كان وضعا و انتهى:
قبل 2006 ، وفي زمن انتظام المديرين في الرابطة الوطنية ، لم يكن جسد الإدارة التربوية إلا كيانا منفعلا ، عاملا على تنفيذ كل التعليمات الواردة عبر المذكرات و الأوامر الشفوية ، من طرف أي كان ، وهو وضع لم يكن ليعمر طويلا ،لأسباب متعددة ، منها كوننا الجيل الجديد الذي دشن عهد تشبيب الإدارة التربوية ، التي صار إسنادها مبنيا على الكفاءة و المؤهلات، بدل اعتماد مبدأ الطاعة و الإذعان ،وهنا ارتكبت الوزارة أكبر أخطائها، و منذ تأسيس الجمعية الوطنية على أنقاض الرابطة ، صار الوضع يقتضي منا ان نكون على قدر مسؤولية التغيير ، وكذلك كان. وهذا وضع انتقالي :
منذ أول سنة لنا بالجمعية الوطنية ، خرجنا للساحة بمطلب الاعتراف بنا و الإحساس بما نحن عليه، فما كان من مسؤولينا الإقليميين و الجهويين ،إلا أن واجهونا باستخفاف غريب ، حيث خلفت وقفة 14 ماي 2007 استفسارات و مضايقات ، وازددنا احتقانا و التفافا حول جمعيتنا، و أكدنا في المجلس الوطني لفبراير 2008 بمدرسة الفتح بالرباط ، أننا ما نزال نعيش فترة التأسيس ، و الوضع يقتضي منا الصبر و المثابرة ، و العمل على تغطية التراب الوطني بتأسيس الفروع المحلية و الجهوية ،وكذلك كان ، حيث ارتفعت وثيرة التأسيس و التعبئة ، و مواجهة كل تيارات التيئيس و التشرذم، فازددنا قوة و حضورا. وضع لزم استثماره ...جيدا :
ومع استمرار وضع المهانة ، و التعرض المتلاحق للإعفاءات و المذلة ، اتضح أن الوضع لا يجب أن يستمر طويلا ، لابد من وضع حد لما يقاسيه المدير على عدة أصعدة ، غربة نظامية ، كثرة المهام ، تحمل مشاق لا أول و لا آخر لها ، تحمل أخطاء الرؤساء و ما يترتب عنها من أوضاع يسوء معها تحصيل الصغار ، ........لما تريد طرح ملفك المطلبي على طاولة حوار مع الوزارة ، كان لزاما تأسيس هذا الملف انطلاقا من إجماع و طني ، و أن تعرف ما تريد تحقيقه من مطالب ، الشيء الذي حصل خلال المؤتمر الوطني الأول لجمعيتنا ، و لكوننا بالعملية التي لم تستسغها الوزارة ، فقد تم إعداد هذا الملف المطلبي بعد حوار موسع ،و بعد استشارة من لهم خبرة و دراية في المجال،وكان ملفنا المطلبي مقنعا (بكسر النون)، مقنعا للعدو قبل الصديق، و مقتضيا منا متابعة نضالية و تعبوية ، وكذلك كان. تجنب وضع الشتات :
زاوجنا دون أن ندري بين مرحلة التأسيس و الانتقال إلى مرحلة الفعل، بتدرجنا من محطة لأخرى، و بعملنا على تدبير المرحلة و اللحظة بما نملك من خبرة متواضعة، و ما يغلي في صدورنا من حب لبعضنا و من غضب على وضعنا ، فكانت محطاتنا في أغلبها ناجحة ، نفرح لنجاحها ، كما نعرف تماما كيف نتجرع خيباتنا ، معترفين بأخطائنا و عاملين على احتوائها و الحفاظ على التحامنا و استمرارنا جمعويين مخلصين.
