منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - "أهمية الجلد في حياة الإنسان...بين الإثبات و التشكيك!؟.."
عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية nadiazou
nadiazou
:: مراقبة عامة ::
تاريخ التسجيل: 19 - 10 - 2013
المشاركات: 12,032
معدل تقييم المستوى: 1387
nadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميزnadiazou في سماء التميز
nadiazou غير متواجد حالياً
نشاط [ nadiazou ]
قوة السمعة:1387
قديم 24-09-2014, 22:20 المشاركة 1   
افتراضي "أهمية الجلد في حياة الإنسان...بين الإثبات و التشكيك!؟.."

ما أهمية هذه الطبقة الخارجية التي تغطينا من أعلانا إلى أسفلنا ؟!... ماذا لو أردنا أن نتخلّى عنها يوماً ما أو لسببٍ ما أو في ظرفٍ ما؟!... كيف ستكون هيئتنا لو تخّيلنا أجسامنا من دون جلود تكسوها و تزينّها؟!...كيف ستعمل أعضاؤنا لو كنا من دون جلودنا!؟... ما الذي يجعل جلودنا مهمةً في حياتنا و صحتنا!؟...
تنبع هذه الأسئلة و التساؤلات السابقة من التصورات و المفاهيم الخاطئة التي أحاطت بعقل الإنسان عبر التاريخ و التي زرعت فيه معتقداً بأن هناك في الجسم البشري أجهزة أرقى من غيرها و أعضاء أهم من أخرى و أنسجة و خلايا أنبل من أخواتها و أفضل من مثيلاتها, و أن هناك تفاضل في الأدوار و تميّز في المهام و طبقية في الأنواع و الأشكال و ألأحجام و الوظائف!...و لم تبرز أهمية الجسم البشري كوحدة متكاملة و منظومة متراصة تشد أزر بعضها البعض و تكمل بعضها الآخر إلا في عصرنا الحاضر بعد اكتشاف الخصائص و الوظائف التي تؤديها مختلف الأجهزة و الأعضاء و الأنسجة في منظومة الجسم البيولوجية المتكاملة.
لم يأبه الإنسان لأهمية الجلد في حياته الصحية و نموه و حركته في الحياة إلا بعد مروره في أزمنة طويلة من البحث و التدقيق و التدبر, و لم يكن يعرف وظيفة أساسية للجلد إلا كسوة الجسم و تحسين هيئته و منظره الخارجي. لكن الأحوال تبدلت بعدما بدأت الإكتشافات تتوالى و بدأت الدراسات تتركز حول طبقات الجلد و محتوياته المتعددة من غدد و أوعية دموية و خلايا متخصصة و نشأت بعد ذلك تخصصات محددة اتخذت من الجلد و أمراضه و وظائفه مجالات للتخصص البحثي و التشخيصي والعلاجي.

في البداية لا يسعنا حالياً إلا أن نؤكد على أهمية الجلد في حياة الإنسان و صحته وعلى أنه بالإضافة إلى كونه أكبر الأعضاء مساحةً و حجماً و نسبةً و امتداداً هو أيضاً عضو ضروري و أساسي و حيوي مثل باقي الأعضاء الأساسية و الحيوية و أنّ إصابته بالتلف أو الأمراض أو الأورام يمكن أن تؤدي إلى الوفاة و بشكل سريع أو مأساوي كما في بعض الأحيان (في حالات الحروق المتقدمة أو في بعض الأورام).
يتكون الجلد من جزأين أساسيين البشرة و الأدمة و من جزء دهني ثالث يوجد تحت الأدمة و يعرف باللفافة السطحية, تتكون البشرة بدورها من طبقات عديدة تعرف بالطبقة المولدة و الطبقة الشوكية و الطبقة المحببة و الطبقة المتقرنة, أما ألأدمة فإنها تتألف من طبقتين: الحلمية و الشبكية. في الجلد تنشأ الغدد الدهنية و قنواتها و الغدد العرقية و قنواتها و حوصلات الشعر و عضلاتها الموقفة و النهايات أو الكريات العصبية و الأوعية الدموية و اللمفاوية. تلعب أجزاء الجلد هذه وطبقاته المتعددة بالإضافة إلى مكوناته المختلفة دوراً هاماً في تنفيذ الوظائف المطلوبة منه بطريقة منسجمة مع بعضها البعض و متناسقة مع ما يدور حولها من وظائف بحيث تكون كل طبقة في الجلد داعمةً للأخرى و متعاونة معها و بشكل منتظم و بدقة بالغة.
ليس الجلد مجرد غطاء أو عازل للجسم بل هو جزء لا يتجزأ من منظومة الأجهزة و الأعضاء فيه و هو خط الدفاع المتقدم و المستميت عن هيئته و صورته الخارجية و هو المحامي الأول عن أنسجته و خلاياه و مناعته و هو الواقي الأساسي أمام الحوادث و الصدمات و الضغوط و عند تغيرات و تقلبات المناخ و مقابل أشعة الشمس و هو المتصدي الأساسي لهجومات و تعديات الجراثيم و الطفيليات و هو المحافظ على توازن السوائل في الجسم و هو المسؤول عن تصنيع الفيتامين- د - و عن نقل المواد الهامة كالأوكسجين و غيره عبر أوعيته الدموية لتغذية الأغشية و الأنسجة المحيطة به و نقل الفضلات منها.
ألجلد هو المسؤول أيضاً عن نقل الأحاسيس و المشاعر المتعلقة بحاسة اللمس و بالألم و بالحرارة و هو المسؤول عن إظهار التعابير على الوجه و تفاعل الجسد الإجتماعي و نقل التفاعلات العاطفية و الإنفعالات و ردود الفعل.

أظهرت الأبحاث الجديدة و الإكتشافات الحديثة أن للجلد أدواراً و وظائف مستقبلية ستكون حاسمة و شديدة الأهمية في تطور الطب و العلوم بشكل عام, إذ أثبتت إحداها أنه يمكن الحصول على خلايا جذعية ذات نوعية فائقة و بشكل مباشر عبر تحفيز خلايا الجلد و من دون اللجوء إلى تقنيات الأجنة المستنسخة و المستعملة حالياً في الأبحاث. أما الإكتشاف الذي أثار إهتمام الباحثين فهو الإثبات الذي حملته إحدى الدراسات و الذي تناول قدرة الخلايا الجلدية على التحول إلى خلايا جذعية و عبرها إلى خلايا وظيفية متنوعة كالخلايا الدهنية و العضلية و العظمية مع ما يعنيه ذلك من إحتمالات تطبيقية بالغة الأهمية على صعد الترميم و معالجة الحروق و زراعة الأنسجة و إصلاح التلف الدماغي أو العصبي و معالجة الآثار الجانبية لمرض السكري و مرض ألزهايمر و الجلطات و غيرها. و الجدير بالذكر أن بعض الأبحاث الحديثة أظهرت قابلية الجلد أيضا على إصدار "نسخ" أو "طبعات" أو "لفائف" من الخلايا الجلدية المنسوخة أو المصنّعة مخبرياً عن طريق زرع خلايا جلدية لمريض ما وإستخدامها في معالجته من التلف النسيجي أو الحروق أو في الجراحات التجميلية و الترميمية و غيرها.

ساعد تطور العلوم الإنسان على فهم طبيعة الأشياء و كشف له بعضاً مما جهله من أدوار و وظائف و مهام لأمور معينة في جسمه و محيطه و المخلوقات من حوله و أتاح له الفرصة لتأمل ما ينكشف أمامه من حقائق و أسرار و التفكر فيها و استخدام ما يكتشفه في ما يحتاجه لمواجهة ما يعانيه من ضعف أو عجز أو أمراض أو حوادث. و ما الوظائف الفائقة الأهمية و الأدوار الحسّاسة المجهولة سابقاً والمكتشفة حديثاً لطبقة الجلد التي تغطي الإنسان من أعلاه إلى أسفله إلا نموذجًا واضحًا لما يمكن أن يجيب على سؤال من أسئلة الجاهلين والمشكّكين في عظمة الخالق و حكمته و جمال المخلوق و روعته!.
د. حسن يوسف حطيط









آخر مواضيعي

0 التقاعد النسبي : الآثار و الانعكاسات
0 التقاعد لحد السن
0 التعاضدية العامة للتربية الوطنية تطلق الخدمة الالكترونية لمنحة التقاعد و الوفاة والايتام.
0 علاجات تطبيقية لمشكلة كراهية الابناء للمدرسة
0 بحث مثير يكشف عن الكلمات التي تُظهر توتّر الشخص
0 خطير بالفيديو:"فيروس" يهدد جميع رواد "الفايسبوك" وهذه التفاصيل
0 هذه توصيات جطو لإنقاذ صندوق التقاعد - تقرير المجلس الأعلى للحسابات 2017
0 اعتداء تلميذ على أستاذ بالثانوية ابن بطوطة
0 الطريق إلى أبوة صالحة
0 الزواج الثاني .. حلم الأزواج !