قصة اليوم فهي واحدة من افضل القصص التي من الممكن قراءتها و هي قصة حب نقي طاهر مليء بالإخلاص، الإخلاص الذي قلما نجده في هذا العالم حيث ندر كثيراً و اصبح كل من يجد حباً نقياً يفعل كل ما بوسعه من اجل أن يحافظ عليه و يجعله لا يخرج من حياته و يتركه، الحب هو نعمة من نعم الله علينا على أن يتوج هذا الحب بالزواج حتى يعيشا الطرفان في منزل بمفردهم و يسعدون بحياتهم و يرزقهم الله الذرية الصالحة، القصة اليوم هي
قصة حب من الطرفين الشاب و الفتاة. و لكن الحب أقوي من جانب الشاب على ما فعله طيلة 40 عام من الزواج بينهما، و عندما يكن الحب من الطرفين يكونون على قدر من الاستعداد لمواجهة كل تحديات الظروف القاسية و مواجهة أعباء الحياة بالكامل، هذا هو الحب بعينه بل هو الحب الحقيقي بين اثنين مبني على تبادل الحب و التضحية بينهما.
ذات يوم كان هناك شاب على خُلق و مؤدب يشعر بحب تجاه جارته، و هذا دفعه إلى القيام بمراقبتها من بعيد بنظراته و لم يقم مرة بالتحدث معها لأنه كان يخجل من عمل ذلك. و ذات يوم من شدة إعجابها بها و بجمالها لاسيما أخلاقها قرر الذهاب إلى بيت أهل جارته ليتقدم إلى خطبتها و بالفعل قام بذلك و اتصل بوالدها و كان شديد الحماس و لما لا و سوف يُقابل حب عمره الذي طال انتظاره. و قام بدعوتها على مقابلة في مطعم بالقرب من منزلهم، و بالفعل تقابلاً و كان الشاب متوتراً بدرجة كبيرة جداً و هي الأخرى كانت تشعر بالمزيد من الخجل، و فاتت لحظات على مقابلتهم و هم في حالة صمت و اكتفا بالنظر إلى بعضهم بواسطة ابتسامات رقيقة إلى أن جاء الجرسون و قطع نظراتهم و التوتر و طلب الشاب فنجان قهوة و طلب وضع ملح في القهوة من الجرسون.
و تعجبت الفتاة من طلبه وضع ملح في القهوة بدلاً من السكر: فقالت له بكل خجل لم اسمع أن شخص وضع ملح في قهوته من قبل، فقال لها هذا المكان يحبه كثيراً و بعد أن توفى والديه قام بالانتقال منه و ظل يشرب قهوة بالملح حيث تُذكره بملوحة البحر و تذكره بوالدته رحمهم الله و بلدته، و كانت عيناه يملأها الدموع و هو يروي قصته لها. فبكت هي الأخري و تأثرت، و حمدت ربها على أن هذا الشاب من نصيبها لأنة شاب طيب و حنون و هي كانت دائماً تدعوا الله في صلاتها أن يرزقها زوجاً صالحاً و قد استجاب الله تبارك و تعالى لدعائها، و بالفعل تمت خطبتهما ثم تزوجا و عاشا الاثنان في سعادة كبيرة، كانت الزوجة تعد له القهوة بالملح باستمرار طيلة أعوام زواجهم كما كان يحبها.
و بعد أن مر أربعون عام على تلك الحال: أصاب الزوج بمرض شديد و توفاه الله فحزنت عليه زوجته حزناً شديداً ، وذهب لأغراضه فوجدت رسالة مكتوب فيها رسالة لها يقول فيها: زوجتي الحبيبة اعتذر لكي لأنني قد كذبت عليك مرة فقط و هي القهوة المالحة عند أول لقاء بيننا، كنت متوتراً جداً وقلت للجرسون قهوة بالملح بدلاً من السكر. و هذا جعلني اخجل من العودة في كلامي فقمت بالاستمرار هكذا لمدة 40 عام خوفاً من حزنك أو أن تتهميني بالكذب و قررت أن لا اكذب عليكِ مهما حدث أبداً، و اعلم أن أيامي معدودة في الدنيا و اطلب السماح منكِ و اعتذر، و اعترف لكِ أني لا احب القهوة المالحة و إن طعمها كان مزعج لكن ظلتي اشربها مالحة من أجلك، فبكت و استمرت على شرب نفس القهوة وعندما سالها ابنها قالت هي ذكرى من والدك جميلة.