اليكم تدوينة أستاذ اجتاز امتحان مباراة ولوج مسلك مفتشي التعليم : المفتش "لحسن"...أزمة قيم

[nasser]

اليكم تدوينة أستاذ اجتاز امتحان مباراة ولوج مسلك مفتشي التعليم : المفتش "لحسن"...أزمة قيم
المدونة التربوية
بتاريخ 16 يوليوز 2018


أنهينا اليوم اجتيازنا لمباراة ولوج مسلك مفتشي التعليم الابتدائي بمدينة مرّاكش، ولن يمرّ الحدث دون أن نقاسمكم ما شدّ انتباهنا خلال هذا المحفل التربوي.
اجتزنا الامتحان في قاعة مخصصة لحاملي الاسم الشخصي "لحسن"، جئنا من كل فج عميق وقطعنا مئات الكيلومترات لعلنا "نظفر" بمنصب المفتش حتى نطلق بالثلاث ضوضاء القسم وغبار الطباشير، الغريب والمثير وخصوصا المقزز في الأمر أننا نريد أن "ننجح" بأي ثمن كان وبشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة.
حزّ في نفسي أننا نبتعد أكثر فأكثر عن القيم ونتنكّر للبعد الأخلاقي في تصرّفاتنا، فكم نسبّ ونلعن ونحن نشجب تماطل موظّف عمومي، كم نسبّ ونلعن ونحن ندين رشوة رجل أمن، وكم نسبّ ونلعن صمت الدولة وتجاهلها لمعاناتنا المركّبة، نفعل كل هذا ونحن على أتمّ الاستعداد للغش والفساد عندما تتأتى لنا الظروف.
سياق هذا الكلام، مشروع مفتش المستقبل الذي كان بجانبي بقاعة الامتحان، ما أن وزّع المراقبان أوراق البحث حتى أخرج سي "لحسن" هاتفه الذكي وانهمك ينقل –بشراهة- فقرات كثيرة على الورقة غير آبه بوضعه الاعتباري كمرب وأستاذ أنيطت به مسؤولية تكوين أجيال كثيرة. المؤسف في الأمر أنه عندما تعلن النتائج تجده ضمن "الناجحين"، وقد ينوّه الكثيرون بمستواه ويدعونك إلى أن تحذو حذوه في "الاجتهاد" و"الجدية"، وقد يزورك المفتش "لحسن" غدا في مدرسة ويطنب في دروسه وتوجيهاته وهو الذي رأيته بأم عيني يقتل القيم والأخلاق ويعدم التنافس الشريف !!!!
لست أعمم، فمن نساء ورجال التعليم أناس شرفاء، إلا أن مشهد اليوم ذكّرني يوم سألتني تلميذة في ثانوية الحسن الثاني بتنجداد ربيع 2015 خلال فرض محروس: "لماذا يحرص الأساتذة على محاربة الغش داخل فصولهم ويبدعون في أساليب الغش في الامتحانات المهنية؟".
أيها الأستاذات، أيها الأساتذة، ليس من باب المزايدة، لكن أذكركم ونفسي أولا، المبدأ أغلى ما نملك، إنها الرأسمال الذي لا يفنى !!!!