المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية من رؤى معركة انتخابات اللجان الثنائية في حظيرة التعليم


آثار على الرمال
18-05-2009, 15:45
عبد العزيز قريش

وأنا أتابع المشهد الانتخابي للجان الثنائية لرجال التعليم، وأقرأ فيه القراءة الرمزية التي تدل على أكثر من معنى، لفت نظري عدم وعي هيئة التعليم المغربي بذاتها وبما تحويه من تنوع مكوناتها وبمختلف تنظيماتها النقابية، التي تؤجج فيهم الصراع الداخلي من أجل خلق طبقات ضد طبقات، ومكونات ضد مكونات لصالح السياسي الذي يسوس التعليم المغربي. أليس هذه الهيئات جاءت كلها لصالح خدمة رجال ونساء هيئة التعليم بالمغرب؟ ألا تدعي كلها أنها تهتم بهم وتدافع عن مصالحهم في وجه السياسي الذي يسوس قطاعات وزارتهم؟ فهل من الحكمة أن تدخل هذه النقابات في هذه المعركة وهي مفتتة بل ومتصارعة! كل منها يقول ها أنا ذا؟! والواقع؛ وفي عمق المشهد الانتخابي يختفي الوعي عن الأنظار.
لتطفو الذاتية والفئوية والانحسار الفكري في بقع ضيقة جدا! لو كان الوعي في أعلى درجاته. لاتحدت تلك الهيئات النقابية وقسمت عليها جغرافية الوطن ومكونات هيئة التعليم المغربي، فربحت كلها جغرافية الوطن ومكونات هيئة التعليم المغربي، ولتبنت كلها ملفات التعليم وتضامنت من أجله، وواجهت بها السياسي! لكن هذه السترجة لن تحظر في الواقع ولا في الخيال لسبب بسيط. وهو أن السياسي متغلغل في أعماق الفكر التربوي المغربي. يسوسه من خلال هذه الهيئات غير المستقلة ذات المراجع المتنوعة والتي يضغط عليها الفكر السياسي إلى حد الاختناق، فلا تستطيع الإفصاح عن رأيها المستقل ولو همسا فبالأحرى جهرا. تناوبوا على الصمت تناوبهم على السلطة! صوتهم فقط للمزايدات والدعايات في الحملات الانتخابية، لن يطرح المشروع المجتمعي لهيئاتهم النقابية ـ إن كانت هناك مشاريع أصلا ـ على الملأ وعلى العلن ويصارع ويناضل من أجله إلا إذا جاءت في زحمة المزايدات الرخيصة. ففي ظل المشهد الانتخابي يبقى الكل ضد الكل، وفوق الكل السياسي يسوس الجميع. يوطن فيهم الاختلاف إلى أعماق جذورهم! ويسلك بهم شعاب التفرقة في غياهب نفي الذات! مسكينة هي قضايا التعليم، كل مجمعون عليها مختلفون في ذات الوقت عليها. الرابح فيهم خاسر... جميعهم يخدم السياسي دون قصد! لقد ربحنا، لقد فزنا والفوز الأكبر لذلك السياسي الماهر الذي خندقنا في ألوان متعددة دون أن يصنع منا لوحة متكاملة التيمة ومتسقة الألوان أو يرسم وجها لهيئة التعليم بالمغرب كامل الأوصاف.
كل ما هناك في المشهد خربشات ضائعة المعنى والدلالة في قاموس فن الوجود والحياة وصنع الذات. يد هنا ورجل هناك ورأس هنالك، وفي اليمين الجسد وفي اليسار الرجلين، وما بين هذا وذاك أشلاء جسم بات يئن من أوجاع وأمراض الذات! مشهد بئيس لمن فرقتهم الأوهام ، وفي بؤرتها أتربع كرسي من كراسيها وأغني للفوز وإن كنت لست فائزا. وإن فزت فيرفضني الفكر السياسي إلا إن كنت بجانبه أفعل فعلته الذكية التي تسكن ما وراء السطور! وأذكي في جسمي نار الاحتراق. فالتعليم جسم نقابي يحترق بالنقابات من أجل الجسم السياسي. فيقتل فينا روح الانتماء لما يقال له مجازا في بلدان العرب تعليم! وتظل القراءة في الانتخابات تفيد أكثر من دلالة، ربما يجود يوما المشهد النقابي بوحدة الهدف وتنوع آليات التنفيذ ضمن خطة واحدة موحدة مصنوعة من ذاك التنوع! لكن تبقى مسافة كبيرة بين الذات ووعيها! قراءة قد لا تصح عند البعض أو هوس جاء مع رياح الصراع. قضية واحدة والصانع واحد، لكن الضحية عدد: أنا وأنت المتصارعون لصالح الصانع الحكيم، من يقرب إليه طرفا من جسمنا ويبعد طرفا آخر من كياننا، ونحن نصفق له؟! من هنا رأيت التنسيق فيما بين نقاباتنا درجة دنيا من وعينا. فهل للوعي رؤية تدعم رؤى جسمنا؟ فما رأيكم؟ فهل الاختلاف يفسد عند العقلاء للود قضية؟ ولو لمرة واحدة من أجل ذاتنا؟! فهل جاء وقت اتحاد الفكر النقابي ضد أطروحات الفكر السياسي التي تفرقنا وتذكي الصراع بيننا؟....

المصدر: وجدة سيتي - 2009/05/17

كريم مغربي
18-05-2009, 16:04
معك كل الحق