منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   دفــتــر الـقرآن الكريم (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=10)
-   -   الفلك بين العلم والدين:السماء (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=107475)

mastof 19-06-2009 18:54

الفلك بين العلم والدين:السماء
 
المبحث الثالث: السماء
السماء في لسان العرب([1]) من السمو والعلو والارتفاع، تقول سما يسمو، ارتفع وعلا وكل سقف هو سماء، وقيل لسقف البيت سماء.
أما في تعارف الناس فالسماء مقابل الأرض([2])، وهي تلك الطبقات التي بعضها فوق بعض، وبين كل طبقة ما بين السماء والأرض، خلقها الله تعالى ورفعها فوق أرضه، وجعل فيها حرسا من الملائكة يحرسونها، فقال تعالى: ]وجعلنا السماء سقفا محفوظا[([3]).
وقال القرطبي([4]): لا خلاف أن السماوات سبع بعضها فوق بعض، وقد دل عل ذلك حديث الإسراء.
أما عند علماء الفلك فالسماء تطلق على الغلاف الجوي المحيط بالأرض، كما قد يراد بها الكون بأكمله.
وردت في كتاب الله تعالى آيات كثيرة، ذكرت فيها السماء بصفات مختلفة، وفي كل آية وجه من الإعجاز العلمي، ففي قوله تعالى: ]فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء[([5])، ظلت هذه الآية حينا من الدهر، تقرأ وتفسر على أن من يضلله الله يعش حياة تعسية ضيقة في نفسه وأهله وماله، ولم يرى وجه الإعجاز فيها إلا عندما صعد الإنسان إلى السماء، واكتشف أنه كلما ابتعد عن الأرض في اتجاه السماء، ضاق التنفس، وقل الأوكسجين، فسبحان رب السماء.
والآية الأخرى هي قوله تعالى: ]والسماء ذات الرجع[([6]) فالرجع اسم صفة للسماء، والكلمة مشتقة من رجَّع([7])؛ أعاد الشيء إلى ما كان عليه، فمعنى الآية أن السماء تُرجُعُ كل شيء إلى ما كان عليه، أي إلى مصدره الأول، فماذا يعرف العلم عن هذا الرجع؟!
تتكون السماء من طبقات عديدة؛ أسفلها المسماة «تربو سفير»، وهي تعيد وتُرجع بخار الماء المتصاعد إليها من الأرض، في شكل مطر.
أما الطبقات الرابعة والخامسة والسادسة فهي تُرجع إلى الأرض موجات الراديو الطويلة والمتوسطة وبعض الموجات القصيرة، كما أنها تعكس هذه الموجات إذا كانت قادمة من الفضاء الخارجي.
أما الطبقة السابعة وتسمى الحزام المغناطيسي الأرضي "منيوتوسفير" فهي تعيد إلىالفضاء الخارجي، تلك الإشعاعات الكونية الضارة بالحياة عل الأرض، كأشعة "غاما" و"ألفا" والأشعة تحت الحمراء([8]).
أما الآية الثالثة، فهي قوله تعالى: ]والسماء ذات الحبك[([9])، والحبُك جمع حَبْكَة وحباك وحبيكة، ويقصد بها طرائق جمع طريق، وقيل الحبكة هي الحبل الذي تشد به الأشياء ليثبت بعضها بعضا، هذا في اللغة([10]). أما العلماء فقد لاحظوا أن ملايير النجوم والأجسام السماوية، تسبح في هذا الكون، وكل منها يدور في مسار أو طريق خاص به، ففي السماء طرائق متعددة تسمح بسبح الأجسام السماوية، وتمنع بعضها من الاصطدام ببعض، كما لاحظ هؤلاء أن الكون مشدود بعضه إلى بعض وهناك حبال غير مرئية، تشد المجرات والكواكب والنجوم، وهذه الحبال هي عبارة عن طاقات وقوى خفية كالجاذبية، والطاقات الكونية، لا نراها ]خلق السموات بغير عمد ترونها[([11]).
وقال عز وجل أيضا: ]يا معشر الجن والانس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان[([12]). فوجه الإعجاز في هذه الآية، باد وظاهر بقليل من النظر فقط، فالنفاذ يعني جواز الشيء والخلوص منه، والأقطار هي النواحي والجوانب، والسلطان باتفاق أهل التفسير هو العلم والقدرة،فالله سبحانه وتعالى يتحدى الجن والإنس بأن ينفذوا من أنحاء السماء، لكن قد يحدث هذا النفاذ إذا توفر شرط العلم.
فلم يستطع الإنسان الصعود إلى السماء، حتى سنة 1957م تاريخ أول قمر اصطناعي أطلقه الاتحاد السوفياتي حول الأرض([13])، ومنذ ذلك الحين بدأ العلم والغزو الفضائي يتطور،فاستطاع الإنسان بتحقيق شرط السلطان أن ينفذ من أقطار السماوات فقط،لكن الله تعالى حذر الإنسان، أن هذا النفاذ سيكون محفوفا بالمخاطر، فقال عز وجل: ]يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران[([14])، فلم يستطع الإنسان رغم سلطانه، أن يستكشف كل أقطار السموات، وكانت محاولاته مليئة بالأخطار، كما حدث للمكوك الفضائي الأمريكي «تشالنجر» والعديد من السفن الفضائية([15]). ولن يستطيع الإنسان مهما بلغ من العلم ومهما كان سلطانه، أن ينفذ من هذه الأقطار، فسيبقى أمامه مشكل المسافات الهائلة في الكون، ومشكلة اصطدام المركبات بالنجوم والكويكبات والنيازك.
والآية الأخيرة التي تتحدث عن السماء، هي قوله تعالى: ]ولو فتحنا عليهم بابا من السماء، فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون[([16]).
وكان أول إنسان أرسله الاتحاد السوفياتي، ليدور حول الأرض، كان الرائد «غاغارين» السوفياتي الجنسية، والشيوعي العقيدة، الذي ما فتئ أن أصبح في الفضاء، ونظر من كوة مركبته، فرأى بديع خلق السماوات والأرض، فأرسل أول رسالة إلى الأرض، كانت ترجمتها الحرفية: ماذا أرى؟ هل أنا في حلم أم سحرت عيناي؟([17]).
فهذه الآية الكريمة تدعم الآية التي وصف الله تعالى فيها السماء بذات الحبك، وقلنا أنها الطرق الموجودة فيها، ومعلوم أن لكل طريق باباً، ومن عجائب الله في خلقه، أشارت إليه هذه الآية،أن كل مركبة فضائية يجب أن تنطلق من زاوية معينة، وفي مسار معين، لكي تستطيع النفاذ من نطاق الجاذبية إلى الفضاء الخارجي، وهذا المسار هو طريق متعرج وليس مستقيما، وهذا قوله تعالى: ]يعرجون[ أي يصعدون بصورة متعرجة حتى إن الله تعالى سمّى نفسه بذي المعارج: ]سال سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج[([18]) في سورة سميت سورة المعارج، وأن المركبة يجب أن تخرج من نقطة محددة هي باب الفضاء الخارجي، فإن لم تخرج منها كان مصيرها الاحتراق، كما كان الحال لكثير من المركبات، فقيل إنها خرجت عن مسارها.
فسبحان الله ذي المعارج، وسبحان من سيجعل السماء كلها أبوابها مفتوحة يوم القيامة، قال عز وجل: ]وفتحت السماء فكانتأبوابا[([19]).




([1]) لسان العرب: 9/160.

([2]) مجلة الإعجاز العلمي، ع3، ربيع الثاني 1418، ص. 61.

([3]) الأنبياء: 32.

([4]) تفسير القرطبي: 14/357.

([5]) الأنعام: 126.

([6]) الطارق: 11.

([7]) لسان العرب: 8/112.

([8]) من علم الفلك القرآني، ص. 59-60.

([9]) الذاريات: 7.

([10]) لسان العرب: 10/114.

([11]) لقمان: 10.

([12]) الرحمن: 33.

([13]) من علم الفلك القرآني، ص. 124.

([14]) الرحمن: 35.

([15]) المصدر نفسه، ص. 132.

([16]) الحجر: 15.

([17])من علم الفلك القرآني: 130.

([18]) المعارج: 1-3.

([19])النبأ: 19.

aboud 23-06-2009 18:49

http://smiles.al-wed.com/smiles/60/1..._350431761.gif


الساعة الآن 21:26

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها