قد يبدو المصطلح غريبا, أو جديدا, وهو كذلك بالفعل. فهي تجربة بدأ البعض يحاول فيها تمثيل مسرحية, أمام جمهور يتابعهم , ليس بشكل مباشر , ولكن عبر شاشات الكومبيوتر.
فالمسرحية يتم الإعلان عنها مسبقا ,ويتم إحاطة المشاهدين بموعد البث , وعنوان الموقع ,وفى الوقت المحدد , يبدأ العرض . ولأن المسرحية تستخدم التقنية الرقمية في العرض , فهي تستخدمها أيضا في باقي مفرداته , فالموسيقى والمؤثرات تذاع عبر أقراص مدمجة(cd) , والمناظر يتم دمجها مع الصورة من المكتبة الفيلمية أو الكتالوج المعد مسبقا ( بما يتيحه ذلك من آفاق لا نهائية لجعل الأحداث تدور في أي مكان تصل إليه المخيلة ) ويمكن للمشاهدين المتابعة والتعليق من خلال وسائل الاتصال الرقمية
قد تعترض وتقول :
إن المسرح هو النص المعد سلفا والممثل والممثلون الذين يحيلون الكلمات إلى واقع فني يحياه جمهور مشارك في نفس اللحظة ونفس المكان المسمى المسرح أو مكان العرض , وأن هذه العناصر الثلاث هي ما يشكل هذا المنتج الفني الذي نطلق عليه اصطلاح المسرح !!
معك حق , فهذا ماتعلمناه. ولكن أليس الفن منتج إجتماعى ؟ تنتجه الجماعة في بيئة محددة وظروف معينة ؛ وبالتكنولوجيا المتوفرة لدى هذا المجتمع ؛ في هذه الظروف وهذه البيئة ؟
خيال الظل أنتجه المجتمع بالتكنولوجيا المتوفرة . وحينما تطورت التكنولوجيا , أنتج المجتمع السينما واختفى خيال الظل.
أيضا المسرح التقليدي الذي نعرفه ؛ هو مسرح استفاد من تطور التكنولوجيا واستخدم الجديد منها باستمرار.
والإضاءة تطورت من الشموع في العصر الإليزابيثي إلى لمبات الزئبق ثم الكهرباء ثم الهلوجين
أيضا نرى مسرحيات عديدة الآن تستعين بالسينما , أو بمقاطع فيلمية خلال العرض
بل أن هناك مسرحية مصرية رائعة ( للأسف لم تستمر طويلا ) من إخراج جلال الشرقاوى كانت ديكوراتها الأساسية مناظر سينمائية , وكانت أجزاء كاملة من العرض المسرحي ( خصوصا الاستعراضات ) تبثها آلة عرض سينمائية.
وإذن هل نندهش من تسلل التكنولوجيا الرقمية لعالم المسرح ؟ ربما كانت هذه هي البدايات أو الإرهاصات الأولى في اتجاه تطبيق هذه التقنية ؛ ولكن في عالم يتسارع فيه معدل تراكم المعرفة الإنسانية بشكل يصعب على العقل البشرى ملاحقته , وتتدخل التكنولوجيا الرقمية في كل أجزائه تدريجيا . من يدرى ما يخبئه الغد ؟
ملاحظة
الموضوع منقول وبه بعض التعديلات الشخصية