[شدى القوافي]

إهداء من القلب

بشمس على شرق المشاعر يغرب..........كذا ابخنت النوق العروك فحالب

ألا إن إخوان الحليب أجنة....................خلت من غشاء واحد حين ينقب

فلا يحفظن الود مهما تعايشوا...............وفي الرعب أسباط السكينة ترغب

لروحي خليل أجتبي من سره...................مناراً وأتباع النجوم الكواكب

تقرب لي شبرا فباعا أتيته...................يزكي إذا ما خوف النفس مرعب

ففيه خصال الصادقين تواترت........................ينام ورزق حوله يترتب

وحين يرى المستيقظون نعاسه..................قطار ومن سر التنفس مركب

إلى من إذا قسمتُ قطعا فهومه...............على كل ساع لم تزل منه تنجب

فدتني قواك بعد ما كل ساعدي............ومالت على ظهر الحبيب الأقارب

فكنت جليدي يوم حر ورمضه...............وفي الغيم لي ظل كساء محذب

وشدة صدق المرء تاج خليله....................وعروة حبل الله هدي مرجب

ومال الغني العروة فيه نَيِّرٌ.....................وزر الثياب العروة فيه ثرقب

ودلو السقاء العروة فيه مقبض..............وجيش الحروب العروة فيه جنطب

نتاج الغلال العروة فيه موسم.....................لمن صنفه يغدو ثمارا ويعقب

ونبت الشتاء العروة منه صامد..................فلا يسقط منه العسيب المطنب

وفيهم دليل للسخاء ولبه........................وصبر الفؤاد حيثما كنت ترقب

فحيث استخرت عاد أمري لرأيه............وحيث استجرت قد ينادي فأركب

إذا اشتد خوفي واقشعرت جوارحي...................ينير فتيلي فالظلام مغيب

وأحسن أهل العلم من بات عاكفا...............وماله إلا الرمل والصخر مكتب

وأيقن أن لولا فراش رماله........................لما نال من حظ الثقاة فيذنب

وعين ترى طول الطريق مشجعا.................وقلب له شوق الدعاء مدرب

كسوت عظام العلم والليل دامس................ومنك يلوح النور والنجم ثاقب

أفاض لديك أريج الشوق يقطر مسكه...............بسر له قبل الشروق تغرب

يتيه فؤادي إن هويت فراقك...............وتفنى ضلوعي كالصحاري وتجدب

وفي سكرتي أعمى وحبك منقدي................وأنت دليلي في السباق وأرنب

أعل فأمسي باحثا عن محمد..................فيشفي عضالي بالخصال مهذب

رفعت لوائي حيثما حل ظله......................وأنت له ذأب الصلاح وذيذب

وضعت العلوم اليوم وِضعة فاخر...............على منزل يبعدن عنه فيقرب

كأن السما من ثقلها يتمايل.......................فإن شدها فاز وإن يطف يقلب

تماشت مع القرآن بالعُرْف أُمَّرٌ.................تنافت مع العصيان للشر تذهب

فحق لها حتما على الناس طاعة................وسيق لها أحلى الدعاء وأعذب

ومجد لها من روعة الفكر زاهر.................وجلد لها من حدة الصبر مخلب

أقر لها بالجد من ذاع صيته......................وأجرا لقول الحق كيف يعذب

تباهت بها الأجيال حولي فمهجتي......................تنور أرباب العقول وتخطب

ألم يفتح الجسر المشغل كالقرى.......................فقلت لهم سلك التكون أرغب

ولو دخلته كالعناكب خيفة.....................قوى النفس هانت والمروق مخيب

ولما دخلت الباب حل غطاءه.......................من الشكر سيل للأحبة يطرب

وساعده طيف النسيم كأنه.........................من الوجد يتلو ما تنص ويكتب

فلا غيث إلا من ربابك يبتغى.......................ولا شرب إلا من إناءك يسلب

أخا الحمد لي بالليل سهم وحده.....................يشق الجبال كيفما حط يضرب

رجاءي به إن كان بالعهد قد وفى..................يناجي الإله على الدوام ويطلب

ويرجو لك الفردوس بين جنابه........................ولم ينتهك حق ينال ومنصب