينا تقاطرت العائلات والتلاميذ، وتكررت المشاهد ذاتها، اختلطت دموع الفرح بدموع الانكسار، وتداخلت زغاريد الأمهات بنحيب الراسبات، وتحول المشهد إلى لوحة متناقضة، تسيطر عليها جميع المشاعر في لحظة واحدة، وتحضر فيها عبارات التهاني من قبيل "مبروك العقبى لشي خدمة واعرة"، " بعبارات المواساة في مصاب الدورة الاستدراكية، "آش داروا بيها اللي شدوها كاع، ولدي راه جالس فالدار غادي يعاود لفاك، بلا ما تبكي"، وهي العبارة التي رددتها امرأة كانت تمر ساعة الإعلان عن النتائج، وتوقفت لتواسي تلميذة انخرطت في بكاء حار.