منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   دفاتر مقالات الرأي والتقارير الصحفية التربوية (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=339)
-   -   الأصابع تشير إلى العشوائية واللامبالاة في مقتل تلميذة بمدينة الخميسات (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=222679)

nasser 25-04-2018 12:45

الأصابع تشير إلى العشوائية واللامبالاة في مقتل تلميذة بمدينة الخميسات
 
https://t1.hespress.com/files/2018/0..._977700674.jpg وائل بورشاشن* (صور: علي وهبي)
الأربعاء 25 أبريل 2018
"ابنتي كانت ذاهبة إلى المدرسة فأصبحت في المقبرة"؛ كلمات أمّ مكلومة في ابنتها التي لم يترك لها عمود كهرباء، هشم رأسها بسبب "الإهمال وسوء التدبير"، فرصة إكمال ربيعها السادس عشر.
https://t1.hespress.com/files/2018/0..._201374515.jpg


إهمال وعشوائية

مشروع إعادة تهيئة شارع ابن سينا بمدينة الخميسات، الذي أسلمت فيه التلميذة هاجر روحها، بدأت في شهر شتنبر من السنة الماضية ولم تنته بعد؛ بميزانية وصلت إلى 10 مليارات من السنتيمات.

"إعادة التهيئة" هاته وسعت الطريق القادمة من الطريق السيار والمؤدية إليه؛ لكنها تركت أعمدة الإنارة التي كانت على الرصيف تتقاسم الطريق نفسه مع السيارات.

بقية القصة تسترجعها بحسرة عميقة أم الضحية: "تغذت في المنزل، وتوجهت صوب الإعدادية لتدخل في الساعة الثانية"، قبل أن تسترسل مولولة: "ابنتي ذهبت يا ربي، ابنتي ذهبت ضحية هذه الطرقات، أريد ابنتي وأريد حق ابنتي، أنا لا أريد شيئا منهم أريد أن أخذ حقي من الذين "رزاوني" في ابنتي".

وتوالت الكلمات الجريحة على لسان الثكلى: "رجالنا في الصحراء يشربون الرمل، ونحن نساؤهم هنا محرومات من الماء والكهرباء، وأبناؤنا ذاهبون في الظلام، وضحايا هاته الطرقات".
https://t1.hespress.com/files/2018/0..._372436731.jpg


ألم فقدان

"صديقتي لن أنساها، كانت لطيفة جدا ولم تؤذنا في يوم من الأيام، وحرمونا منها الله يأخذ فيهم الحق"، هكذا عبرت بنت في ربيعها الخامس عشر بأعين دامعة، وكلمات تخالط حروفَها العبراتُ. وزادت بنبرة ترجّ حازمة: "نطلب أن يأخذ سيدي ربي الحبيب منهم الحق، وأن يأخذوا منهم الحق بالقانون، ويعاتبوهم بالقانون، ويأخذوا منهم حقها".

ثلاث طفلات كن ذاهبات إلى إعداديتهن في الساعة الثانية بعد الزوال، فاصطدمت شاحنة أسفلت كانت راجعة إلى الخلف بعمود إنارة سقط على إحداهن، فهشم جمجمتها وأرداها قتيلة على الفور.

تضيف إحدى شاهدات العيان أن جثة هاجر بعدما وُضعت في سيارة الإسعاف "جاء أحد المشغلين بشركة الإسفلت حاملا كوب بنزين أحرق به دماغها الذي كان مرميا على الأرض"، ثم عبرت بانفعال: "يُحرق الدم ولكن هل يحرق الدماغ؟ ذلك الدماغ كان سيكون مفكرا، أستاذا، وشيئا لهذا البلد، علاش يتحرق؟!"، قبل أن تستدرك مجيبة بالانفعال نفسه: "يُحرق بسبب إنسان غير مسؤول يضع سماعات أثناء عمله".
https://t1.hespress.com/files/2018/0..._631397854.jpg


لوعة متجددة

توفي في وقت سابق بالخميسات شاب بصعق كهربائي بسبب سلك مكشوف، وذكرت الرواية الرسمية أنه "ظنه أنبوب ماء"، بينما نددت الساكنة بالتبرير المقدم منبهة إلى أن صلب المشكل هو "سلك الكهرباء المكشوف الذي كان يمكن أن يقتل أي أحد".

يستحضر زائر المدينة في مثل هذا الظرف هذه القصة التي لم تمض عليها بعد شهورٌ ثلاثة، فبالرغم من فراغ مكان عمود إنارة هشم جمجمة تلميذة كانت متوجهة إلى حجرة دراستها، لا تزال عشرات الأعمدة على طول الطريق تتوعد ساكنة وزائري المدينة بمصير مشابه.

أخت الضحية خرجت مرتدية لباسا منزليا وملامح يظهر بين تقاسيمها هول الصدمة لتقول إن آباءها وآباء الكثيرين والكثيرات من أبناء المدينة "يقاسون في الصحراء الشمس والشتاء والعجاج، وهم هنا يعتدون علينا"، قبل أن تُجمل: "أطلب من الله سبحانه وتعالى أن يحرقهم في حياتهم، كما حرقوني في الأخت الوحيدة التي عندي، هذا كل ما أطلبه".
*صحافي متدرب
هسبريس
================================================

nasser 25-04-2018 12:46

https://www.youtube.com/watch?v=c57hvEezDzw


الساعة الآن 12:01

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها