الترقية ترقيتان: ترقية ب"الأمتحان" وترقية بالاختيار. حلم يراود كل رجل وامرأة تعليم بعد الحلم بالأنتقال أو الحلم بتغيير الأطار الى مفتش "تربوي". كل سنة يتقدم رجال التعليم ونساؤه الى الامتحان المهني "اللئيم" وكلهم أملا بالظفر بذلك المبلغ الذي "سيغني ويسمن" أجرتهم المحدودة والمتواضعة ولكنها حلالا طيبا. يحين وقت التباري فتوزع على المتاباربن مواضيع الامتحان وأوراق التحرير ليبدأ العبث والتهريج والكوميديا والسينما و"الحلقة" والفوضى وخاصة الغش؛ حيث تفرغ الحافظ من الكتب و المراجع و المجلدات لتبدأ عملية "كوبيي كولي"؛ كذلك الاستاذ الشاب اليانع المفعم بالحيوية والنشاط الحديث العهد بالوظيفة، الذي ضبط متلبسا في حلة غش مفضوحة، يندى لها الجبين، منطرف نائب اقليمي و اللجنة المرافقة له، فغضب المسؤول عن التعليم وحذر ووبخ و"سخسخ"" الأستاذ" الغشاش الا أنه في الأخير سمح له بالنجاح-بضم السين- ليأخذ بذلك حق ذلك الشريف النزيه الذي لا يجرؤ حتى على رفع عينيه في ورقة الآخر بالأحرى أن يفعل ما فعله الشاب ليكون ماكتبه في حالة ما اذا صححت ورقته أفكارا متواضعة تعداه الز لا تخول له النجاح مقارنة مع ما أنجبته عملية كوبيي كولي. كم من أستاذ ظلمته الترقية لأنه رفض الغش والتدليس حيث أن هناك من ترقى مرتين أو ثلاث بطرق مشبوهة، ذنيئة وبقي هو ينتظر دوره بالاختيار الذي لايأتي حتى يموت أو يجعله يلعن ذلك اليوم الذي أصبح فيه أستاذا. هكذا إذا أصبح الامتحان المهني يذل الشرفاء وذوي الأخلاق النبيلة ويعز من لاتربية ولا أخلاق له.
منقول