[nasser]

إستراتيجية إقليمية تسعى إلى إنقاذ "غزال الأطلس" في أفق 2050

يوسف لخضر
الثلاثاء 27 مارس 2018 - 15:05
أعلن مركز التعاون من أجل المتوسط التابع للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، بتعاون مع المغرب والجزائر وتونس، إستراتيجية جديدة تروم الحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض، خصوصاً غزال كوفييه، المعروف في المغرب باسم غزال الأطلس والغزال الجبلي.

وهذا النوع متوسط الحجم وذو لون بني فاتح، ويعيش في مجموعات صغيرة تضم 5 إلى 6 غزلان، وأحياناً يعيش وحيداً في المرتفعات؛ كما يمكن أن يتواجد في بعض مناطق الصحراء جنوب المغرب.

وهذا النوع النادر من الغزال يقتصر تواجده على شمال إفريقيا، ويمتد مجاله الحيوي في المغرب والجزائر وتونس، وهو مهدد على المستوى العالمي ومصنف ضمن الحيوانات الهشة في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض.

والاتحاد الدولي لحماية الطبيعة هو تجمع دولي يضم المنظمات الحكومية والمجتمع المدني، تأسس سنة 1948 بهدف حماية التنوع البيئي، ويقدم عبر ثلة من الخبراء والمنظمات المتعاونة معه إستراتيجيات للحكومات من أجل حماية البيئة والطبيعة.

وحسب نص الإستراتيجية لسنة 2018-2026، التي نشرها الاتحاد على موقعه، فإن غزال كوفييه هو أحد أنواع الغزلان الأربعة المتواجدة بشمال إفريقيا، والمهددة جميعها بخطر الانقراض بمواجهتها لجملة من التهديدات، منها الصيد الجائر وفقدان المساحات الصالحة للعيش.

وقال دافيد مالون، رئيس مجموعة خبراء بلجنة المحافظة على الأنواع التابعة لمركز التعاون من أجل المتوسط، إن أعدادا من هذه الأنواع مستقرة في بعض المواقع، مشيراً إلى أن الإستراتيجية تهدف إلى تشجيع المحافظة الجماعية والتعاون الإقليمي من أجل تجاوز التهديدات بشكل فعال ومستدام.

وتسعى هذه الإستراتيجية بحلول سنة 2050 إلى الوصول إلى نتائج إيجابية لرؤية قطعان من غزال كوفييه تنعم بالحياة والتواصل في ما بينها، وتتواجد في مناطق عيش طبيعية قرب مساحات كانت تستوطنها تاريخياً.

وتتماشى هذه الإستراتيجية مع اتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة وبرنامجها للحفاظ على الظباء بمنطقة الساحل والصحراء، وتعزيز خطط الحماية وإعادة تأهيل القطعان وتدبير مجال عيشها؛ والتحسيس والتثمين والبحث والتتبع والتعاون الدولي.

كما تتضمن الإستراتيجية تعزيز القدرات والإنتاج. ويتعين على كل دولة تحديد أهداف خاصة بترابها، مدعمة ذلك بمبادرات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد. وبالنسبة للمغرب تعتبر كل من وزارة الفلاحة ومندوبية المياه والغابات ضمن المؤسسات المعنية بهذه الإستراتيجية.

وتفيد المعطيات الواردة في الإستراتيجية بأن المغرب يتوفر حالياً على أعداد من هذه الغزال تتراوح بين 2000 و4000، موزعة على مناطق جنوب وغرب الأطلس الكبير والأطلس المتوسط وفي جنوب الصحراء المغربية.

وأفاد الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة بأن التهديدات التي تترصد هذا الحيوان في المغرب تضم الصيد غير المشروع، والافتراس من قبل الكلاب الضالة، إضافة إلى الأمراض المعدية وحوادث الاصطدام على الطرقات وحرائق الغابة والتغيرات المناخية.

وأشار الاتحاد عبر إستراتيجيته إلى عدد من التدابير ذات الطابع الاستعجالي لمعالجة تهديد هذا الحيوان في المغرب؛ أهمها تعزيز المراقبة والحراسة في مجالات تواجده، إضافة إلى إنشاء هياكل للمراقبة مخصصة للحياة البرية، وتعزيز التنسيق مع جميع الجهات المعنية لمكافحة الصيد الجائر.

هسبريس
==========================================