[messager des monts]

على العموم ، توجيه و تخطيط التربية تخصصان لايمكن لأي نظام تربوي أن يستقيم بدونهما : فاما أنهما موجودان بالفعل فتؤدي عملية التربية والتكوين وظيفتها بدقة وتنتج موارد بشرية كفيلة بارساء التنمية المستدامة ، و اما أنهما متعثران كما هو الشأن عندنا فتتخبط العملية و تغدو آلة لإنتاج البطالة وتنمية التخلف ...
بالنسبة للتكوين فمهم اذ يساعد على غربلة المعارف القبلية للمتدرب ويزوده بأدوات تقنية أساسية للبحث في مجالات التربية و العلوم الإجتماعية و يوفر له امكانيات الإطلاع على مختلف الأنظمة التربوية و اكتشاف مواطن القوة و الضعف في النظام التربوي الوطني...
من المعلوم أن أطر التوجيه هم المختصون الوحيدون في التقويم و اسالب القياس و مع ذلك تفوض مهمة التقويم و القياس للمفتشين التربويين بالرغم من هزالة تكوينهم في هذا المضمار ،كما أن أطر التخطيط هم كذلك المختصون في الهندسة البيداغوجية و الخرائطية ومع ذلك تفوض المهمة لمكاتب لا علاقة لها بهذا الشأن و يبقى لمصالح التخطيط تقويم بعض الهفوات و التنفيذ ... من المهام الأساسية لهذه التخصصات دراسة سوق الشغل و تتبع مسار المهن و بالتالي ارساء خريطة التكوينات التي ينبغي توفيرها لكي نكون ما نحن في حاجة اليه و نتجنب التكوين الذي لا يستجيب لحاجياتنا الإقتصادية و في مجالات سارية الى الانقراض ، ومع كامل الأسف فبتصفحنا لميزانيات التربية و التكوين لا نعثر على خانة خاصة بهذا المجال ، وحتى مبادرات الأطر الشخصية فتبقى في رفوف خزاناتهم لعدم وجود اطار ينظم ويستثمر هذه البحوث الكفيلة بنقص مؤشر البطالة و بتقليص تكاليف اعادة التكوين ...
بالنسبة لظروف العمل فهذه الأطر، و خصوصا في التوجيه، تعمل بدون وسائل فهم الذين يشترون الحواسب و ادوات المكتب و ينخرطون في الأنترنيت و يؤدون مصاريف التنقل الى المؤسسات والى مصادر المعلومات من حسابهم الخاص دون أي تعويض ...
أحيانا تخطط للعمل و تصرف الكثير لتنفيده و حينما تتوجه الى المؤسسة لا تجذ معينا لتوفير الفضاء و احضار التلاميذ ...
لا وجود بتاتا لأي حافز و قد تم عقابهم على ولوج هذه التخصصات بحيث جردوا من الأقدمية التي كانوا يتوفرون عليها اذ غدت ترقية العديد منهم أمرا مستحيلا رغم أقدميتهم العامة التي تفوق 30 سنة وهم مشرفون على التقاعذ ، بينما زملاؤهم الذين لزموا أقسامهم استفادوا من الترقية منذ 10 سنوات خلت ... تلك قطرات من محيط المعيقات التي تطبع هذه التخصصات ، و لن يستقيم أمر أي اصلاح لمنظومة التربية و التكوين الا بتجاوزها و ارساء نظام للتوجيه و التخطيط كفيل بتوجيه التربية الى التنمية التي لم نتمكن من انهاء طريقها ...