[ابو محمد امين4]

حركة انتقالية استثنائية

السلام عليكم

طغى في هذه الايام كثرة البكاء و الاشتكاء والمبالغة في التخوف من طرف بعض الاساتذة الذين يرون ان نتائج الحركة الوطنية هذه السنة غير مقبولة ولا تحترم المذكرة الاطار المنظمة للحركات الانتقالية. فأنا (ومعي السواد الاعظم من الاساتذة المنتقلين اظن) أرى عكس ذلك. كيف ذلك ؟ الامر بسيط : اذا توفر شرط فلا داع لكل هذا العويل و البكاء. فاذا كان للمترشح ب"لا" حق الاحتفاظ بمنصبه الاصلي فلا مشكلة في الحركة بصيغتها الجديدة.

الخطوة تحتسب للوزير بما أنه حقق حلم فئة عريضة من نساء و رجال التعليم القابعيين في الفيافي منذ سنين و الذين لا يتوفرون على شرط الامتياز الظالم للالتحاق بالزوج. المطالبين بالتقيد بالصيغة السابقة للحركات الانتقالية يحاولون تحصيين امتيازاتهم الممنوحة لهم للفوز بمؤسسات جيدة على حساب اساتذة هم احق بها منهم و في ذلك الكثير من الانانية و الانتهازية. فبالاضافة الى استجابة عدد كبير جدا من طلبات ممن يودون الهروب من ويلات الجبال و الفيافي و تحقيق حلمهم في الاقتراب من محل سكن اسرهم فان الصيغة الجديدة للحركة تعمل على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص خاصة عند مرحلة اسناد المؤسسات اذ انها ستلغي جميع انواع الامتيازات الظالمة وستعتمد على مبدأ الاستحقاق (النقط فقط), ذلك لأن امتياز الالتحاق يلغى بمجرد تلبية رغبة صاحبه في الانتقال الى مديرية زوجه, اذ لا يمكن المطالبة بالالتحاق بالزوج داخل المديرية. أما مسألة احتمال عدم شغور المنصب الاصلي فالوزارة تعتبر مناصب المشاركين في الحركات الانتقالية ب"لا" غير شاغرة بكل بساطة حتى يتم تلبية طلبهم, فاذا كان عكس ذلك ستضع الوزارة نفسها في مأزق تدبيري و تناقض مع المذكرة الاطار, اذ لا يمكن ارغام مترشح في الانتقال الى منصب غير تلك التي وضعها في اختياراته.

هنيئا للمنتقلين الذين كان حلمهم منذ سنين طوال الاقتراب من مقر سكنى اسرهم و فروا هاربين من ويلات العالم النائي. فشتان ان اطالب بتحصين حظي في الفوز بمنصب جيد على حساب الاخرين و ان اطالب فقط بالاقتراب و الابتعاد من المعاناة, فالفرق بين ذلك وذاك كالفرق بين الانانية والايثار, كالفرق بين الفسوق و العفاف ...منقول للأمانة