معلم الخير
16-01-2009, 21:17
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين.
هذه الأيام لا تسمع إلا همسا بين التلاميذ لأنهم على مقربة من الامتحانات الموحدة، كنا فيما مضى نرى استعدادات على قدم وساق ،الكل يحفظ بالليل والنهار وربما هناك من يستعد للامتحان تراه على ضوء المصباح في الشارع لأنه ليس عندهم كهرباء بالبيت، وهناك من يستعد تحث ضوء الشمعة الخافت،واليوم هناك استعداد من نوع آخر بالنسبة لهذا الجيل من التلاميذ، حيت يزدحمون على أبواب دكاكين نسخ الأوراق ،حيث يقومون بنسخ الملخصات بل بتقزيميها حتى تبدو صغيرة كالحرز أو التميمة بلغة أخرى، يسهل على التلميذ تناولها ونقل ما فيها بدون أن يشعر به أحد المراقبين الأمناء، والذين قلوا في هذا الزمن، وهذا هو مربط الفرس من كتابة هذا الموضوع بقلب يملؤه الأسى والألم على قيمنا وأخلاقنا الإسلامية التي ضاعت منا والأدهى والأمر أننا نحن رجال التربية وصناع الأجيال نساهم بشكل كبير في إضاعتها وطبعا هذا من تضييع الأمانة التي أسندها الله إلينا، أتوجه بنصيحة من قلب يملؤه الحب الفياض لكل مدرس ومدرسة، لأن الدين النصيحة كما اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف، إن مما ناسف له أن نرى رجال التربية والتعليم يعطون دروسا مجانية في تعليم الغش لهؤلاء التلاميذ، وتكريس هذه الخصلة الذميمة في نفوس هؤلاء الأطفال الذين يتعلمون منك أيها الأستاذ حتى حركاتك وسكناتك وخصوصا في المستويات الصغرى فترى الطفل يقلد معلمه والطفلة تقلد معلمتها،فنحن عندما نكتب إجابة الامتحانات على السبورة لينقلها التلميذ على ورقته البيضاء فنحن أعطيناه درسا بليغا في الغش وعدم الاعتماد على النفس بعد الله تعالى وخطورة هذه المسألة تقتضي منا وقفات كثيرة،- وسأقتصر على بعضها لأن الوقت لا يسع ولم يبقى على الامتحانات إلا أياما قلائل وأريد أن اهدي لك هذه النصيحة العطرة نفعنا الله وإياك بها-
الوقفة الأولى:كان من نتيجة هذه المسألة أن التلاميذ أصبحوا يرفضون القيام بأي مجهود في الحفظ لأن السابق يوصي اللاحق بأن الأساتذة يكتبون الإجابة على السبورة، فلا تحمل هما، فنشأ جيل- ساهمنا فيه نحن-جيلا لا يحفظ شيئا ، بل ماتت عنده غريزة الحفظ، والمطلع على كل العلوم الدينية أو الإنسانية ما حفظت ودامت إلا بحفظها في الصدور كما جاءت في السطور، خلقنا جيلا يرى المذاكرة والحفظ شيئا تقيلا على نفسه، وطبعا إلا من رحم الله من السادة الأساتذة وهم قلة قليلة،فانظر عفاك الله إلى خطورة هذه المسألة.
الوقفة الثانية:عندما تسند إليك الحراسة في الامتحان وتقوم بكتابة الأجوبة او تلاوتها على التلاميذ، فأنت خنت الأمانة التي وكلت إليك، ولاشك انك ربك جلا في علاه سيسألك عن تضييعها وخيانتها.
الوقفة الثالثة: عندما تسرد الإجابة الصحيحة على التلاميذ فأنت شجعت مدرسه على عدم القيام بواجبه، بل هي مؤامرة على هذا التلميذ البريء، فعندما ينجح سيواجهه واقع آخر في المستوى الي سيقبل عليه، وأذكرك بشيء وأنا أخاطب فيك إيمانك وضميرك وحبك لمهنتك وحبك للمسلمين وأبنائهم ، بالله عليك ماذا ستفل غدا يوم القيامة عندما ستقف بين يدي ربك ويسألك عن هذا التصرف، فأعد للسؤال جوابه فوالله لا ينفعك صديقك المدرس بل ربما تبرا منك هناك (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، لكل أمريء منهم يومئذ شأن يغنيه) فكيف لا يفر منك هذا الأستاذ؟؟ بل الأدهى والأمر أن تجد نفسك محاطا بمئات التلاميذ يطالبون منك حقهم، لأنك علمتهم الغش بسلوكك هذا فضيعتهم في الدنيا،فلم يبارك الله لهم في شهادتهم التي حصلوا عليها بالغش(ومن غشنا فليس منا).فاتقوا الله معاشر الأحبة الأساتذة في تلاميذتكم.
الوقفة الرابعة: لاشك أن التلميذ يفرح عندما يعرف بأن نجاحه مضمون لأن يوم الامتحان سيجد ابادي في نظرة –بيضاء وما هي بيضاء ستمد له يد المساعدة-خصوصا في هذه الفترة التي يعرف فيها التلاميذ إحباطا، بسبب عوامله متداخلة وكثيرة لذا فهو يبحث عن الجاهز ولا يريد أن يبدل مجهودا.عندما سيكبر هذا التلميذ ويعرف الحقيقة المرة التي سيقف عليها بأن هذه الأيادي والتي ليست ببيضاء -كما كان يعتقد- كانت سببا في طرده من المدرسة، لأنه نحج وهو لا يستحق، وربما لو كرر القسم لاستفاد كثيرا، عندما يكبر هذا التلميذ ويتذكرك فلن يترحم عليك بل ربما لعنك وذكرك بكل سوء،لأنك ما علمته النزاهة، بل علمته الغش وخيانة الأمانة، فانظر كبف تريد ان تذكر واختر لنفسك ماتريد.
الوقفة الخامسة:سأنتقل إلى طريقة أخرى ،تتعلق بالمصحح وفي الغالب يكون المصحح هو نفسه مدرس التلميذ وبالخصوص في السلك الأساسي، فترى الأستاذ القدوة المصحح يستعمل نفس القلم الذي كتب به التلميذ ليضيف إضافات أخرى في ورقة التلميذ غفل عنها من كلف بالحراسة، فلا يستعمل القلم الأحمر إلا في المعضلات التي لم يستطع إلا تزوريها سبيلا، ليظهر هذا الأستاذ بمظهر الريادة وان تلميذته حطموا رقما قياسيا في الحصول على أعلى الرتب، وتناسى بأن رب السموات والأراضي يراقبه ولا شك انه سيجزى عن صنيعه هذا ،اما كان الأولى ان تحاسب نفسك على عملك من خلال ورقة هذا التلميذ وإن ظهر لك خلل فلا بأس أن تتداركه في المستقبل القريب فتغيير خطتك في عملك، لتلقى ربك وهو عنك راض، بل سيذكرونك تلاميذتك طيلة حياتهم ويدعون لك وربما أنت في قبرك كما هو الحال بالنسبة لمن علمونا رحمة الله عليهم.
وختاما ينبغي أن نعلم علم اليقين بان الله لن يبارك في عمل أقيم على الغش، ولا في شهادة أخذت بالغش،فاتق الله أخي المدرس وأذكرك بقول الله تعالى :(وقفوهم إنهم مسئولون ).فا للهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
وشكر الله للإخوة القائمين على هذا الموقع بل هذا المنبر الذي يجد في رجالات التربية بغيتهم ،وما يعينهم في مشوارهم العملي، فشكر الله لكل من يقدم شيئا يساعد به إخوانه المدرسين ،والدال على الخير كفاعله.
