[nasser]

الابتزاز داخل مَدارس الأندية.. مواهبٌ تضيع بين رشاوى الأولياء وجَشع المؤطرين!
هسبورت: أمال لكعيدا (الصورة تعبيرية )
الأحد 25 فبراير 2018 - 21:00
يَتردّد على مسامع المهتمين بالشأن الكروي المغربي شكاوي عديدة من أولياء لاعبي الفئات السنية، حول معاناتهم من الابتزاز من طرف المؤطرين المشرفين على صغارهم لمدّهم برشوة مقابل منحهم فرصة الظهور والحصول على الرسمية وغيرها من الامتيازات المغرية، وإلا فالتهميش سيكون نصيب هؤلاء.

وأعادت قضية حسن الداودي، المشرف على صغار الرجاء البيضاوي، المتهم بما ذكر أعلاه، وقرار إدارة النادي احالته على اللجنة التأديبية، موضوع الابتزاز في مدارس الكرة إلى الواجهة، وهو الذي ظل مصنّفا ضمن "الطابوهات" المسكوت عنها، خاصةً في ظل صعوبة الإثبات وتعدّد المسؤولين عن هذه الظاهرة التي أقبرت مواهب في المهد، وفرضت على المشاهد متابعة أشباه لاعبين في أندية كبيرة محليا، لا يتم الاستغناء عنهم مهما حدث.

المدير التقني.. المسؤول رقم 1

إذا كان المؤطر "المتهم" غير قادر على مقاومة جشعه، وعاجزا عن الامتثال لضوابط التأطير التي تفرض استحضار الضمير في التعامل، رياضيا ونفسيا، مع براعم تمني النفس بأن تظهر في أرض المستديرة، فإن المدير التقني داخل الأندية يحمل على عاتقه الجزء الأكبر من المسؤولية في حماية المتمدرس داخل الفريق، وتتبّعه ثم توجيهه.

ومن المهام المفترض أن يوليها المدير التقني أهميةً بليغة في عمله اليومي، متابعة فرق الفئات السنية، والإشراف عليها بشكل عام، وحماية اللاعبين الذين تتوفّر فيهم مقوّمات النجاح، وتطوير من يحتاجون الدعم، والأهم، هو إحسان انتقاء اللاعبين الذين يلجون المدرسة، لتفادي احتضان أطفال لا يملكون الموهبة، يضطر آباؤهم، في غالب الأحيان، إلى اللجوء إلى كل وسائل الضغط، بما فيها الرشوة، من أجل ضمان استمرار تسلّق ابنه الدرّجات داخل الفريق، في غياب تام للإمكانيات التقنية، وهو ما يؤدي إلى انخفاض المستوى الفني في المغرب.

أولياء "سفاحون"

قال حسن مومن، الإطار الوطني الذي اشتغل في مختلف المناصب المتعلّقة بالتكوين والتأطير، في حديثه لـ"هسبورت"، إن المشكل الأكبر الذي واجهه طيلة السنوات التي راكم في الميدان، هي تدخّل آباء المستفيدين من التكوين، مردفا "هناك ضغط رهيب يمارسه أولياء الأمور على المؤطر وعلى اللاعب نفسه، وهذا غالبا ما يفضي إلى نتائج غير مرغوبة".

وأضاف المتحدّث نفسه أن الموضوع حساس جدا، ويصعب حصر المسؤولين عنه في طرف دون آخر، مردفا "حسب ما صادفته طيلة مساري في مجال التكوين، هناك نوع من الآباء يخصّون أبناءهم بمتابعة مبالغ فيها، ويضغطون بكل السبل على المؤطر من أجل منحه الرسمية وإن كان لا يستحقها، وهناك حالات كثيرة فقد فيها اللاعب الموهوب ثقته في نفسه بسبب الحصار الذي يفرضه عليه الأب، فيتساءل إن كان ضعيف المستوى لدرجة تدفع أباه إلى دفع رشوة للمؤطر من أجل الاعتماد عليه في المباريات، وهنا يتحوّل ولي الأمر من ملاك حارس إلى سفاح".

وأضاف "إذا كان اللاعب موهوبا، فلا يمكن التفريط فيه أو تهميشه لفائدة آخر لا يتمتّع بالمؤهلات المطلوبة لمجرد أن أباه منخرط في الفريق أو يضغط بأي شكل من الأشكال لفرض رسمية ابنه.. وإذا كانت هناك استثناءات، أو ثبت تورّط أي مؤطر في قضية ابتزاز أو خضوع لضغوطات الأولياء، فيجب عزله عن مجال التكوين بشكل نهائي".