منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - صعوبة تعميم التكنولوجيا والحواسيب في القرى المغربية
عرض مشاركة واحدة

محمد الصدوقي
:: أســتــاذ و بــاحـث تــربــوي ::
تاريخ التسجيل: 11 - 6 - 2007
السكن: المغرب
المشاركات: 78
معدل تقييم المستوى: 214
محمد الصدوقي على طريق الإبداع
محمد الصدوقي غير متواجد حالياً
نشاط [ محمد الصدوقي ]
قوة السمعة:214
قديم 05-03-2009, 00:53 المشاركة 1   
افتراضي صعوبة تعميم التكنولوجيا والحواسيب في القرى المغربية

صعوبة تعميم التكنولوجيا والحواسيب في القرى المغربية
2008-08-11
الرباط - حسن الأشرف
أطلقت مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للتربية والتعليم بالمغرب، التي يرأسها المستشار الملكي مزيان بلفقيه، في شهر مايو الفائت برنامج «نافذة» لفائدة رجال ونساء التعليم من منخرطي المؤسسة بهدف إتاحة الفرصة لهؤلاء لامتلاك وسائل تكنولوجية حديثة من قبيل الحاسوب وخدمة الإنترنت وبيداغوجيا رقمية، تمكنهم من تلقين البرامج الدراسية بواسطة استعمال هذه التكنولوجيا المتطورة في النظام التعليمي بالمغرب، غير أن تساؤلات كثيرة طُرحت على هامش هذا البرنامج الذي يبدو طموحا، ومنها مدى تطبيق مشروع «نافذة» على أرض الواقع في مؤسسات تعليمية لا يعرف تلاميذها ولا معلموها أي شيء عن هذه التكنولوجيا، ومدارس أخرى لا تصلها الكهرباء أصلا، كما هو واقع الحال في كثير من القرى والبوادي بالمغرب.
وإدخال التكنولوجيا في التعليم لا يمكن عموما إلا أن يكون أمرا إيجابيا، فلتكنولوجيا التعليم دوران أساسيان، حسب الأخصائي التربوي المغربي محمد الصدوقي، دور تربوي له علاقة بالمادة المدرسية وبناء الكفاءات، ودور تكنولوجي يسعى إلى بناء وتطوير المهارات والمعارف التكنولوجية والمعلوماتية لدى المتعلمين. وإيجابيات هذه العملية كثيرة منها إمكانية «استعمال الحاسوب كأداة لتخزين وتنظيم وتوظيف المعطيات والإحصائيات الإدارية، والتفاعل والتواصل والتراسل الإداري بين مختلف المعنيين: الأستاذ، والتلميذ، وأولياء وآباء التلاميذ، والمسؤولين...، كما أنها تساعد تروبويا على بناء الوضعيات التعليمية من خلال التمهيد للدرس وبنائه، وإجراء التقييمات التفاعلية، ودعم واغناء قدرات المتعلمين، وتوفير وسائل إيضاح رقمية غنية ومشوقة (نص، وصوت، وصورة...). كما تمكن هذه التكنولوجيا من البحث واستعراض المعلومات (خصوصا بواسطة الإنترنت)، حيث تستعمل بنوك المعلومات، ومحركات البحث، وتمكن المعلم أيضا من إنتاج المعلومات وتوظيفها، كما تتيح إمكانية اللعب التربوي التفاعلي، والتواصل والتحاور مع الآخرين من أجل تبادل الأفكار والمعلومات والخبرات.
ولهذه الاعتبارات المبدئية، بادرت الحكومة المغربية في سنة 2005 بمحاولة توسيع وتعميم شبكة الإنترنت داخل المؤسسات التعليمية في إطار مشروع «جيني» GENIE، غير أن هذا البرنامج تعثر ولم يحالفه النجاح، وفق الباحث التربوي المكي ناشيد الذي أبرز في مقال له في جريدة «الصباح» المغربية أنه من أصل 9 آلاف مؤسسة تعليمية كان على هذا البرنامج أن يكمل تغطيتها بالتجهيزات المعلوماتية في أفق 2008، فإنه على العكس من ذلك, توقفت المرحلة الأولى الممتدة بين 2006 و2007 في حدود تجهيز 2000 مؤسسة فقط، ومن أصل 300 ألف ما بين أستاذ وإداري لم يشمل التكوين إلى حدود 2007 سوى 6000 مستفيد من بين الأساتذة الذين عليهم أن يكونوا بدورهم زملاءهم في المؤسسات التعليمية. ولعل هذا التعثر الواضح من خلال الأرقام والإنجازات المتواضعة هو الذي دفع بمؤسسة مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتعليم لإطلاق برنامجها الجديد «نافذة» في شهر مايو المنصرم، ومحتواه تمكين المدرسين مع نهاية عام 2010 من حوالي 100 ألف حاسوب محمول مع الربط بالإنترنت وبأثمان تفضيلية، من أجل دمج تكنولوجيا الإعلام والتواصل في المنظومة التربوية و «الديداكتيكية» والتأطيرية والتواصلية، بموازاة إحداث برنامج للتكوين المستمر عن بعد لفائدة رجال التعليم المستفيدين من البرنامج المذكور.
وعرضت المؤسسة تقديم تسهيلات لرجال التعليم في الأداء (تمويل قرضي بفائدة %7) لاقتناء حاسوب محمول وإنترنت عبر أداء أقساط شهرية انطلاقا من 150 درهما في الشهر لمدة 36 شهرا. ويتيح لهم البرنامج اختيار الحاسوب الملائم لهم يختارونه من بين تشكيلة واسعة ومتنوعة وبأسعار وخاصيات متنوعة. وتم وضع برامج معلوماتية خاصة بالتعلم عن بعد من طرف مؤسسة محمد السادس بلغت قيمتها 12 مليون درهم تتيح توفير المحتوى التربوي مجانا، كما تمكن بوابة المؤسسة من الولوج لمكتبة سمعية بصرية ومنتديات عامة وموضوعاتية.
ويبدو مشروع «نافذة» الجديد برنامجا طموحا تواقا يرنو إلى ربط المؤسسة التعليمية المغربية بتكنولوجيا المعلومات، وتبادل الاستفادة بين التلميذ والأستاذ من خلال التلقين بوسائط تقنية متطورة، غير أن تطبيقه على أرض الواقع يمثل تحديا حقيقيا أمام رغبة الجهات المسؤولة في تعميم هذه التجربة على صعيد المغرب كله، إذ يتساءل الكثير من المهتمين بمجال التربية والتعليم كيف سيستعمل المعلم والأستاذ هذه الحواسيب داخل القاعات الدراسية التي تفتقد الشروط الدنيا، وكيف يمكن الاستفادة من البرنامج في ظل طول البرامج الدراسية وكثافتها وفي أقسام تعرف اكتظاظا بشريا هائلا. ويعتبر محمد الصدوقي أنه رغم هذه المشاريع الطموحة التي تهدف إلى دمج تكنولوجيا التعليم في منظومة التربية والتكوين لتحديثها وتجويد فعاليتها، وتقليص الفجوة الرقمية بيننا والدول المتقدمة، وبين الفقراء والأغنياء، إلا أنها ما زالت جنينية وغير كافية كما ونوعا، وغير معممة على كل المؤسسات التعليمية والمتعلمين والمدرسين، نظرا للاختلالات التي ما زالت قائمة في المنظومة التعليمية بالمغرب، ومنها: عدد كبير من المدارس غير مرتبط بشبكة الكهرباء والاتصالات (خصوصا في العالم القروي أكثر من %60)، وتردي جل الحجرات الدراسية تجهيزيا وعمرانيا (أكثر من 9 آلاف حجرة غير صالحة للدراسة)، وفقر التكوينات الأساسية والمستمرة وعدم مواكبتها لمستجدات تكنولوجيا التعليم، ثم تدني الوضعية الاجتماعية لجل العاملين بالقطاع..، ليخلص الباحث المغربي إلى كون جل سلبيات إدماج تكنولوجيا التعليم بمنظومتنا التعليمية لها علاقة بنيوية بإشكالية تحديث مجتمعاتنا، وبكيفية تجاوز منظومات التخلف السلبية تربويا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا وتكنولوجيا».
* عن جريدة"العرب" ://www.alarab.com.qa/details.php?docId=48393&issueNo=230&secId=23
.................................................. .................................................. ........................









آخر مواضيعي

0 التربية الجنسية للأبناء .. التوجيه والضمان
0 العنصر النسوي و رهان التعليم الخصوصي
0 العنف المهني في التعليم
0 اختتام المهرجان الوطني الثامن للفيلم التربوي بفاس
0 صدور العدد الثاني من سلسلة"تربويات"
0 المهرجان الوطني الثامن للفيلم التربوي بفاس
0 لغة التعليم بين البيداغوجي والسياسي
0 صعوبة تعميم التكنولوجيا والحواسيب في القرى المغربية
0 التواصل الاسري..المشكلة والحل
0 برنامج المهرجان الفني لدعم غزة بفاس