منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - قصص... و عبر
الموضوع: قصص... و عبر
عرض مشاركة واحدة

ayoubamine08
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية ayoubamine08

تاريخ التسجيل: 13 - 9 - 2008
المشاركات: 861

ayoubamine08 غير متواجد حالياً

نشاط [ ayoubamine08 ]
معدل تقييم المستوى: 277
افتراضي
قديم 15-06-2009, 18:45 المشاركة 12   

أغني في حبك

في طريق مجيئي من المدينة التي أقطن بها معي ولدي هذا مررت أثناء الطريق بحادث مروع، سيارة جيب كان فيها اثنان من الشباب قادمان من ((...)) انقلبت بهم عدة مرات حتى تطايروا من خلال النوافذ، و تبعثر عفشهم، و تمزقت ملابسهم...كنت أول من وقف عليهم، اتصلت بالإسعاف فورا...
في الحقيقة لم تكن أول مرة أرى فيها حادث سيارة بل و لا موتى.. تعودت رؤية هذه المناظر منذ زمن، أقبلت أنظر إليهم من أول وهلة تنظر فيها إلى ملابسهم، و قصات شعورهم، تعرف يقينا لماذاكانوا هناك...عفا الله عنا و عنهم..المهم، توجهت مسرعا إليهما، أحاول إنقاذ ما استطيع إنقاذه...
أما الأول: فكان منكبا على الأرض، قد تمرغ وجهه في التراب، لا يزال جسمه حارا، لا أدري هل مات أم لا...تمزق بنطاله و قميصه، و الغبار قد اختلط بالدماء التي صبغت ثيابه حتى أصابع يديه لم تسلم من جروحه و دمائه..قلبته على ظهره، فإذا لحم وجهه قد تمزق حتى لا تكاد ترى شيئا من ملامحه إلا شعرات يسيرة من شاربه..ناديته..حركته، فإذا هو قد قضى.
أسرعت على الثاني..فإذا هو على وجهه أيضا، و الأرض حوله مليئة بالدماء، و ثيابه حمراء، و عظامه بارزة، ويبدوا أن الضربة الكبرى كانت على رأسه، فقد انشقت جمجمته، و خرج مخه من خلالها، لم أتحمل المنظر، انتبهت أن ولدي معي ، التفت أنظر إليه فإذا هو يبحلق بعينيه مشدوها..حاولت الوقوف بينه و بين الجثة لئلا يرى..
نظرت إلى الأغراض المبعثرة حول جثته، فإذا جواز سفره ومحفظة نقوده، و علبة دخان..كل هذا لم يشدني، فلم أنتظر أن أرى مصحفا و سواكا..التفت جهة رأسه فإذا شريط واقع على الأرض، ليس بينه و بين رأسه إلا شبر واحد..خفظت رأسي أنظر إلى اسم الشريط..فإذا قطعة من المخ قد وقعت على الشريط و غطت اسمه..تحاملت على نفسي و رفعت الشريط بيدي، ثم تناولت حجرا من الأرض، مسحت به المخ المتلطخ على لاشريط، فإذا هو شريط غناء بعنوان(( أغني في حبك)).
لاحظت أن بكرة الشريط مسحوبة على خارجه، و إذا خيط الشريط منطلق إلى الخارج و كأنه لا يزال متصلا بشيء...التفت أنظر إلى أين يصل، فإذا بي أرى مسجل السيارة واقعا على الأرض وقد خرج من مكان السيارة مع قوة الحادث..و بعدما ضرب الأرض بقوة انطلق منه الشريط، و وقع عند رأس هذا الفتى ليقع عليه مخه، ثم ليقع على ((أغني لحبك)) ..أي و الله..
و يبعث أحدكم على ما مات عليه..
ما علينا .. بدأ الناس يكثرون حولنا، و صار كل من مر يوقف سيارته، و يقبل ينظر إلى الحادث،..وصل الإسعاف، و كشف الطبيب عليهما في عجل..غطاهما بملاءة بيضاء..أيقنت عندها أن أرواحهما قد صعدت إلى السماء..لا ادري هل تفتح لهما أبواب السماء و تبشر بروح و ريحان، أم تخر من السماء، فتخطفها الطير ، أو تهوي بهما الريح في مكان سحيق؟
بدأ سائق الإسعاف و أصحابه في حمل الجثتين، و بدأت أجمع أغراضهما المبعثرة..هذه محفظة، وهذه ساعة، وتلك كاميرا..أخذت أجمع في كيس معي .. في أثناء ذلك وقع في يدي ظرف مغبق قد انشق طرفه مع وقوعه على الأرض مكتوب عليه: يصل إلى يد أبي محمد. و بعدها كلمات مكتوبة لا أرغب في ذكرها..نظرت إلى داخله فإذا مجموعة كبيرة من الصور..أخرجتها فإذا هي أكثر من خمسين صورة لنساء عرايا..حاولت أن أخفيها عن الناس لئلا يفتضح الشابان ..دافعت عبراتي..قلت: هذه فضيحة الدنيا بين عدد قليل لا يعرفهما، فكيف بهما في فضيحة الآخرة، عند الأولين و الآخرين، مع اشتداد الرعب، و كثرة الفزع، وتطاير الصحف..
اللهم استرنا بسترك..ما ضرهما لو أطاعا الله..قد كلفهما شططا إقامة خمس صلوات، و فعل الواجبات، و ترك المحرمات
..و ليس في ذلك مشقة، فالمحرمات أشياء معدودات..ما ضر العبد لو تركها طاعة للملك..ليحبه و يدخله جنته..


ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