منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   دفاتر التربية الصحيحة (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=98)
-   -   لغة الحنان .. العملة المفقودة ! (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=211445)

nadiazou 25-03-2017 21:42

لغة الحنان .. العملة المفقودة !
 



لغة الحنان .. العملة المفقودة !

أميمة الجابر
http://www.almoslim.net/sites/defaul...?itok=c__xPE4w





كل اللغات تترجم بالقلم ، إلا لغة الرفق والحنان

فلا يترجمها سوى القلب , فلست أظن أن هناك
قلبا يخلو من صفة الحنان مهما بلغت قسوته ,
إلا أن يكون قلبا اسود خبيثا .

نعم قد تتفاوت درجات الحنان داخل القلوب ,
فمنها المقل ومنها المكثر، بل إن بعض
الناسلديها الكثير من الحنان لكنهم لا يحسنون
التعبير عنه بأى شكل من الأشكال .

فالحنان هو العملة التى لا يتداولها الناس ,
لكنهم جميعا في احتياج إليها , لذلك فإنها
تعد من أغلي و أسمى العملات ...

عملة نفتقدها في زمننا الحالي .

إنه هو اليد التى تربت على أكتافنا في منتصف الطريق ,
وهو الكلمة الرقيقة التي تداوى جروح قلوبنا في اوقات
الانكسار , نجده في من يكفكف دمعاتنا عندما يغيب الجميع

و لا يبقي سوى أهل الحنان المقربين .

لذا نجد الأسرة التى يغيب عنها الحنان قد غاب عنها
كل شيء , بل لا ابالغ إذا قلت قد غابت عنها المشاعر الانسانية .

فيا ليت كل زوجين يتحلوا بهذه الصفة , فالحنان بين
الزوجين من أهم العوامل التي توحد بين قلبي الزوجين
فتظل علي حالة من التواصل المستمر .

وارقى صور تقديم الحنان لتصبح الاسرة هي الحضن
الدافئ لكل أفرادها و الملجأ الأمين لهم هي الأسس التي
أقامها ديننا الاسلامي العظيم ووضحها في العلاقة التي

يجب أن تكون بين الزوجين كما في قوله تعال
( ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها
وجعل بينكم مودة و رحمة إن في ذلك لآيات
لقوم يتفكرون ) الروم 21

فحنان الزوج علي زوجته هو البوابة الأولى للدخول
إلي قلبها , يظهر باهتمامه بها في صحتها وفي مرضها ,

في شبابها و كبرها ، في صوابها وفي خطئها ..

ورغم أن الزوج قد يقوم بكل حقوقه الزوجية من النفقة

و تأمين السكن , لكن ببعض السلوكيات السيئة البعيدة
عن الحنان يترك بيتهما الحب والمودة و تمتد كل آثار
ذلك علي جميع الأسرة ، ذلك عندما يغيب الزوج عن

زوجته في الحوار أو التفقد أو المبادلة الرقيقة أو كلمات
التقدير والرحمة ، فبالتدريج يفتقدا المودة
و السكن النفسي ..


وقد يظهر حنان الزوجة علي زوجها عندما تقدر جهده
الذي يبذله من أجلهم ، مخففة عنه تعبه بالكلمة الطيبة
و الابتسامة الصادقة .

ويظهر عندما تأخذ بيده في الأزمات و المحن ووقت

الضيق , محافظة علي نفسه وعرضه وماله وقت الرخاء
و السعة ، وعندما تبعد عن كل ما يضايقه

و تجتهد في البحث عن راحته .

وعندما يكون الأبوان هكذا , فهم أهم العوامل المؤثرة
على أبنائهم ، إذ هم عالمهم المحيط بهم
المؤثر عليهم بشكل مباشر .


وعندما تجف المشاعر بين الزوجين تنعكس علي الأبناء ,
رغم انهم يحبون أولادهم جدا لكنهم لا يستطيعون التعبير
عن هذا الحب , مما يشعر الأبناء بفقدان الأمان .


فالأبناء يحتاجون لتيار عاطفي دافئ و جو أسرى ينعم
بالألفة و المودة و المحبة و الحنان , ولن يتحقق هذا إلا بتبادل
الاحترام بين الأفراد مع حرص الأبوين علي التواجد
النفسي والواقعي بشكل كبير مع الأبناء .


و الحنان يظهر هنا في استخدام الرفق و اللين في التعامل
معهم مع الحزم عند الضرورة فقط , وليعلم

الأبوان أن الحزم المتكرر المتقارب لن يغير السلوك
التربوى عند الأبناء , بل يزرع فجوة بينهم , فسلوك
الابن لا يتغير بشكل متعجل , بل يلزمه الوقت مع الاستمرار

ليؤتي ثماره .


و قد يبطن الأبوان الحنان داخلهم لدى الأبناء و يظهروه
في صورة عكسية , ويظنون أن عزاءهم في ذلك كون
هدفهم هو إصلاحهم .


و قد تدمر هذه الأساليب المستخدمة لإصلاحهم ثقتهم
بأنفسهم كمقارنتهم مع إخوانهم و أصحابهم أو النقد و التوبيخ
أو التهديد المستمر أو التخويف أو الصراخ , كل هذه
السلوكيات تصدر من الأبوين ليست بفرض القسوة و لكن
حبا و خوفا عليهم , لكن كل أساليب الضغط هذه لا تولد
إلا جفاء و كرها و بعدا بين الآباء و الأبناء .


أما إذا كانت بينهم لغة حوار هادئة رقيقة حانية , فسيشعر
الابن بمحبة والديه و حنانهم , و ستزيد طمأنينة ستهدأ
نفسه , سيستقر سلوكه و سيعتدل بمجرد أن لغة الحنان
قد ترجمت بأسلوب طيب .

وكما يحتاج الأبناء الحنان من الآباء أيضا لا يقل الآباء
احتياجا للحنان من ناحية الأبناء خاصة في كبرهم لقوله

تعالي : (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما..الآيات )


والحنان لا يقتصر بين الآباء و الأبناء , و لكن يكون
بين الأبناء بعضهم البعض فالكبير يعطف و يقدم الحنان
لإخوته الصغار , و الصغير يرد الحنان له بالاحترام و الشكر .


فبالكلمة الطيبة و الابتسامة الرقيقة و احتواء كل منهما

الآخر و الإيثار فيما بينهم و التخلق بالحلم و الصبر و عدم

تصلب كل منهما لرأيه و مبادرة التسامح و العفو الصفح ,
و مشاركة الأفراد بعضهم في الأفراح و الأحزان , كل

هذه الأمور قد تبنى جسورا من الحنان يسير ون عليها
تصل بهم إلي بر الأمان .



خادم المنتدى 05-07-2019 23:06



شــكـــرا جــزيــلا لـك..بــارك الـلـــــه فــيـــك
-****************************-


الساعة الآن 21:38

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها