منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   دفاتر مقالات الرأي والتقارير الصحفية التربوية (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=339)
-   -   التحرش الجنسي بتلميذات المدارس ظاهرة تقلق عائلات طنجاوية (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=207231)

nasser 24-09-2016 15:19

التحرش الجنسي بتلميذات المدارس ظاهرة تقلق عائلات طنجاوية
 
http://t1.hespress.com/files/archive..._107119541.jpg هسبريس - عبد الواحد استيتو
السبت 24 شتنبر 2016
مع انطلاق الموسم الدراسي بطنجة، ينطلق بأبواب الإعداديات والثانويات موسمٌ آخر له مُنتظرون ومُقبلون عليه طيلة السنة الدراسية؛ وهو "موسم التحرّش".

يمارسُ التحرّشَ على أبواب المؤسسات عشراتُ المراهقين والشباب، وحتّى المُسنّون أحيانا، يصولون ويجولون قرب أبوابها ابتداءً من أولى ساعات بداية الدرس والتي توافق الثامنة صباحا وحتى السادسة مساءً حين يغادر آخر تلميذ أبواب المؤسسة، لا تُستثنى من ذلك أي إعدادية أو ثانوية بالمدينة.

ظاهرةٌ تؤرّق التلميذات اللاتي يعانين منها بشدّة، وكذلك أولياء أمورهنّ الذين يقفون عاجزين أمام ظاهرةٍ يصعب ضبطها والإمساك بها لتعدّد ممارسيها وتنوّعهم، على مدار اليوم؛ بالرغم من الشكاوى التي يوجهونها إلى أكثر من جهة، تربوية وأمنية.

مُتحرّشون وشكوى آباء

بتبجّح شديد، يتجوّل مراهقٌ بقبعة رياضية وخلفه صديقه، قرب ثانوية أبي العباس السبتي بطنجة، وهو يُجيل ناظريْه في التلميذات باحثا عن أولى ضحاياه خلال الموسم. لا يهتمّ إطلاقا لوجوده قرب حرم المؤسسة، ولا يبدو أنه متخوّف من أيّ شيء وهو يتحرّك بكل حرية في محاولة للعثور على حركة تدلّ على الاستجابة والتفاعل من إحداهن.

نسأله عن الدراجة التي يركبها، فيجيبنا أنه اكتراها لمدة يوم واحد بسعر 200 درهم. ونسأله مرة ثانية عن سبب وجوده قرب مؤسسة تعليمية لا ينتمي إليها، فيتردّد قبل الإجابة، ثم يبتسم بخبث قائلا: "ها تينا عارف"، قبل أن يبتعد إمّا نحو مؤسسة أخرى أو للعودة بعد قليل.

تقول التلميذة أميمة حول هذا التصرف وهي تهمّ بدخول أولى حصص هذا الموسم الدراسي: "الأمر مزعج جدّا، هم يعتقدون أن الجميع يمتلك التفكير نفسه الذي يحملونه ويعيش الفراغ نفسه الذي يعانون منه. لا ننكر أنهم يجدون أحيانا بعض الاستجابة؛ لكنهم لا يكتفون بذلك، ويظلون طيلة السنة يتحرشون بالجميع لإرضاء غرورهم.. هذا ما يبدو لي".

بصعوبة، عثرنا على أحد الآباء قرب المدرسة، وهو أمر نادر. أحمد عبّر لنا عن رأيه فيما يحدث قائلا: "حضرت إلى هنا للاطمئنان على ابنتي في هذا اليوم، حيث كانت قد تعرّضت في طريق العودة، السنة الفارطة، لعملية تحرّش تحوّلت إلى "كريساج" بعد أن لاحظ المتحرشون تجاهلها لهم، حيث قاموا بصدمها بالدراجة النارية وإسقاطها ثم سرقة هاتفها المحمول كعقوبة على عدم الاستجابة".

المُتحرّش بهنّ.. دمارٌ نفسيّ

عن تأثير التحرّش على التلميذات المراهقات نفسيّا، استقينا رأي الدكتور محمّد حسّون، أخصائي الطب النفسي بطنجة، الذي صرّح قائلا: "أوّل ما يحدث بعد التحرّش هو ردّ الفعل الآني، أو ما يُعرف بالصدمة أو الرّجة النفسية، والتي تكون فيها الضحية غير مستوعبة بالضبط لما حدث، قبل أن تمرّ إلى مرحلة الإحساس بالذنب، فتطرح أسئلة على غرار: لماذا أنا بالضبط؟ أنا أستحق ما يحدث لي... ويمكن أن تنعزل الضحية بعد هذا عن محيطها، وتكفّ عن التجاوب".

وعن النتائج الخطيرة المترتّبة عن التحرش، سواء الإيمائي أو اللفظي أو الجسدي، يضيف حسّون: "ما يحدث للضحية بعد هذا هو تعرّضها للانتكاسة؛ وهو ما ينتج عنه تراجع في الدراسة بالضرورة. وهناك حالات قليلة – حسب الإحصائيات – قد تمرّ إلى مرحلة الاكتئاب الحادّ، الذي يكون كامنا لدى بعض الحالات المركّبة، ثم الانتحار للأسف".

وحسب محدّثنا، فإن النتائج تختلف باختلاف الشخصية وطريقة التحرش ومحيط الضحية: "محيط الضحية يلعب دورا مهمّا جدا؛ فإذا كان منفتحا ومبنيا على المصارحة، سواءٌ في البيت أو المدرسة، فإن الضحية قد تتجاوز الأمر. أما لو بقي تأثير الأمر محصورا في الضحية نفسها، فإن الأمر، كما قلنا، يكون ذا عواقب وخيمة"، يضيف حسّون.

أمّا على المدى البعيد، فيواصل الدكتور موضحا: "بعد بلوغ الضحية مرحلة العشرينات، تظهر نتائج أخرى؛ كالقلق والتوتر والنفور من الرجال عموما والبرود الجنسي".

المقاربة الأمنية.. أفضل الحلول

تبذل ولاية أمن طنجة جهودها بما تملك من إمكانات وموارد بشرية للحدّ من هذه الظاهرة وإيقاف المتسبّبين بها، حيث كانت قد عقدت في شهر دجنبر الماضي لقاء تواصليا مع المؤسسات التعليمية بطنجة بهدف تطوير الأداء الأمني والاستماع إلى الانتقادات الموضوعية، من أجل الحصول على المعطيات المتعلقة بالأمن المدرسي.

كما قامت ولاية الأمن، خلال الفترة نفسها، بحملة تحسيسية أمنية أسفرت عن التواصل مع 80 مؤسسة تعليمية على مستوى المنطقة الأمنية الأولى، و78 مؤسسة بالمنطقة الثانية، و31 مؤسسة بمنطقة أصيلة، بما مجموعه 21053 تلميذاً تمّ التواصل معهم بهذه المؤسسات آنذاك.

إلى ذلك، كانت التدخلات الأمنية، التي جرت بواسطة وحدات أمنية تم تكوينها خصّيصا لهذا الغرض وبتنسيق مع جمعيات أولياء أمور التلاميذ، قد رصدت العنف المتبادل وحمل السلاح الأبيض، إضافة إلى عمليات النشل بمحيط المدرسة.

كثرة المؤسسات وانتشارها بالمدينة أمام محدودية العنصر البشري تبقى عائقا كبيرا في وجه الوقوف أمام هذه الظاهرة والحدّ منها تماما، حيث تبقى للآباء وللتلميذات والتلاميذ شكاواهم التي يأملون أن تجد لها صدى أكبر لتكون هناك فرصة للتحصيل الدراسي والعلمي دون حملِ همّ وقوع التلاميذ ضحية تحرّش أو قطع طريق.


الساعة الآن 15:12

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها