منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - من حالات الانقطاع حالة التلميذة رشيدة نيابة ورزازات
عرض مشاركة واحدة

أبو خاطر
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 22 - 12 - 2007
المشاركات: 0

أبو خاطر غير متواجد حالياً

نشاط [ أبو خاطر ]
معدل تقييم المستوى: 0
مقال من حالات الانقطاع حالة التلميذة خديجة
قديم 06-02-2008, 16:37 المشاركة 2   

التحقت خديجة بالمدرسة في السادسة من عمرها بناء على رغبة والديها. ولكن كثرة البنين وقلة البنات بالقسم جعلها تفضل الالتحاق بالجامع بعد قضاء سنة بالتحضيري. "بالجامع كنت أتلقى القرآن وأحفظه، وكان الفقيه ظريفا ولو أنه كان يضرب بشدة من لم يحفظ ما عليه... كنت أحبذ هذا (العقاب الجسدي) لأن هذا كان يدفع بنا إلى حفظ القرآن عن ظهر قلب، وكنا نتعلم بذلك العربية وبدأنا نفهم بعض كلماتها."
قضت خديجة قرابة 5 سنوات بالجامع "كنت أذهب مبكرة إلى الجامع في السادسة بدون فطور، أمكث هناك حتى العاشرة صباحا، بعدها أعود لأتناول الفطور، الشاي والخبز وأحيانا الطعام (أي الكسكس). أعود للجامع مرة ثانية حتى الساعة الثانية عشرة، حينها أتناول الغداء، بعد ذلك أرجع إلى الجامع في الساعة الثانية بعد الزوال، ونبقي هناك حتى الساعة الرابعة. وبعد انتهاء الحصة اليومية بالجامع، ألتحق مباشرة بالبيت لأساعد في الأشغال المنزلية وأقضي بعدها بعض الوقت في اللعب."
لخديجة وعائلتها علاقة خاصة بالجامع "كان أخي رشيد وعبد الله يحفظان مباشرة بعد الرجوع من الجامع السور القرآنية الطويلة والصعبة، بعدها يلعبان مع أصدقائهما... أبي فقيه في دوار "تامزرا"، يمكث هناك من السبت إلى الخميس، يعود يوم الخميس ليقضي معنا يومين أي حتى الجمعة. عندما يعود يسألني: هل حفظت القرآن؟ أما أمي فهي تشتغل في البيت وفي نسج الزرابي حيث تتمم زربية خلال 15 يوما، بعدها يقوم أبي ببيعها في "تازناخت". لا، أنا لا أعرف ثمن بيعها."
خديجة لم تشارك في نسج الزرابي "أختي فاطمة وفاضمة، وهما أكبر مني سنا، كانتا تنسجان الزرابي. لم تلتحقا بتاتا بالمدرسة أو حتى بالجامع. طيلة المدة التي كنت أذهب فيها إلى الجامع لم أقترب قط من "المنسج". بدأت أتعلم من حين إلى آخر صنعة الزربية، فقط منذ السنة 3 أي القسم 3 من المدرسة، أعتقد كان عمري 13 سنة. فأنا ازددت سنة 1985، ودخلت مباشرة إلى القسم 2، كان حينها عمري 11 أو 12 سنة، أجلس لأتعلم الزربية بعد أن أقوم بمراجعة دروسي تلبية لطلب أمي. يحصل هذا تقريبا 5 أو 6 مرات في الأسبوع، وذلك غالبا في الصباح. يستغرق ذلك تقريبا ساعة، عموما من الحادية عشرة حتى الغداء هذا إذا لم يكن لي درس في المدرسة."
حينما التحقت خديجة مجددا بالمدرسة، لم تبال بسخرية بعض النساء المسنات والأطفال: "شخت وتذهبين بعد إلى المدرسة".
لقد التحقت بالقسم الثاني مباشرة، وسحرها تنوع الدروس بعدما كانت تقتصر في "الجامع" على حفظ القرآن فقط. وقد واجهت في مادة الرسم بعض الصعوبات، ولكن النجاح كان حليفها في نهاية السنة، إذ تفوقت بمعدل 7/10 : "عندما عدت إلى المنزل، فرح لي الكل، وقال لي أبي "امبارك الله فلاح" أي "تبارك الله عليك". حينها فرحت الأم كذلك، ربما لأن خديجة سوف تكون في عطلة تساعد خلالها في أنشطة عدة داخل وخارجه.
"منذ التحاقي بالمدرسة وأنا أسهر على المراجعة اليومية للدروس. أراجع يوميا القراءة والرياضيات التي أفضلها، هي محببة لدى خصوصا أنني لا أجد صعوبة فيها. أراجع دروس الفرنسية من صرف وقراءة وأحفظ الاجتماعيات والدرس اللغوي. أراجع وحدي، لا أراجع أبدا مع زميلاتي ولا أحس بحاجة إلى من يراجع معي. كما أقوم بالتحضير للامتحانات الدورية أو الشهرية، والتي تكون مباغتة. نعلم بامتحانات آخر السنة وأحضر لها".
"أحب التمرس داخل القسم على الرياضيات وعلى الصرف في اللغة الفرنسية. أحب القرآن في اللغة العربية. تعجبني المشاركة في القسم، خصوصا في التمارين سواء على مستوى الإجابة في الدفتر في مكاني أو أن أكتب وأجيب كتابة على السبورة."
"أنا أجيد الرياضيات، حيث أحصل عموما على 8,5/10 في المعدل، وأجيد كذلك الفرنسية أي Lexique, lecture, Grammaire, Orthographe)Expression écrite, Conjugaison) وأحصل على 19,5/20 أو 19/20 أو كنقطة أدنى 18/20. "
"أفضل الدرس اللغوي في العربية، أي التحويل، الإملاء، التراكيب، النص التطبيقي، إذ أحصل عموما على 8/10 أو 7/10 ما عدا الأساليب التي أجد فيها نوعا من الصعوبة، خصوصا في تركيب الجمل انطلاقا من كلمة، وهو درس لا ينقط. أفضل كذلك الجغرافية على التاريخ لأنها أسهل في الحفظ.
"ما يزعجني هو تواجد بعض التلاميذ غير المجدين وكنت أتمنى أن يحسنوا أكثر القراءة والتعلم، ذلك حتى يتمكنوا من المتابعة في الإعدادية وحتى لا يستهزئ أطفال الدواوير الأخرى بنا..."
"أبي يسألني دائما عن الدراسة ويطلب مني أن أحفظ وأراجع وأحيانا يطلع على الدروس. أما أمي، فلا تطلب مني ذلك ولا كذلك أن أراجع، في حين مازالت تحثني على تعلم الزربية وأنا لا أحب ولا أحبذ فكرة تعلم الزربية."
"لي 6 إخوة، واحد يشتغل بخريبكة، واحد يتابع دراسته في الجامع في "أولوز" والآخر في "الجامع" في ورزازات، كلاهما أكبر مني سنا، ثلاثة آخرون يشتغلون بالفلاحة. لي أختان، تشتغلان بالزربية. ابنة عمي تتابع في القسم 7 بإعدادية ورزازات وأخوها في القسم 9. أسألها عن الدراسة هناك وعن المعلمين وهي فرحة بكل هذا. أختاي ندمتا عن عدم الذهاب إلى المدرسة وهما تشجعاني على التمدرس بجدية."
" في العطلة كنت ألعب وأساعد في الأشغال المنزلية وفي جني اللوز. أحيانا عند طلب أمي، كنت أتعلم النسيج، لم يحصل أن راجعت."
"ألعب مع الفتيات اللواتي لا يذهبن إلى المدرسة إلا نادرا ولا ألعب مع اللواتي انقطعن عن الدراسة ولا أتكلم معهن إلا قليلا. عندما أراهن، أتمنى أن يعدن إلى المدرسة وكذلك هن يردن ذلك. لكن أباءهن يرفضون، خصوصا إذا كررن أو إذا أردن أن يذهبن إلى القسم 7...".
" ... المعلمون كانوا يعلموننا بجدية. أصبحت المدرسة مع المدير الحالي أحسن، إذ صبغت وأصبح فيها ساحة منظمة، نلعب فيها كرة القدم في الاستراحة و أنا أحب لعب هذه الكرة. كذلك هو يقوم بتصويرنا بالكاميرا و نتفرج عليها من بعد. مثلا في القسم 5، ذهبنا إلى السد مع المدير والمعلم والمعلمة، فتم تصوير طريقة استعمال السد من طرف السيد الذي يشرف عليه وشاهدنا السواقي الكبرى كذلك، كما سجلنا الأناشيد واللباس التقليدي للمنطقة (..) تم تسجيل كل هذا وتفرجنا عليه. قمنا كذلك بزيارة إلى منازل قديمة جدا وجميلة جدا، مزوقة وهي من التراب وصورناها...
تتحدث خديجة بإعجاب عن علاقتها بمعلميها ومعلماتها، ولم تتعرض لعقاب جسدي، في حين تتعرض بعض زميلاتها وتلاميذ القسم للعقاب ولو نادرا. وتتمنى أن تستمر في متابعة دراستها "نحن هنا كذلك أي الفتيات، نتمنى أيضا أن نتابع دراستنا في ورزازات، لكي نكون معلمات أو غير ذلك."
"أنا الآن في القسم 6، أفكر في التحاقي بالقسم 7 بورزازات، لأن هناك داخلية للفتيات، ففي تازناخت الداخلية مخصصة فقط للأولاد. طبعا هذا رهين أولا بحصولي على منحة دراسية، ورهين أولا وأخيرا بقبول أمي ثم والدي بفكرة إتمامي لدراستي. غالبا ما أتحدث بهذا الشأن مع أمي، أطلب منها أن تسمح لي بذلك، وهي تجيبني : " تبن اكوار آس تعاونخ في تزربيت، إيغ تاهل أو لتمام... أنا ألح عليها منذ بداية السنة."
تحس خديجة بحزن وتتخوف مما ينتظرها، لا تطلب ذلك من أبيها لأنها تستحيي منه، وتطالب أمها بأن تكلمه بهذا الشأن وهي ترفض. خديجة لا تفهم لماذا تحتاج أمها لمساعدة أخرى، فأختاها الكبيرتان تقومان بكل شيء، فهي ترفض أن تذهب "لتاكدالت" (البستان) ولا تحب الاشتغال بالزربية. مقاومتها الحالية هي رفض تعلم الزربية، لا تدري ما مصير التحاقها مع ذلك بالإعدادية. لا تدري ما العمل.