منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   دفاتر مقالات الرأي والتقارير الصحفية التربوية (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=339)
-   -   هيئة التلميذ(ة) بين مواقف الأطر الإدارية والتربوية والنصوص التشريعية (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=179054)

nasser 26-03-2015 20:38

هيئة التلميذ(ة) بين مواقف الأطر الإدارية والتربوية والنصوص التشريعية
 
إدارة نيوز :نهاري امبارك / http://www.idaranews.com/wp-content/...ri-mbarek2.jpg الخميس 26 مارس 2015

مقدمة:

تعتبر المدرسة مجتمعا مصغرا تتناغم ثقافة ساكنته والثقافة الاجتماعية السائدة المنبثقة من قلب المجتمع سلوكا ومعاملات لتساهم وبشكل فاعل في صناعة وتشكيل الإنسان الذي نريد، ضمن الإطار العام للمجتمع.
وتحرص المدرسة على زرع القيم الإنسانية والتطوير والتعديل وتهذيب السلوك ضمن أطر المنظومة الأخلاقية للمجتمع، كما أنها تعمل على إعداد الفرد المتوازن تربويا وأخلاقيا، ليكون مواطنا صالحا نافعا لنفسه ولمجتمعه، ومساهما في رقيه وتقدمه.

وقد أوجد المجتمع المدرسة لتحقيق أهداف وغايات نبيلة. والمدرسة هي الحلقة الثانية بعد الأسرة حيث تمد المجتمع بالطاقات البشرية المؤهلة والمدربة. والمدرسة مؤسسة تربوية تتجلى أدوارها الأساسية في تنمية شخصية المتعلم في جميع جوانبها الجسمية والعقلية والنفسية والانفعالية والاجتماعية والروحية والأخلاقية، بصورة متكاملة، ومساعدة الفرد على الاندماج في الحياة العملية، والتكيف مع الثقافة الاجتماعية قيما وأعرافا وعادات. وحيث يفد على المؤسسة التعليمية أفراد كثر، تلاميذ وأطر إدارية وتربوية يختلفون باختلاف مشاربهم وبيئتهم الاجتماعية والثقافية، وحيث تغزو المجتمعات، عبر وسائل الإعلام، تيارات سلوكية تتجلى عموما في هيئة الفرد وتتمثل في الهندام وشكل حلاقة الرأس وبعض الأحذية المثيرة، وسراويل فضفاضة وتتخللها ثقوب، وبعض أنواع المساحيق المثيرة للانتباه، فما موقف الأطر الإدارية والتربوية من هيئة التلميذ(ة) داخل المؤسسة التعليمية؟ وكيف يراها الأطر الإدارية والتربوية؟ وكيف يتعاملون مع التلاميذ؟ وعلى أي أسس معيارية يصدرون أحكاما حول التلاميذ؟ وما هي الآثار التربوية والنفسية والثقافية لهذه الأحكام على التلاميذ ؟ وكيف يمكن تقنين وتوحيد المعاملات والسلوكات وهيئة التلاميذ بالمؤسسة التعليمية؟

سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة المؤطرة لإشكالية الخصوصيات الشخصية والثقافية للأطر الإدارية والتربوية وأثرها على التلاميذ في ظل تفسيرات وتأويلات شخصية ومتباينة لهيئة التلميذ(ة) من هندام وحلاقة … ، استنادا إلى الواقع التربوي والتعليمي من خلال معاينة هندام التلاميذ وتنوع حلاقة شعرهم وتفاعلهم داخل الوسط المدرسي، وذلك من خلال الفقرات التالية:

1. انتشار أنواع الهندام وحلاقة الشعر والمساحيق:
حيث الإنسان ابن بيئته، فإن التلاميذ يختلفون باختلاف أوساطهم الأسرية والاجتماعية، فيتشبعون منذ اللحظات الأولى لإدراكهم الكلمة والحركة والإيماء بثقافة الوالدين التي يتأثرون بها ويعتقدونها ويِؤمنون بمضامينها، من شدة التكرار والأمر والنهي وترسيخ السلوكات والمعاملات وفق ما يطبع الوالدين وأفراد الأسرة، فيكبر الأطفال ويترعرعون متمسكين بالطبع، ولا ينال منه التطبع شيئا.

لكن، وكما تنتشر الكلمات والمفردات في صفوف التلاميذ وكذا السلوكات المتباينة واستعمال الهواتف النقالة والتباهي بأبهاها، تنتشر، من خلال وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية وتأثير الشارع، » الموضة » على حد تعبير التلاميذ، عن طريق عولمة اللباس وشكل حلاقة الشعر المنتشرة من خلال التقليد عموما، وتقليد الرياضيين خصوصا منهم لاعبي كرة القدم. فلا يتوانون في التنافس في لباس السراويل ذات الثقوب على الفخذين والركبتين وأنواع حلاقة الشعر ووضع دهون مثيرة، أما الفتيات فيتنافسن في العري ووضع الإكسسوارات والمساحيق المثيرة والمبالغ فيها. ومعلوم أن هذه الظواهر تحدث تحت أنظار الأمهات والآباء، حيث التلاميذ يغادرون المنازل إلى المدرسة وآباؤهم يشاهدون بأم أعينهم، فما مواقف الآباء والأمهات؟ وهل أصبحوا مغلوبين على أمرهم واستسلموا لممارسات أبنائهم؟ أو هل انساقوا وراء الموضة ولا يرون تأثير ذلك على سلوكاتهم، أو لا يقدرون العواقب والانعكاسات على العملية التربوية والتحصيل الدراسي؟….

2. تباين مواقف الأساتذة والإداريين:
لا يجادل اثنان أن تنوع الثقافات ثروة ونعمة، لكن سوء التفاعل والتعامل مع هذا التنوع يصبح نقمة.





وحيث تختلف الحمولات الثقافية لدى المدرسين والإداريين، فإن مواقفهم من هندام التلاميذ وحلاقة شعرهم والمساحيق تتباين فتسير إلى حد التعارض، حيث إن البعض يبدي صرامة اتجاه هذه الهيئة ويصفها بالمخلة بالحياء داخل الفضاءات التربوية ومستفزة لتلاميذ ذوي هيئة عادية، والبعض الآخر لا يرى في ذلك إخلالا بالسلوك بالمؤسسة التعليمية معللا أن المطلوب من التلميذ الانضباط والعمل والإنتاج لا غير.

3. أثر تباين مواقف الأطر الإدارية والتربوية على التلاميذ:
في ظل هذه الأوضاع المتباينة، والمواقف المختلفة، وتعارض مواقف الأطر الإدارية والتربوية حول هيئة التلاميذ، فإن كل إداري أو مدرس يصدر أحكامه الشخصية على التلميذ(ة) ذي الهيئة المثيرة، فينبهه ويوبخه أمام التلاميذ، وقد يقصيه من فضاء المؤسسة، أو يحرمه من متابعة الدرس طالبا منه إحضار أولياء أمره، وقد يصل الأمر إلى إنجاز تقرير في الموضوع يعرض على مجلس القسم لاتخاذ القرار المناسب لمخالفة سلوكية تتجلى في الهيئة المخلة بالحياء.

وقد نجد مدرسا من بين أساتذة نفس القسم لا يعير اهتماما لنفس التلميذ المنجز في شأن هيئته تقرير، أو المقصى من المؤسسة لإحضار أولياء أمره، أو ربما لا ينتبه تماما لوجوده داخل الفصل الدراسي، فلا يحرك أحاسيسه ولا يتشكل لديه أي موقف.

وهكذا نجد، من جهة، بنفس المؤسسة التعليمية وبنفس الفصل الدراسي، أساتذة وإداريين تختلف لديهم معايير الحكم على هيئة التلاميذ من حيث الهندام والحلاقة واستعمال المساحيق، ما يترتب عنه شعور ومواقف مختلفة لدى التلاميذ، تتراوح بين الحب والكراهية، فيحبون الأستاذ القابل بتلك الهيئة، ويصفونه بالمتفاهم والواعي والمتفتح والمساير لتطور الموضة، ويكرهون الأستاذ المتشدد اتجاه هذه الهيئة، وينعتونه بالمتزمت وغير المواكب للتطور.

ونجد من، جهة أخرى، تلميذا تتقاذفه أمواج القبول والرفض لهيئته التي تنعكس عليه سلوكا يؤثر في متابعة دروسه، فأستاذ يقبله وآخر يرفضه، فيشعر أنه منقسم على ذاته ومتعدد الشخصيات، ولا يستطيع التوفيق بين مواقف المدرسين، فيضطر للتغيب لدى الأستاذ الذي يرفض هيئته، ويحضر لدى الأستاذ الذي يقبل هيئته، فيتراكم لديه الغياب وتنقصه دروس عدة، ما يؤثر سلبا في معدلات المواظبة والسلوك والإنتاج.

وهكذا يشعر التلميذ(ة) بحيف يمسه وظلم ينال منه، فيبقى متشبثا بهيئته، معتبرا الإجراءات المتخذة في حقه عقوبات وتجاوزات غير مبررة، فيكبر الحقد في قرارة ذاته، ويتنامى موقف الكراهية والبغضاء في أحشائه، وتتحول جل السلوكات إلى عنف يمارسه التلميذ(ة) ضد الفضاءات المدرسية والعناصر البشرية، وقد يصبح التلميذ(ة)، لمرات متكررة، ضحية سوء تفاهم، فيدخل دوامة مقيتة، ويدور في حلقة مفرغة من الأفعال والسلوكات الخشنة والإجراءات التربوية المتوالية، ما قد يؤدي به إلى النفور من المدرسة، ومغادرته الأسلاك الدراسية.

4. نحو تقنين هيئة التلاميذ داخل المؤسسة التعليمية وتوحيد الأحكام:
بالرغم من سن المشرع قانونا داخليا لضبط السلوكات والمعاملات بين الأطراف والشركاء داخل المؤسسة التعليمية، وتحديده حقوق وواجبات كل الأفراد من تلاميذ ومدرسين وإداريين وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ، فإن تطبيقه يصطدم ببعض الحواجز والتأويلات لعدم مواكبته التغييرات الثقافية المتواترة، التي تغزو يوميا صفوف التلاميذ والوسط المدرسي، المتجلية في الهندام وشكل حلاقة الشعر واستعمال المساحيق المثيرة وسلوكات تبدو للتلاميذ عادية، ويصنفها الأطر الإدارية والتربوية ضمن خانة الإخلال بالنظام والمس بالأخلاق وخدش الحياء داخل مرافق المؤسسة التعليمية.

وعليه فالأمر يتطلب تجديد وتعديل محتويات النظام الداخلي للمؤسسة، وصياغة مختلف فقراته في شكل ميثاق يترجم توافق مختلف الأطراف ثقافيا وتربويا وإداريا واجتماعيا.

خاتمة:

تبدو الإجابة على الأسئلة التالية، من أهم مرتكزات التوافق حول سلوكات التلاميذ حتى لا يبقوا ضحية تنافر وتجاذب مواقف وأحكام شخصية متباينة لدى الأطر الإدارية والتربوية:

· التعليم الأولي:أي سلوك؟ أي ثقافة؟
· الإعلام المسموع والمرئي والمكتوب: أي إسهام في المنظومة التربوية، سلوكا وثقافة؟
· التلميذ(ة): أي مواصفات نريد أن تسم تلميذ(ة) اليوم، رجل وامرأة الغد، قيما وأخلاقا؟


بقلم: نهاري امبارك، مفتش التوجيه التربوي مكناس، بتاريخ 22 مارس 2015.

nadiazou 26-03-2015 20:38

هيئة التلميذ(ة) بين مواقف الأطر الإدارية والتربوية والنصوص التشريعية
 
هيئة التلميذ(ة) بين مواقف الأطر الإدارية والتربوية والنصوص التشريعية

إدارة نيوز :نهاري امبارك /
مقدمة:
تعتبر المدرسة مجتمعا مصغرا تتناغم ثقافة ساكنته والثقافة الاجتماعية السائدة المنبثقة من قلب المجتمع سلوكا ومعاملات لتساهم وبشكل فاعل في صناعة وتشكيل الإنسان الذي نريد، ضمن الإطار العام للمجتمع. وتحرص المدرسة على زرع القيم الإنسانية والتطوير والتعديل وتهذيب السلوك ضمن أطر المنظومة الأخلاقية للمجتمع، كما أنها تعمل على إعداد الفرد المتوازن تربويا وأخلاقيا، ليكون مواطنا صالحا نافعا لنفسه ولمجتمعه، ومساهما في رقيه وتقدمه.
وقد أوجد المجتمع المدرسة لتحقيق أهداف وغايات نبيلة. والمدرسة هي الحلقة الثانية بعد الأسرة حيث تمد المجتمع بالطاقات البشرية المؤهلة والمدربة. والمدرسة مؤسسة تربوية تتجلى أدوارها الأساسية في تنمية شخصية المتعلم في جميع جوانبها الجسمية والعقلية والنفسية والانفعالية والاجتماعية والروحية والأخلاقية، بصورة متكاملة، ومساعدة الفرد على الاندماج في الحياة العملية، والتكيف مع الثقافة الاجتماعية قيما وأعرافا وعادات. وحيث يفد على المؤسسة التعليمية أفراد كثر، تلاميذ وأطر إدارية وتربوية يختلفون باختلاف مشاربهم وبيئتهم الاجتماعية والثقافية، وحيث تغزو المجتمعات، عبر وسائل الإعلام، تيارات سلوكية تتجلى عموما في هيئة الفرد وتتمثل في الهندام وشكل حلاقة الرأس وبعض الأحذية المثيرة، وسراويل فضفاضة وتتخللها ثقوب، وبعض أنواع المساحيق المثيرة للانتباه، فما موقف الأطر الإدارية والتربوية من هيئة التلميذ(ة) داخل المؤسسة التعليمية؟ وكيف يراها الأطر الإدارية والتربوية؟ وكيف يتعاملون مع التلاميذ؟ وعلى أي أسس معيارية يصدرون أحكاما حول التلاميذ؟ وما هي الآثار التربوية والنفسية والثقافية لهذه الأحكام على التلاميذ ؟ وكيف يمكن تقنين وتوحيد المعاملات والسلوكات وهيئة التلاميذ بالمؤسسة التعليمية؟
سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة المؤطرة لإشكالية الخصوصيات الشخصية والثقافية للأطر الإدارية والتربوية وأثرها على التلاميذ في ظل تفسيرات وتأويلات شخصية ومتباينة لهيئة التلميذ(ة) من هندام وحلاقة … ، استنادا إلى الواقع التربوي والتعليمي من خلال معاينة هندام التلاميذ وتنوع حلاقة شعرهم وتفاعلهم داخل الوسط المدرسي، وذلك من خلال الفقرات التالية:
  1. 1. انتشار أنواع الهندام وحلاقة الشعر والمساحيق:
حيث الإنسان ابن بيئته، فإن التلاميذ يختلفون باختلاف أوساطهم الأسرية والاجتماعية، فيتشبعون منذ اللحظات الأولى لإدراكهم الكلمة والحركة والإيماء بثقافة الوالدين التي يتأثرون بها ويعتقدونها ويِؤمنون بمضامينها، من شدة التكرار والأمر والنهي وترسيخ السلوكات والمعاملات وفق ما يطبع الوالدين وأفراد الأسرة، فيكبر الأطفال ويترعرعون متمسكين بالطبع، ولا ينال منه التطبع شيئا.
لكن، وكما تنتشر الكلمات والمفردات في صفوف التلاميذ وكذا السلوكات المتباينة واستعمال الهواتف النقالة والتباهي بأبهاها، تنتشر، من خلال وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية وتأثير الشارع، » الموضة » على حد تعبير التلاميذ، عن طريق عولمة اللباس وشكل حلاقة الشعر المنتشرة من خلال التقليد عموما، وتقليد الرياضيين خصوصا منهم لاعبي كرة القدم. فلا يتوانون في التنافس في لباس السراويل ذات الثقوب على الفخذين والركبتين وأنواع حلاقة الشعر ووضع دهون مثيرة، أما الفتيات فيتنافسن في العري ووضع الإكسسوارات والمساحيق المثيرة والمبالغ فيها. ومعلوم أن هذه الظواهر تحدث تحت أنظار الأمهات والآباء، حيث التلاميذ يغادرون المنازل إلى المدرسة وآباؤهم يشاهدون بأم أعينهم، فما مواقف الآباء والأمهات؟ وهل أصبحوا مغلوبين على أمرهم واستسلموا لممارسات أبنائهم؟ أو هل انساقوا وراء الموضة ولا يرون تأثير ذلك على سلوكاتهم، أو لا يقدرون العواقب والانعكاسات على العملية التربوية والتحصيل الدراسي؟….
  1. 2. تباين مواقف الأساتذة والإداريين:
لا يجادل اثنان أن تنوع الثقافات ثروة ونعمة، لكن سوء التفاعل والتعامل مع هذا التنوع يصبح نقمة.
وحيث تختلف الحمولات الثقافية لدى المدرسين والإداريين، فإن مواقفهم من هندام التلاميذ وحلاقة شعرهم والمساحيق تتباين فتسير إلى حد التعارض، حيث إن البعض يبدي صرامة اتجاه هذه الهيئة ويصفها بالمخلة بالحياء داخل الفضاءات التربوية ومستفزة لتلاميذ ذوي هيئة عادية، والبعض الآخر لا يرى في ذلك إخلالا بالسلوك بالمؤسسة التعليمية معللا أن المطلوب من التلميذ الانضباط والعمل والإنتاج لا غير.
  1. 3. أثر تباين مواقف الأطر الإدارية والتربوية على التلاميذ:
في ظل هذه الأوضاع المتباينة، والمواقف المختلفة، وتعارض مواقف الأطر الإدارية والتربوية حول هيئة التلاميذ، فإن كل إداري أو مدرس يصدر أحكامه الشخصية على التلميذ(ة) ذي الهيئة المثيرة، فينبهه ويوبخه أمام التلاميذ، وقد يقصيه من فضاء المؤسسة، أو يحرمه من متابعة الدرس طالبا منه إحضار أولياء أمره، وقد يصل الأمر إلى إنجاز تقرير في الموضوع يعرض على مجلس القسم لاتخاذ القرار المناسب لمخالفة سلوكية تتجلى في الهيئة المخلة بالحياء.
وقد نجد مدرسا من بين أساتذة نفس القسم لا يعير اهتماما لنفس التلميذ المنجز في شأن هيئته تقرير، أو المقصى من المؤسسة لإحضار أولياء أمره، أو ربما لا ينتبه تماما لوجوده داخل الفصل الدراسي، فلا يحرك أحاسيسه ولا يتشكل لديه أي موقف.
