منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - ن و ت -فدش- في الحاجة الى مرجعية نقابية واضحة

شهدت انتخابات اللجان الثنائية في 15 ماي 2009 تراجعا واضحا للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل على مستوى بعض الجهات وايضا في بعض الفئات.فمن النقابة الاكثر تمثيلية في استحقاق 2003 الى الرتبة الثانية وبفارق واضح عن النقابة الوطنية للتعليم –كدش- وفي تقارب بين مع نتائج نقابة الجامعة الوطنية لموظفي التعليم

مسؤولو النقابة الوطنية للتعليم –فدش- في تقييمهم لنتائج هدا الاستحقاق الانتخابي ارجعوا التراجع –حسب يلاغ 7 يونيو 2009 الى حملة استهدفت النقابة من جهة نقابية معلومة ثم عامل الاسم الدي اربك شغيلة التعليم المدرسي اثناء التصويت( تقاسم اسم النقابة الوطنية للتعليم بين الفدش والكدش)
والحال هل يمكن تلخيص اسباب التراجع في هدين العاملين ام ان هناك عوامل موضوعية واضحة ادت الى تراجع النقابة الوطنية للتعليم في الساحة النقابية..والتساؤل المطروح هنا لمادا تعليق التراجع على عوامل خارجية هامشية بدل البحث عن الاسباب الحقيقية لهدا التراجع وتحمل المسؤولية في دلك.
في تاريخ الشغيلة التعليمية كانت النقابة الوطنية للتعليم في طليعة النقابات التي ساهمت وبشكل كبير في تحقيق عدة مكاسب.وكانت قوة النقابة تتجلى في مرجعيتها الواضحة وحماسة مناضلاتها ومناضليها وقوة استماتتهم في الدفاع عن قيم العدالة وحقوق نساء ورجال التعليم,وبالامكان الرجوع الى التاريخ النضالي للنقابة مند تاسيسها سنة 1966 . ويرجع الفضل في قوة النقابة الى تواجد اعداد كبيرة من الكوادر والاطر المكافحة دات الروح النضالية والنقابية العالية وايضا المناضلين الدين امتلكوا الحس الاقتراحي واستطاعوا التاثير حتى في المشهد الحزبي التقدمي بالمغرب. لكن التراجع بدا يظهر على النقابة الوطنية للتعليم قبل الانتخابات المهنية وسيتعمق اكثر بعدها ادا لم ينتبه مناضلوا ومناضلات النقابة الى الاسباب الحقيقية ويعالجوها بشكل جدري..والاسباب واضحة وهي مرتبطة بالبنية التنظيمية والقوانين الاساسية والداخلية وايضا للتراجع النضالي في خط النقابة وتعاطيها لقضايا نساء ورجال التعليم وطنيا; من خلال اعتمادها اسلوب حوار الصم والبكم الدي لا مبرر له مع الوزارة .وهدا ما ولد احساسا عميقا لدى نساء ورجال التعليم بغياب الشجاعة والجراة في الدفاع عن مصالح نساء ورجال التعليم وعدم الاستفادة من التمثيلية الكبيرة في صفوفهم
النقابة الوطنية للتعليم تعتريها العديد من الاختلالات في بنيتها التنظيمية ويمكن اعطاء بعض المؤشرات بهدا الخصوص:
- الغياب الكلي للكتابات الجهوية وعدم تفعيل ادوارها وحصرها في اشخاص منعزلين كليا عن الفروع المحلية والاقليمية.فما يحدث بالاكاديميات يبقى محصورا بيد هؤلاء الاشخاص ولا يصل الى المناضلين بالفروع والاقاليم
- غياب مبادرات شجاعة في الدفاع الملموس عن قضايا نساء ورجال التعليم والاكتفاء بالتماهي مع نهج الوزارة الحواري الاطرش.
- كثرة الفروع بالاقاليم وعزلتها عن بعضها ودخولها في صراعات ابدية وغياب مساطر واضحة مبينة على التوازن في علاقة الفرع المحلي بالكتابة الاقليمية وهدا ما ادى الى افراغ الفرع من شحنته النضالية ودوره الحقيقي
- عدم وضوح العلاقة بين الكتابات الاقليمية والاتحادات المحلية للفيدرالية الديمقراطية للشغل اد غالبا ما تكون هناك علاقة الرغبة في اضعاف الاخروهو ما ساهم في خلق خصم داخلي ابدي يعيق نطوير النقابة والاتحادات ويعطيها قوة..وهدا يقتضي اعادة ظبط العلاقة قانونيا وتنظيميا يبن الكتابات الاقليمية والمحلية لقطاع التعليم واجهزة الاتحادات المحلية بحيث تكون علاقة الانفتاح وتقوية التنظيم وما هو مشترك .
- تسرب الاداريين الى الجسم النقابي للنقابة افقدها الشجاعة في الدفاع عن مصالح نساء ورجال التعليم..فغالبا ما يميل اعضاء المكاتب العاملين بالنيابات او بادارات الثانويات والاعداديات والابتدائيات الى جانب الادارة ومصالحهم الشخصية
وابتعادهم عن اغضاب رئيس مصلحة او نائب الوزارة او مدير الاكاديمية..وسيطرة الاداريين على اجهزة النقابة وطنيا وجهويا واقليميا ومحليا افقد النقابة الكثير من اللاشعاع وجعل الشغيلة تنظر اليها بعين شك والريبة( اتهامها بالتواطؤ وبيع الماتش و..و...) .طبعا هناك استثناءات لا يمكن القفز عليها..فبعض الاداريين اثبتوا نضاليتهم وكفاءتهم.لكن على العموم بجب اعادة النظر في وجود الاداريين بالاجهزة النقابية
- طبعا هدا لا يعني عدم وجود خصوم في الساحة تلجا احيانا الى الحملات والافتراءات وهي واضحة وكان المستهدف فيها غالبا النقابة الوطنية للتعليم
- غياب مرجعية واضحة تشكل وعاءا ثقافيا وفكريا ونفسيا لمناضلي النقابة اد رغم وجود بعض المسؤولين النقابيين في حزب الاتحاد الاشتراكي الا ان مسالة المرجعية شبه منعدمة في خطاب النقابة وعند مسؤوليها. وغياب المرجعية ظهر بوضوح في هدا الاستحقاق المهني تجلى في تخلي الكثير عن نقابة وتصويته ضدها او قيامه بالحملة ضدها
تجلى في غياب الولاء لخط النقابة وتحمل المسؤولية في الدفاع عن مكانتها في الساحة التعليمية, وتجلى بوضوح اكثر في انحصار التمثيلية في بعض الفئات الادارية التي قدمت لها النقابة الكثير وتصويت اكثرية الاداريين ضد النقابة وانجرارهم اما وراء نقابة الاتحاد العام للشغالين او نقابة الاتحاد والوطني للشغل في قمة الانتهازية .وهدا يعكس بوضوح غياب المرجعية في النقاية الوطنية للتعليم فالدين استفادوامن خدماتها ونضالها لا قناعة لهم وبامكانهم الارتحال الى نقابة وزيراخر او نقابة اخرى
هده الافكار مطروحة للنقاش واغناء الحوار فيها مدعاة لتصحيح العديد من القناعات الخاطئة.