منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   القصص والروايات (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=75)
-   -   كــــــســـــال مــحــتــرم - علاقة رجل التعليم بكسال حمام الحي- (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=66710)

maljane 23-02-2009 08:38

كــــــســـــال مــحــتــرم - علاقة رجل التعليم بكسال حمام الحي-
 
كــــــســـــال مــحــتــرم

سألني يوما : ما حرفة أبيك ؟
- أجبته بسرعة : كــســـــــــــال
- ماذا ؟ أ
- أردفت بصوت أعلى : كـســـــال !
كان قد طرح نفس السؤال على كل تلاميذ القسم تقريبا ، و كان يحمل بيده لائحة أسمائنا
يدون عليها بقلم الرصاص مهن آبائنا ، إلا أنه لم يدون مهنة أبي ، و إنما رأيته يضع علامة ترقيم في الخانة المقابلة لإسمي .
عاد إلى مكتبه وبدأ ينادي على أسمائنا دون التزام بترتيبنا المتسلسل على اللائحة و كان
يستقبل التفاتة هذا بابتسامة عريضة ، وذاك بتعليق ظريف ، و آخر بتسـاؤل عن مكـان عمل أبـيه و رابع عن مقر سكناه ، و خامس عن اسم والده و لقب شهرته . و ... عن ... و ... تحولت طاولات القسم إلى مربعات رقعة شطرنج ، يحرك معلمنا بيادقها بحسب هواه و هوى البيادق القيمة . فيؤخر الجنود إلى الخانات المتأخرة و يقدم الملوك و الأمراء و الجياد الأصيلة إلى الصفوف المتقدمة ، ليصبح و يمسي بوجوههم البهية ، و ليكتسب صداقتهم و محبتهم ، و لينسج خيوط أحاديث و دية تتناوله بالامتنان و الشكر من وراء جدران مباني مكيفة .
استمرت المهن في الانتقال من طاولة لأخرى . و معها كانت أسماء التلاميذ تتراقص في مخيلة وذاكرة معلمنا ، فيستقر بعضها في المادة الرمادية لدماغه ، و يتلاشى منها البعض الآخر إلى أجل غير مسمى ...
مرت نصف مدة الحصة اليومية و المهن لا زالت تتطاير في السماء و معلمنا يستمتع بحصته المثيرة ، فيضع ابن المقاول في إطار خاص ، و يرسـم عـن ابن التاجـر تصورا معينا ، و يحكم عن ابن بائع النعناع بالتهميش و ابن المياوم باللامبالاة ... استمر على حالته تلك إلى أن وقف على اسـمي مـرة ثانـية و عـلى تـلك العلامة التي نسي سـبب وضعها ، تأملـني مـرة ثانيـة و سألني مستفسرا : قلت لي ماذا يمتهن أبوك " أ الجيلالي ؟" أجبته : كسال يا أستاذ ، كسال ...
رمقني بنظـرة بدت لي عـاريـة، نعـم عاريـة ، إذ لـم أتـوضح منـها لا رداء الاسـتخفاف و لا قميص التهكم و لا تبان الشفقة . لكنني تأكدت أنني أصبته بحنين قوي لجو الحمام و طقوس الحمام و إيهامات الحمام .
و كان واضحا من لون معلمنا ، أنه حرم من نعم الحمام لفترات طويلة من عمره .
كسرت شرود معلمي و أتممت : و مرشح جماعي لدائرتنا هذه .
رأيت نظرة معلمي ترتدي كل ملابسها و تكتسي كل حدتها و بريقها ، و رأيته " يطير " على قلمه الحبري ليدون في الخانة المقابلة لاسمي و فوق تلك العلامة المجهولة مهنة أبي الثانوية . ومن يومها فقط . عرفت لماذا نظم أبى خلال حملته الانتخابية ، أسبوع الأيام المفتوحة لحمام حينا تحت شعار " من أجل تنوير لضمائر السكان حك و غسل و تدليك بالمجان " شعار جعلني أحب البيادق لمعلمي و جعل معلمي أقرب الأصدقاء لأبى .

saad_kalifa 23-02-2009 19:30

المرجو تصنيف هذه الكتابة من طرف صاحبها ، فهل هي سيرة ذاتية ؟؟ أم محاولة أدبية ؟إن كانت من الصنف الأول فليس لدي أي تعليق.وإن كانت غير ذلك فاتق الله في المعلم ،فرغم كل الظروف مهنته شريفة وكان يعرف بالأناقة والذوق الرفيع.

مراد الزكراوي 23-02-2009 22:46

شكرا على القصة التي تصور جزءا من المشاكل الاجتماعية التي نعيشها في بلدنا الحبيب

ابومروان 25-02-2009 09:18

ف"قصة" قصيرة طريفة وجميلة وخيال واسع اتمنى لك المزيد

maljane 05-03-2009 11:51

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saad_kalifa (المشاركة 468379)
المرجو تصنيف هذه الكتابة من طرف صاحبها ، فهل هي سيرة ذاتية ؟؟ أم محاولة أدبية ؟إن كانت من الصنف الأول فليس لدي أي تعليق.وإن كانت غير ذلك فاتق الله في المعلم ،فرغم كل الظروف مهنته شريفة وكان يعرف بالأناقة والذوق الرفيع.

يا أخي هي مجرد قصة وجتها على الشبكة العنكبوتية و أحببت أن أشارككم بها


الساعة الآن 14:41

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها