في رحاب سورة الزلزلة
http://www.wlh-wlh.com/vb/storeimg/i...327337_829.gif في رحاب سورة الزلزلة في رحاب سورة الزلزلة
الحمد لله رب العالمين على كل حال ، المتصف سبحانه بالعزة والعظمة والجلال ، القيوم الحق الأزلي الدائم ، نحمده تعالى بالغدوّ والآصال ، الطّاهر المطهّر الموافق فعله لما سن وقال . وبعد : سنتناول سورة الزلزلة التي من قرأها عدلت له بنصف القرآن ، هكذا قال سيد الأنام عليه الصلاة والسلام ، وسورة الزلزلة مُختلف فيها مكية هي أم مدنية ، ويرجَّح أنها مدنية ، وفيها يصف ربنا تبارك وتعالى نهاية الدنيا ، و" الزلزلة " يقصد بها : حركت الأرض واضطربت بشدة ، وقد نسب زلزالها إليها رغم أن المُزلزل هو الله للمبالغة ، وكأنه يقول زلزلت الزلزال الجدير بها و لا فوقه زلزال لأنه تناها بقوة . "إذا زلزلت الأرض زلزالها " فهي من علامات الساعة الكبرى ، " وأخرجت الأرض أثقالها " أي أخرجت أمواتها وكل كنز مصون ، " وقال الإنسان مالها " فهناك رأيان : الأول يرى بأن الإنسان يقصد به عموم الإنسان مؤمن وكافر ، كل يتعجب من أحوالها ، وإخراج ما في باطنها إلى ظاهرها ، وفئة أخرى ترى بأن الإنسان يُقصد به الكافر إذا كانت الزلزلة بعد النفخة الأولى لأن المؤمن يوقن بالساعة وأما الكافر فهو مكذب لها، " يومئذ تحدث أخبارها " أي تحدث أخبارها بلسان الحال ، أي حال الأرض والدنيا التي انتهت ، والجبال التي سويت بالأرض ،فكل جبل راسخ سيدك ، وهناك من يرى بأن الله تبارك وتعالى يجعل الأرض تتكلم وتنطق وتخبر الإنسان بأن الدنيا قد انتهت وبدأت الآخرة ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم بخصوص الآية " أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال صلى الله عليه وسلم فإن أخبارها بأن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها ، فتقول عمل يوم كذا ، كذا وكذا . قال هذه أخبارها . " يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم " يوم يصدر الناس أشتاتا بمعنى متنوعين : آمن أو فزع وخائف شقي أم سعيد ليروا أعمالهم أي ليروا ما جمعوه من الدنيا ، فمن سعى وراء المال والجاه فسيقول : " هلك عني سلطانية ما أغنى عني ماليه" أما من ملأ صحائفه بالعمل الطيب فسيقول ها كم اقرؤوا كتابيه .. وما من أحد يوم القيامة إلا ويندم ، هكذا أخبرنا الرسول ، فإن كان محسنا قال : لِمَ لَمْ أزدد إحسانا ، وإن كان غير ذلك قال : لِمَ لَمْ أنزع عنه المعاصي .. " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " والذرة هي أصغر نملة حمراء في الوجود . والله يقول: " إن الله لا يظلم مثقال ذرة " إن بعض الناس يستهون بالذنب ، والبعض الآخر يستهون بالخير ، ولا يعرف أن ذرة شر قد تقذف به في النار ، وذرة خير قد تقذف به للجنة ، وهذه الآية سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالآية الجامعة والفاذة . " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " تخص السعداء فتبشرهم ،" ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " تخص الأشقياء ...... فمن أراد الحياة الدنيا وفى له الله أعماله فيها ، ثم يوم القيامة لا يجد شيئا . فهذه الآية تجعلنا بأن نكون حريصين في كل قول وفي كل عمل . ذة/ خديجة قدارة |
|
|
الساعة الآن 18:10 |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها