[nasser]

هسبريس - محمد الراجي
الأربعاء 14 نونبر 2018 -
أكثر من مليونيْ شخص هو عدد المغاربة الذين يزيد سنّهم على 18 سنة المصابين بداء السكري، حسب الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الصحة بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري، الذي يخلده العالم يوم 14 نونبر من كل سنة.

وكشفت وزارة الصحة أنَّ 50 في المئة من المصابين بداء السكّري في المغرب يجهلون إصابتهم بهذا الداء الخطير، في حين يصل عدد الأطفال المصابين به في المملكة إلى 15 ألف طفل.

ويُعدّ داء السكري من الأمراض التي تستأثر بالنصيب الأكبر من تكاليف علاج الأمراض المزمنة؛ إذ يمثّل لوحده 11 في المئة من هذه التكاليف، حسب تقرير للوكالة الوطنية للتأمين الصحي صدَر سنة 2016.

ويسير انتشار داء السكري عبر العالم في منحى تصاعدي، ويُقدَّر عدد المصابين بهذا الداء بحوالي 425 مليون شخص، من بينهم مليون طفل، وفق التقديرات الخاصة بمنظمة الصحة العالمية والفيدرالية الدولية لداء السكري.

ويُتوقع، بحسب التقديرات ذاتها، أنْ يرتفع عدد المصابين بداء السكري في العالم إلى 629 مليون شخص بحلول سنة 2045، أي ما يعادل شخصا واحدا من كل عشرة أشخاص.

وقالت وزارة الصحة المغربية إنّ اليوم العالمي لداء السكري "يشكّل مناسبة لتعبئة جميع المسؤولين ومهنيي الصحة والمجتمع المدني والشركاء المعنيين، للتحسيس بهذا الداء وبمضاعفاته".

وتعوّل وزارة الصحة على نشر ثقافة الوقاية للحد من انتشار داء السكري في المغرب، وقالت في بلاغ صادر عنها إنّ حملة التعبئة والتحسيس التي ترعاها تركز بالأساس على الوقاية الأولية واعتماد نمط العيش السليم، والكشف المبكر، خاصة عند الأشخاص الأكثر عرضة، والتكفل الجيد والتربية العلاجية.

وبحسب معطيات وزارة الصحية، فإنّ داء السكري يتميز بخطورة المضاعفات الناجمة عنه؛ إذ يُعتبر السببَ الرئيسي للفشل الكلوي، والإصابة بالعَمى، وبتر الأطراف السفلى، كما أنه سادس سبب للوفاة.

وأكدت وزارة الصحة أنّ النساء والأطفال والأشخاص المسنين من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات داء السكري، الذي تخلد منظمة الصحة العالمية والفيدرالية الدولية لداء السكري يومه العالمي هذه السنة تحت شعار "السكّري يهُمّ كل الأسرة".

وزارة الصحة المغربية أكدت أنها جعلت من داء السكري أحد أولوياتها في السنوات الأخيرة بهدف تقليص نسبة الوفيات والمضاعفات الناتجة عنه، لتخفيف الأعباء المادية والمعنوية عن الشخص المصاب وأسرته وعلى المنظومة الصحية بصفة عامة.

ويرتكز عمل الوزارة على تحسين التكفل بالمصابين بداء السكري، عبر الوقاية الأولية القائمة على تشجيع نمط العيش السليم، والكشف المبكر لدى 500 ألف شخص الأكثر عرضة سنويا في جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، وتوسيع العرض الصحي المتمثل في البنيات والموارد البشرية المتخصصة، والرفع من الميزانية المخصصة لشراء الأدوية المضادة لداء السكري.

ووفق المعطيات الرقمية التي قدمتها وزارة الصحة، فإنها تقوم بتوفير الرعاية والأدوية بالمجان لحوالي 823 ألف مريض مصاب بالسكري، 60 في المئة منهم يتوفرون على نظام المساعدة الطبية (راميد)، وأكثر من 350 ألف مصاب يعالَجون بواسطة الأنسولين.

ويُقدّر الغلاف المالي الذي تخصصه وزارة الصحة سنويا لشراء الأدوية الخاصة بداء السكري (الأنسولين والأقراص) بحوالي 156.700.000 درهم، في حين تخصص غلافا ماليا قدره حوالي 15 مليون درهم لاقتناء المعدات اللازمة للتشخيص وتتبع الحالة الصحية لمرضى السكري.
هسبريس