[nasser]

عبد الحي بلكاوي – هبة بريس : 25/12/2014

احتضنت الثانوية التأهيلية أولاد صالح عشية اليوم نقاشا تربويا اختلط فيه الأدبي بالرقمي، حمل موضوع " مستجدات القصة الرقمية " أطره عدد من الباحثين المختصين في الموضوع ضمنهم مؤلفون وأدباء.

بداية العرض استهله الأستاذ " عبد الكريم المالكي" الذي بسط من خلال كلمته مقدمة لموضوع الندوة التربوية موضحا أن الهدف من خلال هاته الأنشطة وضع جسور تربط بين المقررات الدراسية والأنشطة الموازية خاصة تلك التي لها ارتباط بالامتحانات الوطنية، وهو ما جعل الأساتذة يختارون مثل هاته الندوات التربوية التي تضفي عددا من التعلمات لدى تلاميذ العلوم الإنسانية يقول مدير الثانوية التأهليلة أولاد صالح.

لبيبة خمار " دكتورة في الأدب الرقمي، استهلت مداخلتها بالحديث عن " خصائص اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة، وكيف انتقلت من آلاف السنوات إلى الكتابة الرقمية حيث أصبحت لغة مثالية " مضيفة أن " اللغة العربية انخرطت في لغة الحاسوب والكتابة الرقمية وأبدعت هي هذا المجال، فهي لغة متجددة لها القدرة على المواكبة لأحداث العصر الرقمي ومستجداته، وهو ما أصبح لزاما على اللغة العربية كناقلة للثقافة ومنتجة لها، أن تكون منفتحة على العالم الرقمي، آخذين بعين الاعتبار أن للحاسوب القدرة على التأثير على الثقافات، ذاك أن الوسيط الذي تنتقل به هاته الثقافة يحدد إلى حد كبير التأثير فيها " تضيف الباحثة.

لبيبة ناقشت أيضا كيف تحولت القصة الرقمية إلى فضاء قصير وصغير، غير أنه كبير بترابطاته ومغر للقارئ، ذلك أن القصة القصيرة متعددة البدايات والنهايات التي لا تتوقف على نص بعينه ".

من جهته عرض الأستاذ "إسماعيل البويحياوي " نموذجا للقصة الرقمية، معتبرا أن القصة الورقية انتقلت بسرعة إلى القصة الرقمية بفضل التطور الهائل للوسائل التقنية، موضحا أن هاته الوسائل التقنية لم تخلق للأدب لكنه سرعان ما استفاد منها، ذاكرا تجربته في هذا الميدان، حيث انتقل مشروعه من قصة رقمية إلى قصة ورقية، لتنضاف إلى ذلك العديد من التجارب الناجحة التي كانت ذاته هي محبرتها الأساسية " .

البويحياوي أبدع من خلال عرضه أمام أنظار التلاميذ عندما قدم تجربة للقصة الرقمية يبرز من خلالها أهم خصائص القصة الرقمية التي يختلط فيها السرد القصصي المرقون، بروابط فيديوهات وصور مكملة لنسقية النص الباني للقصة الرقمية".

الباحثة " ثليثة بليردوح " أستاذة اللسانيات بالجزائر " جامعة أم البواقي " استهلت مداخلتها بكلمة للمغاربة متوجهة إليهم بأسمى الشكر والتقدير، مشيدة بالربط الحاصل بين التعليم الثانوي التأهيلي، والتعليم العالي وهو الربط الغير الحاصل في بلادها تقول المتحدثة عاقدة عزمها على نقل التجربة إلى الجزائر، " مشيدة بالسبق المغربي في مجال البحث التخصصي المتعلق بالكتابة الرقمية، معتبرة أن ذلك مبعث على الفخر والاعتزاز".

الباحثة الجزائرية حاولت من خلال مداخلتها التفريق بين القصة الرقمية والورقية موضحة أن " القصة الرقمية : هي التي توظف تقنيات المعلوميات مثل الصورة والموسيقى داخل النص و تعرف صفحات غير مرقمة تحتوي على روابط مقروءة على الشاشة، مفرقة بين القصة الرقمية والقصة المرقنة دون أن تفغل الحديث في مداخلتها عن العديد من الفوارق التي تميز القصة الورقية عن الرقمية، بادية اهتمامها أيضا بالقصة الورقية التي تمثل ذروة سنام القاص العربي، بعد أن طرحت العديد من التعاريف ذات الارتباط بالمجال " .

" حكيم هوزاوي " عميد كلية الآداب " بجامعة أم البواقي" بالجزائر قال أيضا في كلمة ختامية موجهة إلى التلاميذ قائلا " لقد علمونا أن نقول لغات حية ولغات ميتة.. صدقوني أنه لا يوجد هناك لغات حية أكثر من اللغة العربية، واللغة تموت إن نحن أمتناها " يقول حكيم بنبرة لا تخلوا من تأثر واضح.


وعن موضوع التقنية الحديثة حث المتحدث التلاميذ على أنه " لابد أن تحملو هاته التقنية وهاته المعرفة، فأي جهل بها سيجعلكم خلف الركب، ولابد أن تستعملوها في محلها وشيء جميل أن تحسنو استعمالها ومن خلالها تستطيعون إحياء اللغة العربية بأسلوب جديد " .

يذكر أن تلاميذ وتلميذات الثانوية التأهيلية أولاد صالح استفادوا من العديد من الأنشطة التربوية الموازية التي تحتضنها من فينة لأخرى، تماشيا مع المقررات المؤطرة للأنشطة الموازية.