وهكذا نجد، من جهة، بنفس المؤسسة التعليمية وبنفس الفصل الدراسي، أساتذة وإداريين تختلف لديهم معايير الحكم على هيئة التلاميذ من حيث الهندام والحلاقة واستعمال المساحيق، ما يترتب عنه شعور ومواقف مختلفة لدى التلاميذ، تتراوح بين الحب والكراهية، فيحبون الأستاذ القابل بتلك الهيئة، ويصفونه بالمتفاهم والواعي والمتفتح والمساير لتطور الموضة، ويكرهون الأستاذ المتشدد اتجاه هذه الهيئة، وينعتونه بالمتزمت وغير المواكب للتطور.
ونجد من، جهة أخرى، تلميذا تتقاذفه أمواج القبول والرفض لهيئته التي تنعكس عليه سلوكا يؤثر في متابعة دروسه، فأستاذ يقبله وآخر يرفضه، فيشعر أنه منقسم على ذاته ومتعدد الشخصيات، ولا يستطيع التوفيق بين مواقف المدرسين، فيضطر للتغيب لدى الأستاذ الذي يرفض هيئته، ويحضر لدى الأستاذ الذي يقبل هيئته، فيتراكم لديه الغياب وتنقصه دروس عدة، ما يؤثر سلبا في معدلات المواظبة والسلوك والإنتاج.
وهكذا يشعر التلميذ(ة) بحيف يمسه وظلم ينال منه، فيبقى متشبثا بهيئته، معتبرا الإجراءات المتخذة في حقه عقوبات وتجاوزات غير مبررة، فيكبر الحقد في قرارة ذاته، ويتنامى موقف الكراهية والبغضاء في أحشائه، وتتحول جل السلوكات إلى عنف يمارسه التلميذ(ة) ضد الفضاءات المدرسية والعناصر البشرية، وقد يصبح التلميذ(ة)، لمرات متكررة، ضحية سوء تفاهم، فيدخل دوامة مقيتة، ويدور في حلقة مفرغة من الأفعال والسلوكات الخشنة والإجراءات التربوية المتوالية، ما قد يؤدي به إلى النفور من المدرسة، ومغادرته الأسلاك الدراسية.
  1. 4. نحو تقنين هيئة التلاميذ داخل المؤسسة التعليمية وتوحيد الأحكام:
بالرغم من سن المشرع قانونا داخليا لضبط السلوكات والمعاملات بين الأطراف والشركاء داخل المؤسسة التعليمية، وتحديده حقوق وواجبات كل الأفراد من تلاميذ ومدرسين وإداريين وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ، فإن تطبيقه يصطدم ببعض الحواجز والتأويلات لعدم مواكبته التغييرات الثقافية المتواترة، التي تغزو يوميا صفوف التلاميذ والوسط المدرسي، المتجلية في الهندام وشكل حلاقة الشعر واستعمال المساحيق المثيرة وسلوكات تبدو للتلاميذ عادية، ويصنفها الأطر الإدارية والتربوية ضمن خانة الإخلال بالنظام والمس بالأخلاق وخدش الحياء داخل مرافق المؤسسة التعليمية.
وعليه فالأمر يتطلب تجديد وتعديل محتويات النظام الداخلي للمؤسسة، وصياغة مختلف فقراته في شكل ميثاق يترجم توافق مختلف الأطراف ثقافيا وتربويا وإداريا واجتماعيا.
خاتمة:
تبدو الإجابة على الأسئلة التالية، من أهم مرتكزات التوافق حول سلوكات التلاميذ حتى لا يبقوا ضحية تنافر وتجاذب مواقف وأحكام شخصية متباينة لدى الأطر الإدارية والتربوية:
  • · التعليم الأولي:أي سلوك؟ أي ثقافة؟
  • · الإعلام المسموع والمرئي والمكتوب: أي إسهام في المنظومة التربوية، سلوكا وثقافة؟
  • · التلميذ(ة): أي مواصفات نريد أن تسم تلميذ(ة) اليوم، رجل وامرأة الغد، قيما وأخلاقا؟
بقلم: نهاري امبارك، مفتش التوجيه التربوي مكناس، بتاريخ 22 مارس 2015.


الساعة الآن 20:10

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها