منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - سكان ببولمان يطالبون بمدرسة كلفت مليارا و300 مليون .

سكان ببولمان يطالبون بمدرسة كلفت مليارا و300 مليون
الصباح التربوي

انطلق الموسم الدراسي الجديد بإقليم بولمان، على إيقاع احتجاجات نقابات وآباء تلاميذ لم يستسيغوا "تعثر وفشل انطلاق الموسم وتداعياته"، في غياب ما أسموه "مقاربة تربوية تشاركية في التحضير له عبر إشراك رجال التعليم وممثليهم النقابيين ومجالس المؤسسات وكل الفاعلين التربويين".
وتحدثت النقابة الوطنية للتعليم (ك. د. ش) ببولمان، عن اختلالات بنيوية عميقة تعرفها منظومة التربية والتكوين، و"استمرار إجهاز الدولة على ما تبقى من مكتسبات المدرسة العمومية، والآثار الكارثية التي خلفتها الحركات الوطنية والجهوية والإقليمية، نهاية السنة الماضية".
وأشارت إلى "هزالة النتائج وضعف المناصب الشاغرة وانتفاء المعايير التي تضرب تكافؤ الفرص والاستحقاق والاستقرار"، ما نتج عنه "اختلال في البنيات التربوية والتدبيرية واعتماد أساليب لاتربوية، من قبيل الضم والاكتظاظ والمواد المتجانسة والأقسام المشتركة والتكليفات".
واستغرب المجلس الإقليمي للنقابة المذكورة، في بيان له، "فشل المخطط الاستعجالي الذي يقتضي محاسبة المسؤولين وطنيا وجهويا وإقليميا"، معلنا تشبثه المبدئي بالمحضر الموقع بين النقابات ومدير الأكاديمية للتعويض عن المناطق النائية والصعبة لفائدة كافة العاملين بالإقليم.
وطالب بإجراء حركة إقليمية مفتوحة والتراجع عن كل القرارات "الانفرادية" المتعلقة بتدبير الموارد البشرية، محملا النائب الإقليمي مسؤولية تعثر وفشل انطلاق الدخول المدرسي، داعيا الشغيلة التعليمية إلى التعبئة والاستعداد لخوض كل الأشكال الاحتجاجية على هذا الوضع.
من جانبه استغرب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببولمان، ما أسماه "التجاهل التام لمطالب سكان الجماعة القروية المرس الذين يخوضون أشكالا احتجاجية سلمية للمطالبة بتجهيز المدرسة الجماعاتية التي كلفت مليار و300 مليون سنتيم، وفتح أبوابها في وجه التلاميذ". وأعلنت الجمعية الحقوقية المذكورة، تضامنها مع السكان المطالبين بخلق نواة للتعليم الإعدادي في أفق إخراج مشروع إعدادية بدر إلى حيز الوجود، إضافة إلى رفع التهميش المفروض على المنطقة والمتجلية مظاهره في غياب البنيات التحتية والمرافق الأساسية وانعدام فرص الشغل.
ودعت الجمعية إلى قافلة تضامنية معهم السبت الماضي، انطلقت من مدينة بولمان في اتجاه المرس، فيما يخوض نحو 250 شخصا من الجماعة احتجاجات متواصلة منذ انطلاق الموسم الدارسي، رفعوا خلالها شعارات استغربت عدم فتح المدرسة الجماعاتية رغم جاهزيتها لاستقبال التلاميذ.
ونظم السكان مسيرة على شكل جنازة، الجمعة الماضي، شيعوا فيها الجماعة القروية بعدما طافوا بنعشها غالبية شوارع مركز المرس، رافعين شعار "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، معتبرين أن "جماعتهم ماتت فيها مدرستهم وإعداديتهم"، وسط أعين دامعة لفتيات محرومات من الدراسة.
وهدد السكان الغاضبون بمقاطعة الدراسة وفتح اعتصام  مفتوح وهم "يهتفون  لن نتعب أبدا حتى تحقيق مطالبنا لفلذات أكبادنا" وسط تهديدات مجهولة يتلقاها شباب المرس ردا على احتجاجهم ضدا على ما آلت إليه أوضاع بلدتهم القروية المحتاجة لمبادرات جريئة لدعم التمدرس بها".
وانتهت أشغال بناء المدرسة التي شرع فيها منذ أكثر من سنة ونصف، لكن حلم احتضانها لأبناء المنطقة تأجل إلى وقت لاحق لأسباب غامضة، خاصة في غياب إعدادية تحتضن التلاميذ المنتقلين من فرعيات أخرى، ما يفرض عليهم التنقل إلى جماعات بعيدة، خاصة إيموزار مرموشة وسكورة وسرغينة.
واستغرب السكان إبعاد أبنائهم إلى مناطق بعيدة في غياب شروط تأمينهم أمنا، من مخاطر محتملة، ما سيبقى عاملا مسؤولا يزيد الوضعية تأزما لتصبح المشاكل مزمنة لعدم إخراج وعود إنشاء ثانوية إعدادية بالجماعة، خاصة في ظل انخفاض مؤشرات التمدرس بالمنطقة.
حميد الأبيض (فاس)