بقلم أخوكم ومحبكم معلم الخير.
هذه الأيام لا تسمع إلا همسا بين التلاميذ لأنهم على مقربة من الامتحانات الموحدة، كنا فيما مضى نرى استعدادات على قدم وساق ،الكل يحفظ بالليل والنهار وربما هناك من يستعد للامتحان تراه على ضوء المصباح في الشارع لأنه ليس عندهم كهرباء بالبيت، وهناك من يستعد تحث ضوء الشمعة الخافت،واليوم هناك استعداد من نوع آخر بالنسبة لهذا الجيل من التلاميذ، حيت يزدحمون على أبواب دكاكين نسخ الأوراق ،حيث يقومون بنسخ الملخصات بل بتقزيميها حتى تبدو صغيرة كالحرز أو التميمة بلغة أخرى، يسهل على التلميذ تناولها ونقل ما فيها بدون أن يشعر به أحد المراقبين الأمناء، والذين قلوا في هذا الزمن، وهذا هو مربط الفرس من كتابة هذا الموضوع بقلب يملؤه الأسى والألم على قيمنا وأخلاقنا الإسلامية التي ضاعت منا والأدهى والأمر أننا نحن رجال التربية وصناع الأجيال نساهم بشكل كبير في إضاعتها وطبعا هذا من تضييع الأمانة التي أسندها الله إلينا، أتوجه بنصيحة من قلب يملؤه الحب الفياض لكل مدرس ومدرسة، لأن الدين النصيحة كما اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف، إن مما ناسف له أن نرى رجال التربية والتعليم يعطون دروسا مجانية في تعليم الغش لهؤلاء التلاميذ، وتكريس هذه الخصلة الذميمة في نفوس هؤلاء الأطفال الذين يتعلمون منك أيها الأستاذ حتى حركاتك وسكناتك وخصوصا في المستويات الصغرى فترى الطفل يقلد معلمه والطفلة تقلد معلمتها،فنحن عندما نكتب إجابة الامتحانات على السبورة لينقلها التلميذ على ورقته البيضاء فنحن أعطيناه درسا بليغا في الغش وعدم الاعتماد على النفس بعد الله تعالى وخطورة هذه المسألة تقتضي منا وقفات كثيرة،- وسأقتصر على بعضها لأن الوقت لا يسع ولم يبقى على الامتحانات إلا أياما قلائل وأريد أن اهدي لك هذه النصيحة العطرة نفعنا الله وإياك بها-
الوقفة الأولى:كان من نتيجة هذه المسألة أن التلاميذ أصبحوا يرفضون القيام بأي مجهود في الحفظ لأن السابق يوصي اللاحق بأن الأساتذة يكتبون الإجابة على السبورة، فلا تحمل هما، فنشأ جيل- ساهمنا فيه نحن-جيلا لا يحفظ شيئا ، بل ماتت عنده غريزة الحفظ، والمطلع على كل العلوم الدينية أو الإنسانية ما حفظت ودامت إلا بحفظها في الصدور كما جاءت في السطور، خلقنا جيلا يرى المذاكرة والحفظ شيئا تقيلا على نفسه، وطبعا إلا من رحم الله من السادة الأساتذة وهم قلة قليلة،فانظر عفاك الله إلى خطورة هذه المسألة.
الوقفة الثانية:عندما تسند إليك الحراسة في الامتحان وتقوم بكتابة الأجوبة او تلاوتها على التلاميذ، فأنت خنت الأمانة التي وكلت إليك، ولاشك انك ربك جلا في علاه سيسألك عن تضييعها وخيانتها.
