منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - ذاك المخلوق العجيب (البحر) سبحان الله

http://files.fatakat.com/2009/12/1260655717.gif

((البحر المخلوق العجيب))
الحمدلله رب العالمين ...نحمده تعالى حمد الشاكرين ،ونتوب إليه توبة المنيبين ...وأصلى واسلم على سيدنا محمد المبعوث فينا رحمة للعالمين...أمـــــــابعـــــد
أحبتى فى الله ...نعيش اليوم مع مخلوق عجيب هو جندى من جنود الله عزوجل فى الكون
ومع قول ربنا عزوجل((أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)) النور 40
يقول الامام ابن كثير فى تفسيره لهذه الآية: هذا مثل قلب الكافر الجاهل البسيط المقلد الذى لايعرف حال من يقوده ،ولايدرى أين يذهب.فهو يتقلب فى ظلمات خمسة :
فكلامه ظلمة ،وعمله ظلمه ،ومدخله ظلمه ،ومخرجه ظلمة ،ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات إلى النار ،فالكافر يعيش فى ظلمات تشبه ظلمات البحر العميق وهذا الحال يشبه حال الشاعر الذى قال ..جئت لا أعلم من اين أتيت ...ولكنى أتيت ..فقلب الكافر لايعرف من خلقه ؟ولايعرف لماذا خلق ؟لايعرف لماذا يموت؟
وليس هذا موضوعنا مع هذه الآية المباركة ،ولكن الآية تفتح لنا بابها للحديث عن هذا المخلوق العجيب وهو البحر الذى خلقه الله وجعله عبرة لمن يعتبر وعظة لمن يتعظ.
فالبحر آية من آيات الله عزوجل الدالة على عظمته وجبروته.
إستمع إلى مستر ""براون"" البحار البريطانى وكان يدين بغير الاسلام ...لما رست سفينته على أحد الشواطئ الهنديه سأل عن عالم من علماء المسلمين فجئ بعالم مسلم فقال له :هل ركب نبيكم محمد البحر؟ فقال له عالم الاسلام :لم يركب نبينا البحر أبدا ...فقال له البحار :فمن علمه إذا علوم البحار ؟لقد قرأت فى كتابكم القرآن الكريم آية وبعد قراءتها طبقتها على العلم الحديث فوجدتها قد سبقت العلم الحديث بقرون عدة ،فقال له العلم المسلم وماهى قال له البحار:هى قول الله ((أوكظلمات فى بحر لجى))
فمن الذى علمه علوم البحار فقال العالم الهندى هو الله رب العالمين ،فقال البحار:
أشهد أن لاإله إلا الله ،وأشهد أن محمدا رسول الله..
البحر آية من آيات الله الدالة على قدرته ...,هو خلق من خلق الله عزوجل يعبد الله ويسبحه ويوحده ،بل إن من عجائبه أنه يرى ابن آدم وهو يعصى الله عزوجل مع حلمه عليه فيتألم لذلك فلولا أن الله عزوجل يمنعه لأغرقهم جميعا كما روى ذلك الامام احمد
عن سيدنا عمر ابن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال""ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات على الأرض يستأذن الله تعالى فى أن ينفضح على أهل الأرض فيكفه الله تعالى"" سبحان الله ! البحر يستأذن ربه فى أن يطفح على العصاة من بنى آدم ...سبحان الله البحر يغضب عندما تنتهك حرمات الله عزوجل!وكم من بشر يرون محارم الله تنتهك ولا يحركون ساكنا ،البحر جندى من جنود الله عزوجل تجده بارزا فى قصة كليم الله موسى عليه السلام عندما خافت أم موسى على وليدها من بطش فرعون فماذا حدث؟ قال تعالى((وأوحينا إلأى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين))القصص 7
فقد جعل الله عزوجل البحر العاتى بأمواجه يحتضن طفلا صغيرا.ليكون بعد ذلك الطفل فى بيت عدوه فرعون ينشأ ويكبر فيه حتى يتجدد اللقاء مع البحر مرة أخرى ليحتضنه وهو كبير كما احتضنه وهو صغير حتى كان الموعد بخروج موسى عليه السلام بقومه من مصر
ويتبعه فرعون بجنوده فإذا البحر أمام موسى وقومه ...البحر أمامهم والعدو خلفهم فماذا حدث؟ ظن الجميع أنهم هالكون لامحالة ويقول أصحاب موسى له ((قال أصحاب موسى إنا لمدركون* قال كلا إن معى ربى سيهدين))قالها سيدنا موسى واليقين فى قلبه يحفظه فهو يعلم أن من كان معه الله فلايحزن أبدا جاءه الفرج من الله((فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم)) فكان البحر هو المدد
الالهى الربانى فوقف ماء البحر على الجانبين كالجبل الأشم حتى خرج منه موسى وقومه ويطبق ماء البحر على فرعون ليهلك وجنوده فى البحر((وأنجينا موسى ومن معه أجمعين *ثم أغرقنا الآخرين))
البحر هو هذا المخلوق العجيب تجده مع نبى الله يونس عليه السلام الذى خرج مغاضبا أى غاضبا من قومه لأنهم لم يتبعوه ولم يؤمنوا بالله ،فأنذرهم بعذاب الله ثم خرج مهاجرا إلى الله وركب البحر أى السفينة وكانت مشحونة بالركاب فأصبحت لاتتحرك ((فساهم
فكان من المدحضين)) فرمى به فى البحر ،وإذا بالوامر الإلهية تصدر إلى القاعدة البحرية
الالهية إلى إحدى الغواصات الحوتية أن يتحرك الحوت بإذن الله نحو يونس وهو يرمى به فى البحر فالتقمه على الفور ...فأمر الله عزوجل الحوت ألا يكسر له عظما ...ولا يأكل له لحما وطاف به البحار نوغاص به فى الأعماق ،وبقى فى بطن الحوت أياما يسمع تسبيح الحيتان فسبح الله عزوجل مع الحيتان ((فلولا أنه كان من المسبحين *للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون)) وكان تسبيحه ودعاؤه ،وتقديسه لاإله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين فسمع الله دعاءه وتسبيحه واستجاب له ونجاه ((فاستجبنا له ونجيناه من الغم
وكذلك ننجى المؤمنين)) الأنبياء 88
سمع الله نداءه ودعاءه وهو فى ظلمات بعضها فوق بعض ولبى نداءه وأخرجه من بطن الحوت سقيما عاريا على شاطئ هذا البحر((وأنبتنا عليه شجرة من يقطين))
هذا هو البحر الجندى الذى قال الله عزوجل عنه((قل لوكان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا)) الكهف 109
وقال ((ولو أنما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر مانفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم)) لقمان 27
هذا البحر جندى من جنودالله عزوجل سخره وأخضعه لمن يشاء من عباده ...
فسبحان من سخر لنا البحر وأجراه وأخرج لنا منه لحما طريا ((هو الذى سخر لكم البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله)) سبحان الله العظيم.
منقول