[hassan78]

بداية دخول دراسي محبطة

اخشيشن
يتميز الدخول الدراسي للموسم الحالي بمعطيات متناقضة، منها ما يدعو للتفاؤل ومنها ما يكرس الإحباط. من جهة، تبدو نظريا وشفويا أن هناك رغبة لدى المسؤولين لتدارك الضعف وتسريع وتيرة الإصلاح. يضاف إليها إعلان النوايا من طرف الحكومة برمتها من أجل تصحيح الإختلالات المسجلة. ومن جهة أخرى، هناك مظاهر إحباط تسود وتجدد نفسها في مختلف جهات المملكة.
عرض الوزير أحمد اخشيشن أمام الملك، يوم 11 شتنبر الحالي، كان مثيرا من حيث الشكل والتقديم ومن حيث الجوهر و الأهداف. جملة بليغة تلك التي جاءت في كلام وزير التربية الوطنية، وهي تحمل معاني ودلالات، وتختزل المهمة المطروحة. الجملة تقول:
"لقد حدد الهدف الأساسي للبرنامج الاستعجالي في تسريع وتيرة الإصلاح، واستدراك ما لم يتم إنجازه من أوراش، باعتماد مقاربة نسقية ومندمجة، تتبنى نهج الإشراك والتجريب القبلي والتحكم في آليات التنفيذ والتتبع والتقويم"•
مقابل هذا الكلام الجميل هناك واقع، بل وقائع، مخجلة ويصعب معها تصديق ما يقال وما يبرمج، وما يعلن عنه أمام أعلى سلطة في البلاد.
مؤخرا، علمت أن فصولا في إحدى الثانويات يربو عدد التلاميذ فيها على 60 تلميذا وتلميذة. هذا واقع معاش في مؤسسات بمختلف الأقاليم، حيث الاكتظاظ يشكل القاعدة،ومدينة الدارالبيضاء ياحسرة، أي المدينة التي كان البعض يراهن فيها على تفويت مؤسسات تعليمية عمومية للخواص، بدعوى أنها فائضة ولم تعد لائقة. هذه المدينة لا تخلو هي الأخرى من هذه ظاهرة الاكتظاظ؟. وبالدارالبيضاء، وبمدن مغربية أخرى، انطلقت مع بداية الموسم احتجاجات للأباء والتلاميذ والطلبة بسبب استمرار الأشغال وعدم تجهيز الحجر في الوقت المناسب، أو بسبب احتلال بنايات دراسية قريبة وإجبار تلاميذها على مواصلة الدراسة في بنايات بعيدة. والاحتجاج طال مختلف أشكال التلاعب والزبونية، بما في ذلك الإحتجاج، المحدود، على سوء التوزيع الذي شاب عملية توزيع مليون محفظة في بعض المناطق.
من الوقائع المحبطة، أيضا، هناك الأوضاع المتردية لجل المؤسسات التعليمية. فالمؤسسات التي عانت من ضعف التجهيز أو انعدام مرافق أساسية، أو تصدع جدران ونوافذ مثلا، استقبلت هذا الموسم من جديد وهي تعيش على نفس الوضعية وأكثر.
إن بعض حالات الإصلاح الاستثنائية والمحدودة، التي تكون قد حصلت هنا أو هناك،لا تخفي العجز المتراكم الذي أفرزته سنوات التقصير.. وخلاصة القول،لقد جاء الوعي بضرورة نهج برنامج إنقاذ متأخرا، وطريقة التحضير للموسم الحالي وبداية الدخول الدراسي لا تعطي، مع الأسف، الانطباع أن شيئا تغير أو مرشح للتغيير بما في ذلك شبح الغياب والساعات الإضافية المفروضة على فلذات كبد المغاربة.
حتى الاتفاقيات التسع المبرمة بين وزارة التربية الوطنية وقطاعات حكومية ومؤسسات عمومية جاء ت هي الأخرى متأخرة، ونتائج هذه الإتفاقيات، إن فعلت، لن تظهر إلا بعد شهور.
بصيغة أخرى، لم نشعر بوجود تعبئة قبلية وبمجهود استثنائي في حجم مهمة "تسريع وتيرة الإصلاح، واستدراك ما لم يتم إنجازه من أوراش" التي تحدث عنها الوزير اخشيشن.
فهل ستفلح الوزارة الوصية، وباقي القطاعات المعنية، في تكذيب تشاؤم المتشائمين و"تقواس" الحاقدين والحساد والعدميين، كما يحلو لمسؤولين أن يصفوا نفرا من المنتقدين؟. هل سيحصل هذا، أم سنجد أنفسنا أمام مشجب جديد يعلق عليه الإخفاق الذي لا نريده أن يحصل؟ كما لا نريد أن يستمر ذات العبث بتربية وتكوين وتعليم هذا الشعب

الرابط:
http://www.bayanealyaoume.ma/def.asp...-28%2021:13:00