الوقفة الثالثة: عندما تسرد الإجابة الصحيحة على التلاميذ فأنت شجعت مدرسه على عدم القيام بواجبه، بل هي مؤامرة على هذا التلميذ البريء، فعندما ينجح سيواجهه واقع آخر في المستوى الي سيقبل عليه، وأذكرك بشيء وأنا أخاطب فيك إيمانك وضميرك وحبك لمهنتك وحبك للمسلمين وأبنائهم ، بالله عليك ماذا ستفل غدا يوم القيامة عندما ستقف بين يدي ربك ويسألك عن هذا التصرف، فأعد للسؤال جوابه فوالله لا ينفعك صديقك المدرس بل ربما تبرا منك هناك (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، لكل أمريء منهم يومئذ شأن يغنيه) فكيف لا يفر منك هذا الأستاذ؟؟ بل الأدهى والأمر أن تجد نفسك محاطا بمئات التلاميذ يطالبون منك حقهم، لأنك علمتهم الغش بسلوكك هذا فضيعتهم في الدنيا،فلم يبارك الله لهم في شهادتهم التي حصلوا عليها بالغش(ومن غشنا فليس منا).فاتقوا الله معاشر الأحبة الأساتذة في تلاميذتكم.
الوقفة الرابعة: لاشك أن التلميذ يفرح عندما يعرف بأن نجاحه مضمون لأن يوم الامتحان سيجد ابادي في نظرة –بيضاء وما هي بيضاء ستمد له يد المساعدة-خصوصا في هذه الفترة التي يعرف فيها التلاميذ إحباطا، بسبب عوامله متداخلة وكثيرة لذا فهو يبحث عن الجاهز ولا يريد أن يبدل مجهودا.عندما سيكبر هذا التلميذ ويعرف الحقيقة المرة التي سيقف عليها بأن هذه الأيادي والتي ليست ببيضاء -كما كان يعتقد- كانت سببا في طرده من المدرسة، لأنه نحج وهو لا يستحق، وربما لو كرر القسم لاستفاد كثيرا، عندما يكبر هذا التلميذ ويتذكرك فلن يترحم عليك بل ربما لعنك وذكرك بكل سوء،لأنك ما علمته النزاهة، بل علمته الغش وخيانة الأمانة، فانظر كبف تريد ان تذكر واختر لنفسك ماتريد.
الوقفة الخامسة:سأنتقل إلى طريقة أخرى ،تتعلق بالمصحح وفي الغالب يكون المصحح هو نفسه مدرس التلميذ وبالخصوص في السلك الأساسي، فترى الأستاذ القدوة المصحح يستعمل نفس القلم الذي كتب به التلميذ ليضيف إضافات أخرى في ورقة التلميذ غفل عنها من كلف بالحراسة، فلا يستعمل القلم الأحمر إلا في المعضلات التي لم يستطع إلا تزوريها سبيلا، ليظهر هذا الأستاذ بمظهر الريادة وان تلميذته حطموا رقما قياسيا في الحصول على أعلى الرتب، وتناسى بأن رب السموات والأراضي يراقبه ولا شك انه سيجزى عن صنيعه هذا ،اما كان الأولى ان تحاسب نفسك على عملك من خلال ورقة هذا التلميذ وإن ظهر لك خلل فلا بأس أن تتداركه في المستقبل القريب فتغيير خطتك في عملك، لتلقى ربك وهو عنك راض، بل سيذكرونك تلاميذتك طيلة حياتهم ويدعون لك وربما أنت في قبرك كما هو الحال بالنسبة لمن علمونا رحمة الله عليهم.
وختاما ينبغي أن نعلم علم اليقين بان الله لن يبارك في عمل أقيم على الغش، ولا في شهادة أخذت بالغش،فاتق الله أخي المدرس وأذكرك بقول الله تعالى :(وقفوهم إنهم مسئولون ).فا للهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
وشكر الله للإخوة القائمين على هذا الموقع بل هذا المنبر الذي يجد في رجالات التربية بغيتهم ،وما يعينهم في مشوارهم العملي، فشكر الله لكل من يقدم شيئا يساعد به إخوانه المدرسين ،والدال على الخير كفاعله.
بقلم أخوكم ومحبكم معلم الخير.