البحث التربوي دعامة إصلاح المنظومة التعليمية
 

باسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد، لا أريد أن أشمت بمن أقالهم صاحب الجلالة من مناصبهم؛ لكن أريد أن أذكر المتتبع للشأن التعليمي ببلادنا، بالخطاب الملكي السامي يوم 20غشت2012؛ حيث أعطى ملكنا الذي يتميز بالحكمة في تدبير شؤون البلاد، توصيات لوزارة التربية الوطنية بإشراك الباحثين في علوم التربية من أجل إصلاح المنظومة التعليمية التي تعرف اختلالات كثيرة. أصدرت الوزارة مذكرة في هذا الشأن، وتوصلت ب 21 مقترحا ومشروعا؛ لكنها لم تستدع أي باحث؛ والأدهى، والأمر، هو أن الباحث في بلادنا ما زال يعيش التهميش. أعطيكم مثالا بسيطا؛ شاركت في تكوين الطلبة المجازين والماستر، في علوم التربية بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية بوجدة؛ لكن عندما تعلق الأمر بالتدريس بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين؛ تم انتقاء أستاذ آخر؛ رغم إصداراتي في علوم التربية داخل المغرب وخارجه. هذا من ناحية؛ أما من ناحية أخرى خلية البحث التربوي بالأكاديمية من يشرف عليها؛ غالبا ما يعين موظف بالأكاديمية. أدعو مرة أخرى المسؤولين على قطاع وزارة التربية الوطنية إلى العمل بتوجيهات صاحب الجلالة، وإسناد المناصب لأهلها، وتشجيع البحث التربوي الذي يعتبر دعامة أساسية لإصلاح التعليم؛ وتكليف الباحثين بمهام التكوين، والدراسات الميدانية. ولا بأس أن أذكر بالتقرير الذي قدم لريجان رئيس وم أ سابقا سنة 1981 عن واقع التعليم؛ فكان العنوان: واقع التعليم أمة في خطر. هذا بالنسبة للدول المتقدمة التي تقبل الاختلاف في الرأي والنقد الذاتي لوضعها، وتعي دور التعليم في رقيها وازدهارها.
هل تعلم أيها المواطن المغربي أن التدريس يحتاج إلى تكوين، وتأهيل الموارد البشرية، أما توظيف طلبة مجازين مباشرة مع شبه تكوين لمدة 7أيام، غير كاف لتجويد المنظومة التعليمية.
وختاما، أود أن أنبه إلى وضع الباحث التربوي الذي يشتغل بالمؤسسة التعليمية، والذي لا يجد من ينصت إليه، بل العكس قد يلقى معاملة غير لائقة من المدير الذي لا يحبذ فكرة أن هناك باحث تربوي يشتغل معه، ويضايقه في بعض الأحيان.
أنا شخصيا لا أعتقد أن ترك الباحث يشتغل في مؤسسة تعليمية، سيفيد المظومة التعليمية في شيء، لكن إذا درس بالمركز، أو كلف بعقد ندوات، وخلق مجلة تربوية،....؛ سيكون له تأثير إيجابي على تدبير الفصل الدراسي، ومردودية المتعلم، من خلال بث نفس جديد في المدرسين الذين يحتاجون لمن يشجعهم، ويتواصل معهم من أجل تبادل الخبرات.
أتمنى أن تجد اقتراحاتي آذانا صاغية.
والسلام عليكم ورحمة الله