إضراب طلبة الأشغال العمومية بالبيضاء عن الطعام تضامنا مع مطرودين
يطالبون بإعفاء مدير الدراسات والإدارة تقول إن مجلس المؤسسة من اتخذ القرارين
محمد أرحمني
نشر في الصباح يوم 19 - 10 - 2012
دخل ثمانية طلبة مهندسين بالمدرسة الحسنية للأشغال العمومية بالبيضاء في إضراب عن الطعام منذ الخميس الماضي بعد طرد ثلاثة زملاء لهم. وأكد المضربون في رسالة موجهة إلى «الصباح» أنهم «سيواصلون إضرابهم إلى حين إنصاف زملائهم».
وقال هؤلاء إن مجلس المؤسسة اتخذ «قرارا يقضي بطرد واحد من الطلبة الثلاثة وإرساب الاثنين الآخرين بناء على معطيات خاطئة أدلى بها مدير الدراسات خلال مداولات» اختبارات مادة اللغة الإنجليزية، التي أجريت نهاية الموسم الدراسي الماضي. واتهم الطلبة المضربون المدير «بمحاولة التغطية على بعض أخطائه والتملص من المسؤولية».
وكشفت رسالة الطلبة أن «مدير الدراسات (ارتكب) مخالفة قانونية (بعدما) اعتمد اختبارا في مادة اللغة الإنجليزية مغايرا لما ينص عليه دفتر التحملات، (إذ جاء) بمنهجية مغايرة لمنهجية (الاختبار) المعروف باسم toeic المعترف به دوليا، والذي يتلقى الطلبة (تكوينا) حوله خلال (السنة الدراسية)".
وأكد الطلبة أن هذا التغيير “أدى إلى نقط كارثية في مادة الانجليزية بالنسبة إلى عموم الطلبة، وأدى إلى رسوب طالبين وطرد ثالث بالنظر إلى أن وحدة اللغة الإنجليزية إجبارية (من أجل النجاح والانتقال إلى السنة الموالية).
ويعتبر هذا الإضراب عن الطعام خطوة ضمن مسلسل نضالي أطلقه طلبة المدرسة الحسنية للأشغال العمومية منذ بداية الموسم الجامعي الجاري، إذ سبق لهم أن خاضوا عددا من الإضرابات الإنذارية عن الدراسة، ونظموا مجموعة من الوقفات الاحتجاجية أمام إدارة المؤسسة كما راسلوا بعض النواب البرلمانيين وجمعيات حقوقية.
وفي سياق متصل، وجه الطلبة المضربون عريضة إلى وزير التجهيز والنقل، بصفته الوصي على المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، طالبوا فيها بإعفاء مدير الدراسات، وأكدوا، في العريضة التي توصلت “الصباح" بنسخة منها، أن “إعفاء مدير الدراسات ضرورة ملحة لإرساء عقلية جديدة ونمط اشتغال جديد بهذه المديرية".
واستعرض الطلبة في العريضة ذاتها جملة من المشاكل في مقدمتها “عدم توفر أساتذة للطلبة المهندسين في شعب الهندسة الكهربائية والهندسة المعلوماتية وهندسة نظم الإعلام الجغرافي". “والاستعاضة عن النقص الحاصل في الأساتذة الدائمين بأساتذة مؤقتين، وعدم دفع مستحقات هؤلاء لأسباب إدارية مما يؤدي إلى تعليقهم العمل (بالمدرسة) أو انقطاع كلي عن العمل وما ينتج عنه من عدم استقرار في التكوين". كما كشفت العريضة "ضعف المختبرات وعدم إصلاح ما أتلفته فيضانات دجنبر 2010 أو اقتناء أدوات جديدة". و"المخالفة القانونية لدفتر التحملات الخاص بالتكوين في اللغات، والقاضي بإعداد الطلبة واختبارهم بمنهجية الطويك toeic واستبدال ذلك باختبار آخر غير مشهود (لا تمنح بموجبه للطالب أي شهادة)، وهو ما أدى كما تعلمون إلى نقط كارثية للطلبة في مادة الانجليزية كان من نتائجها طرد طالب ورسوب آخر".
من جهته، أكد المدير العام للمدرسة الحسنية للأشغال العمومية، عدنان بوكامل، أن قرار طرد طالب ورسوب اثنين آخرين "اتخذه مجلس المؤسسة وليس مدير الدراسات"، موضحا أن رسوب هؤلاء راجع إلى "ضعف نقاطهم في مواد أخرى غير الإنجليزية"، أما بالنسبة إلى الطالب المطرود فقال إنه "سبق أن أعاد السنة، كما أنه فشل في اجتياز اختبارات ثلاث وحدات ضمن تخصصه".
وأكد، في اتصال أجرته معه "الصباح"، أنه بالنسبة إلى الطالبين الآخرين فإنهما كان "لابد أن يعيدا السنة حتى لا يجدا نفسيهما في وضعية حرجة خلال السنوات اللاحقة بسبب عدم حصولهما على نقط جيدة في عدد من الوحدات". مضيفا أن "لجنة خاصة انعقدت من أجل دراسة حالات هؤلاء الطلبة ضمت رؤساء الأقسام ورؤساء الشعب ومديرو المؤسسة، وبعد الدراسة قرر هؤلاء أن يبقوا على القرار المتخذ في حق هؤلاء الطلبة".
وأبرز أن باب إدارته "ظل طيلة الفترة الماضية مفتوحا في وجه الطلبة لسماع وجهة نظرهم وليشرحوا مواقفهم من أجل الوصول إلى حل"، متأسفا في السياق نفسه على "الموقف المتطرف الذي تبناه الطلبة ومحاولتهم ممارسة نوع من الضغط على الإدارة ومجلس المؤسسة الذي يعتبر سيد نفسه".
وأوضح أن الوزارة الوصية "تبذل مجهودات جبارة من أجل تحديث المدرسة وتجهيزها بأحدث التجهيزات حتى تحافظ على مكانتها المتميزة ضمن مؤسسات الجامعية المحترمة بالمغرب".