[رشيد محسن]

يعتبر تأهيل الموارد البشرية من الأولويات الملحة في وقتنا الراهن، الذي يعرف تسارعا متصاعدا يوما بعد آخر. و لهذا يكتسي التدريب و التأهيل مكانة محورية في هذا المجال، بحكم كونه الرافعة الأساسية لتكوين الرأسمال البشري الذي تنبني عليه كل تنمية منشودة، في ظل رهان مجتمع المعرفة و تحديات الثورة التكنولوجية الحديثة التي تزيد من هوة التقدم بين الأمم. و من هذا المنطلق، تلعب التربية و التكوين دورا أساسيا في إنتاج العنصر البشري المسلح بمواصفات تمكنه من مجابهة مختلف التغيرات الكبرى التي يعرفها العالم اليوم.


إن الساحة التربوية اليوم تعرف تنوعا كبيرا لم يسبق له مثيل من حيث وسائل و تقنيات التدريب. و يعتبر تبني التكنولوجيات الحديثة أحد أوجهها الذي أصبح ينافس التقنيات و الطرق الأخرى التقليدية، حيث مكن التدريب عن بعد من تقريب المسافات و اقتصاد الجهد و الوقت، في ظل التسارع الذي أصبح يعرفه العلم حاليا. فأصبحنا نتحدث عن الفصول الافتراضية و التعليم باعتماد الهاتف النقال و غيرها من التقنيات التي بدأت تعرف طريقها نحو الانتشار على المستوى العالمي عامة، و على المستوى العربي على وجه الخصوص. و تعتبر شبكة التدريب عن بعد العالمية إحدى المبادرات العربية السباقة في هذا المجال، حيث عملت على تخريج أفواج عديدة من المدربين المعتمدين الذين تعقد عليهم آمال عريضة لتطوير الأداء التربوي خاصة، و تكوين رصيد من الموارد البشرية التي تتميز بالكفاءة و التميز.
و قد عرف برنامج المدرب المعتمد للتدريب عن بعد ، و الذي تنظمه شبكة التدريب عن بعد السعودية ، إقبالا من لدن المتدربين، نظرا للجدية التي اتسمت به مختلف الدورات و انخراط المدربين و كفاءتهم المهنية، من أمثال الدكتور بندر الحازمي و الدكتور أيمن رفه و الأستاذ مصطفى غزيل و الأستاذة رنا الناصر و كذا الأستاذة الجوري محمد الذين يشكلون كوكبة ساهمت و تساهم بشكل نوعي في الرقي بهذا النوع من التدريب على مستوى عالمنا العربي. بالإضافة إلى هذا، فإن محتوى البرنامج قد تم تصميمه بشكل يلبي حاجات المتدربين و يؤهلهم لممارسة مهمة التدريب عن بعد، بصفة احترافية.
في هذا الإطار، و بناء على وعيها بأهمية التدريب عن بعد، و ما سيقدمه البرنامج من قيمة مضافة في الرقي بمواردها البشرية، فقد أقدمت جمعية الأستاذ التربوية بمدينة تيزنيت على اقتراح عشرة أعضاء متميزين من بين منخرطيها و أعضاء مكتبها للاستفادة من فعاليات هذه الدورة في الفترة الممتدة بين 18 و 22 فبراير 2012، بمعدل خمس ساعات تدريبية يوميا. و شمل التدريب خمسة محاور:
1) ـ مهارات إعداد المدربين عن بعد، و الذي أطره الدكتور أيمن رفه
2) ـ إنشاء و إدارة الفصول الافتراضية، من تأطير الأستاذ بندر عبد الله الحازمي.
3) ـ تصميم المحتوى الالكتروني، الذي قدمه الأستاذ مصطفى غزيل.
4) ـ بناء الاختبارات الالكترونية، من تقديم الأستاذة الجوري محمد.
5) ـ الهاتف النقال، من تنشيط الأستاذة رنا الناصر.
و تجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة تعتبر الخامسة من نوعها، بعد أربع دورات سابقة عرفت تأهيل 56 مدربا معتمدا من لدن الشبكة، إضافة إلى 22 متدربا خلال المجموعة الخامسة.
ختاما، يمكن القول إن البرنامج كان مناسبة للاستفادة من تجارب المدربين الأكفاء الذين أبانوا عن انخراط متميز و روح إبداع مكنت المشاركين من تطوير أدائهم في مجال التدريب عن بعد. كما يرجع الفضل كذلك في نجاح هذه المحطة الموفقة إلى مجهودات الأستاذ بندر الحازمي مدير شبكة التدريب عن بعد الذي لم يتوان يوما عن تقديم العون لجمعية الأستاذ بالمغرب، وعيا منه بالرسالة السامية التي تحملها، فجزيل الشكر له على هذا العمل، راجين من العلي القدير أن يجعله في ميزان حسناته، و أن ينفع به هذه الأمة، كما تشكر الجمعية الأساتذة الأجلاء الذين ساهموا و يساهمون في هذه التظاهرة التربوية التكوينية.


للاطلاع على الموقع الرسمي للشبكة

للاطلاع على منتديات شبكة التدريب عن بعد

للاطلاع على لائحة الناجحين في الدورة التدريبية


للاطلاع على موقع جمعية الأستاذ