[nasser]

عبدالاله بوسحابة : الاثنين 12 فبراير 2018



أثار موضوع " تقاعد البرلمانيين " خلال الفترة الأخيرة، نقاشا حادا بين عدد من المهتمين بالشأن السياسي، و منهم من قاد حملة شرسة من أجل " إلغائه " على اعتباره ريعا مبالغ فيه، ينخر خزينة الدولة، و كأنه الحل الجذري الذي سينقذ البلاد من الإفلاس و سيحرك عجلة التنمية، على الرغم من إن كل برلماني من حقه ان يستفيد من هذا التقاعد عطفا على واجبات يسددها شهريا من التعويض الذي يتقاضاه، و إن كان الإختلاف حول الكيفية التي تتم بها الاستفادة، حيث رفض البعض مساهمة مؤسسة البرلمان بشطر هذا القسط الشهري الذي يقتطع من راتب البرلماني.



لكن لا احد تحدث عن الإمتيازات و الصفقات الضخمة التي تتم داخل البرلمان، في معزل عن عامة المواطنين، لا أحد يعرف أن الهدف الأساسي من ولوج البرلمان لدى عدد كبير من الساسة، هي " الهمزة " او بالاحرى " القرارات التي تصدرها و " تصادق " عليها هذه المؤسسة التشريعية، و بطبيعة الحال، البرلماني هو أول من " كيسيق لخبار "، و بالتالي يسارع إلى توظيفها عبر علاقاته الخاصة خدمة لمصالحه الخاصة، وهو ما يفسر حالة الثرات التي أضحى ينعم بها عدد من رجال السياسة في ظرف وجيز .. " دخلو للبرلمان حفيانين .. و سير طل عليهم دابا .. الفلوس بالهبل "، يستفيديون من أراض بأثمنة رمزية، و من دعم لجمعياتهم الفلاحية، و مناصب لأبنائهم و حاشيتهم … و زيد و زيد .. يعني حينما تجد برلماني يمتلك مئات الهكتارات من أراضي الدولة " بحال ديال صوديا و سوجيطا "، يستغلها باسم القانون لمدة 99 سنة " هذا هو الريع ديال بصح "، و أيضا حينما يقتني برلماني أراض في ملكية الدولة بـ 50 أو 100 درهم " باش " يحولها إلى شقق تباع للشعب بـ 25 مليون و " يخلصها بالكريدي " بـ 36 مليون، و هي " كتقام عليه غير " بـ 7 المليون في أحسن الأحوال .. هذا هو الريع الحقيقي…



من خلال بعض هذه المعطيات التي تسنى لنا ذكرها، يتضح للجميع، أن هناك فئة من الساسة، هي من تروج لـ " أطروحة " إلغاء تقاعد البرلمانيين، وهذا ليس دفاعا عن الفئة المستهدفة طبعا، لكن من باب سرد الوقائع، علاش .. حتى لا يمارس السياسة إلا كل زاهد في هذا التقاعد، و بالتالي يبقى المجال مفتوح أمام أصحاب المال ، اللي الهدف ديالهم مشي التقاعد و لكن الخيرات التي يغنموها داخل البرلمان … بحال هدشي لي ذكرنا من قبل ..

أخبارنا المغربية