لا يمكن الحديث عن التنمية دون اعتبار لأهم عنصرين في المجتمع، هما الأطفال والشباب، اللذين يعتبران الدعامة الأساسية لبناء مجتمع حديث قوي بأبنائه ورجالاته وهذا ما تأسست عليه جمعية التنمية للطفولة و الشباب، منذ سنة 1997، لتضع في أولوياتها النهوض بمستوى النشء، من خلال أزيد من 24 فرعا موزعة عبر تراب المملكة، وحيث يوجد بالدار البيضاء وحدها أزيد من 4 فروع بكل من سيدي مومن، الحي المحمدي، عين السبع، والألفة...
وتهدف جمعية التنمية للطفولة والشباب إلى نشر ثقافة الديمقراطية، والمواطنة، وحقوق الإنسان، وترسيخ ثقافة التسامح والسلم وقيم التعدد والحوار والمشاركة، وتنمية الثقافة المغربية في تعددها وانفتاحها على الثقافات الإنسانية الكونية، والدفاع عن قضايا ومؤسسات الطفولة والشباب.
تعمل الجمعية أيضا على تقوية قدرات الفاعلين الجمعويين في إعداد المشاريع وتدبيرها، وفي تقنيات التنشيط الثقافي والتربوي والبيئي، وعلى تقوية النسيج الجمعوي المغربي، وتعزيز عملية التشبيك، وطنيا ومغاربيا وعربيا وأورو متوسطيا ودوليا، مع المساهمة في التنمية التربوية والثقافية والاجتماعية. كما تريد الجمعية أن تشكل ذلك الفضاء الموسع لتدارس القضايا التربوية والتنموية للطفولة والشباب.
فهي تهتم بكل ما يتعلق بالتربية والتكوين الفكري والبدني والاجتماعي للأطفال، واليافعين والشباب. وهي أنشطة تسعى الجمعية من خلالها النهوض بالعمل الاجتماعي والتنموي والبيئي. وتعمل على تحقيق ذلك من خلال الوسائل التالية وهي التنشيط التربوي والثقافي في دور الشباب والمؤسسات التعليمية وفضاءات الهواء الطلق. بالإضافة إلى تنظيم لقاءات وندوات ومهرجانات فكرية وثقافية وفنية، وتنظيم المخيمات الصيفية للأطفال، والجامعات الخريفية والربيعية للشباب.
كما تعتمد الجمعية عقد شراكات مع مختلف المؤسسات والجهات وطنيا ودوليا من أجل تنظيم ملتقياتها وعدد من الأوراش، كلها لفائدة الشباب والأطفال، كما تنظم دورات تكوينية في المجالات المعرفية والعملية والعلمية والتقنية، وتنظيم دروس محو الأمية، والتحسيس والتعبئة في جميع المجالات.
ويلتقي منخرطو الفروع، غالبا، في المخيمات الصيفية التي تجري عبر 4 مراحل، لفائدة الأطفال من 9 إلى 14 سنة.
يقول محمد فجري، رئيس فرع الألفة لجمعية التنمية للطفولة والشباب "فرعنا تأسس سنة 2007 ليكون دعامة للعمل الجمعوي، وتعزيزا لأهداف جمعيتنا الأم، ونسعى من خلاله استقطاب اهتمام شباب حي الألفة وتحسيسه بأهميته كفاعل في التنمية، كما نسعى إلى تحصين الطفل من بعض الانزلاقات التي ترمي به إلى اللعب في الشارع وملئ وقت فراغه بأشياء تفيد تنمية مداركه وأفكاره".
ورغم حداثة نشأة فرع الألفة، فهي اليوم تستقطب أزيد من 502 منخرطا، تهيئ لهم العديد من الأنشطة ومن البرامج التربوية والثقافية والترفيهية، إضافة إلى مرحلة التخييم التي تساهم في تمكين الأطفال من قضاء عطلة تربوية مفيدة.
ويمارس الفرع أنشطته ومهامه بدار الشباب الألفة، فهو ينظم أنشطة وورشات للرسم والمسرح والغناء.
فرع الألفة لجمعية التنمية للطفولة والشباب ينظم أيضا دروس في الدعم المدرسي، للتلاميذ.
ورغم أن لكل فرع خصوصيته، فإن هناك تنسيق يتم بين جميع الفروع، في إطار لجنة جهوية، غالبا ما تهتم بالمحاور الكبرى التي يتدارسها المكتب المركزي، والذي تعود له مهمة تحديد التوجهات التي تسير عليها كامل الفروع.
سبق لفرع الألفة أن نظم، السنة الماضية، ملتقى الشباب، بعين السبع، واستفاد منه مجموعة من الشباب، وكان الهدف منه التعريف بماهية وخصوصية العمل الجمعوي، والتحسيس بأهميته بعد أن نفر منه الشباب.
هذا الفرع الفتي، شأنه شأن باقي الجمعيات، غالبا ما يواجه النقص في الإمكانيات المادية التي تحول دون تكثيف نشاطاته "فيما نعتمد في غالب الأحيان، على انخراطات الأعضاء، بالإضافة إلى دعم من المكتب المركزي ومنحة الجماعة" لذا فالمشاكل المادية تبقى العائق الوحيد في وجه الفرع، من أجل تحقيق كافة مشاريعه، إلى جانب غياب مقر خاص يتيح الفرصة لممارسة كافة الأنشطة دون ارتباط بمدى قابلية دار الشباب لاحتضان هذه الأنشطة.
تسير جمعية التنمية للطفولة والشباب هياكل داخلية تتمثل في:
المؤتمر الوطني الذي يجري التحضير لتنظيمه شهر شتنبر المقبل، والمجلس الوطني، والجمع العام، واللجنة الإدارية التي تجتمع كل ثلاثة أشهر، ولجنة التنسيق الجهوي، ومجلس الفرع، والمكتب المركزي، ومكتب الفرع.
غير أن ما ينبغي التركيز عليه هو أنه ينبغي أن تعمل الجمعيات بصفة عامة على تلبية الحاجيات الاقتصادية والاجتماعية لمنخرطيها.