[nasser]

أستاذ ورزازات: التقاعد النسبي يمنحني حياة جديدة بعيدا عن التشرد
محمد آيت حساين
الأربعاء 08 غشت 2018

"وزارة التربية الوطنية وعدتني بأنها ستمكنني من تقاعدي النسبي، بعد تدهور حالتي الصحية، لكنها أخلفت الوعد"، "زرت الوزارة أكثر من مرة من أجل نيل تقاعدي النسبي لكنها أهملت ملفي، وكان مصيري الشارع والتشرد"، كلمات مؤثرة كان يرددها عبد الكريم وكيل، أستاذ متشرد بمدينة ورزازات، زارته هسبريس بقسم الأمراض العقلية والعصبية بالمركز الاستشفائي الإقليمي سيدي حسيان بناصر.

عبد الكريم وكيل أكد أنه انفصل عن العمل سنة 2005 بعد أن أصيب بمرض أشعره بأنه لم يعد قادرا على مواصلة التدريس، فطلب من المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بزاكورة تمكينه من تقاعده النسبي، كما توجه إلى الرباط حيث زار الوزارة وتقدم بالطلب ذاته، وقال والحسرة تعلو صوته إن الوزارة لم تستجب لطلبه رغم أنه لم يعد كفؤا لتلقين الدروس للتلاميذ.

ولفت الأستاذ، في تصريح مصور لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أنه بعد تخرجه من مدرسة الأساتذة، تم تعيينه بمنطقة تزارين، وكان آنذاك، أي في سنوات العمل، ينتقل بين تزارين والنيف، مسقط رأس زوجته، موضحا أنه قضى أزيد من عشر سنوات في شوارع مدينة ورزازات يفترش "الكارتون" ويلتحف السماء، في الشتاء والصيف.

وقال عبد الكريم: "لو تم تمكيني من تقاعدي النسبي لكنت كباقي الناس، سينتهي تشردي في الشوارع وأعيش حياة جديدة"، مضيفا: "أطلب فقط التقاعد النسبي عن سنوات العمل التي اشتغلتها، أنا أعرف أنني لم أصل بعد السن القانوني للحصول على التقاعد، لكن من حقي الاستفادة من التقاعد النسبي كأي موظف آخر"، وفق تعبيره.

وطالب المتحدث ذاته جميع المتدخلين بإيجاد حل لقضيته، موضحا أن السنوات التي قضاها مربيا للأجيال كافية للاعتناء به وتمكينه من تقاعده النسبي، ملفتا إلى أنه في أمسّ الحاجة إلى تقاعده للعودة إلى حياته الطبيعية، مشيرا إلى أن حلمه هو "مغادرة أسوار المستشفى، ومستعد لولوج دار العجزة بمنطقة أرفود إقليم الرشيدية، كحل مؤقت في انتظار تمكيني من التقاعد"، وفق تعبيره.

وزاد: "عناصر الأمن التي رافقتي إلى المستشفى في الرابع من هذا الشهر أكدت لي أن عامل الإقليم هو من طلب توجيهي إلى المستشفى والاعتناء بي، خوفا عليّ من أن أتعرض لمكروه في الشارع العام"، موضحا أنه رغم العناية التي تلقاها في المستشفى لم يعد يريد البقاء داخله، ويفضل نقله إلى أرفود في انتظار تحقيق مطالبه، مختتما بالقول: "أملي في الملك محمد السادس لتحقيق أمنيتي وتمكيني من تقاعدي في أقرب وقت".

وعن حالة الأستاذ "المتشرد" الصحية، قال الدكتور متوكل عبد اللطيف إن "قسم الأمراض العقلية والعصبية بالمستشفى الإقليمي لورزازات استقبل، السبت الماضي، عبد الكريم وكيل، أستاذ سابق، وتم تشخيص حالته الصحية، حيث خضع لبعض التحاليل الطبية وصورة أشعة الصدر"، موضحا أنه بعد إجراء التحاليل، تبين أن المعني بالأمر لا يعاني من أي مرض معدٍ أو نفسي.

وأضاف الدكتور متوكل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الأستاذ يتواجد حاليا تحت العناية التي يشرف عليها فريق طبي وشبه طبي، في انتظار توجيهه إلى إحدى دور العجزة بجهة الرشيدية.
هسبريس