كبوة خنيفرة أفرزت أصواتا عملت في عجلة من أمرها على إقبار الجمعية و إقامة صلاة الجنازة عليها ، الشيئ الذي اقتضى من المديرين اليقظة و عدم الانسياق وراء كل فكر داع للتشرذم و الشتات ، فكان المدير في مستوى تدبير اللحظة ، مارس قلقه المشروع بحكمة ، عبر بكامل الديموقراطية عن تذمره من مآل الوضع ، فلم تنل من عزيمته و إخلاصه للجمعية كل دعوات التفريخ نيلا ، لأن الجمعية جمع و احتضان لكل الأطياف و الحساسيات السياسية و الحقوقية الناشطة بالبلاد ، التي لا تضع نصب أعينها نتائج انتخابات او تحقيق أهداف ضيقة ،
و لا مجال للنظر إليها كفريسة تتعقب الكواسر سقوطها ،كي يطعم منها كل ما استطاع و وسع بطنه الشره ، في البداية جمعويون ، و بعد النهاية سنظل جمعويين. وضع النضج المتواصل :
تقثك في كيان يزداد رسوخا و حضورا ، أمر لا مناص منه ، خصوصا و أنت عبر امتداد عمرك المهني ، خبرت صنوف الواجهات و الفضاءات التي من خلالها عملت على تحقيق مطالبك، وهذه الثقة التي طالما عملت الجمعية على اعتبارها الحجر الأساس لاستمرارنا مدافعين على أنفسنا ، لم يكن أمر ترسيخها و تعميقها لدى الجميع غائبا في كل اللقاءات و الحوارات و الاجتماعات ، التي تنظم على مستوى الفروع ، خلال التواصل عبر صفحات المنتدى ، و من خلال التواصل الشفوي الفردي و الجماعي ، في كل حين و لحظة، و بكامل الغنى و الثراء الذي تعكسه قدراتنا و مواهبنا في حسن الانتماء ، فما كان إلا أن عدل عدد من المشككين في أن المدير يثق بجد في أدائه الجمعوي ، بقدر ما يثق في انتمائه و يعززه، فكيف لرسالة طائشة مستفزة أن تثنيه عن مواصلة مسير هو مؤمن بنبله و بمشروعيته.
ولما نقول "المديرين"، فنحن نعتبره جمعا للمديرين و المديرات ، اللاتي أظهرن انخراطا بطوليا في وقفة يوم الغضب ، و تواثرت أنباء انضباطهن الجميل لفقرات البرنامج النضالي ، مثلما تقتضي المرحلة تغيير نظرة الوزارة للمرأة المغربية،فبقدر ما هي المواطن الحنون ، فهي بركان موقوت ، انفجاره رهين بمدى تأخر الوزارة في تحقيق مطالبنا، لنا فيك كامل البركة أيتها المديرة. وضع ماكر ، نحن له يقظون :
في وضع الصمت الرهيب الذي التزمته الوزارة منذ 31 اكتوبر 2011 إلى يومنا هذا ، تتعدد التصورات حول ما قد يكون السبب و المآل ، فتتواصل الأسئلة في الأذهان ، ماذا دهى وزارتنا لم تنفعل مع فعاليات عرس غضب الإدارة التربوية؟ نحن لا نصدق أنها استمتعت بفقرات العرس و كفى، و حيث لا ينفعها معنا أن تسلك مسلك "قضاء الحاجة بالصمت و التجاهل" ، فهي بكل تأكيد تستجمع و تشحذ أدواتها الإجرائية ، كي تخرج في إحدى خرجاتها العجيبة ، و نحن نتوقع منها كل شيئ ، خصوصا و أنه لحد اليوم ما زالت لم تنطلق الدراسة بعدد من الأقسام المنتشرة بعدد من الدواوير ، ما زالت لحدود اليوم لم تنطلق الدراسة بعدد من الشعب في مختلف الجامعات المغربية، بينما تتغنى وزارتنا بنجاح الدخول المدرسي، إنه صمت ذا مرجعية لا أحد منا يعلمها لحد الآن ، و ليست الاستعدادات للانتخابات غائبة عن الفعل في هذا الصمت، إنما نحن ، يقتضي منا الموقف ان نكون على أتم الاستعداد و الجاهزية لمواصلة أجرأة برنامجنا النضالي ، و أن نتصدى لكل انفراد بأي مدير في المغرب،و أن نكون في مستوى تأسيس فقرة نضالية أكثر جرأة و تطورا خلال المجلس الوطني المقبل ، الذي ننتظر انعقاده خلال الأسبوع الأول من شهر دجنبر، و به سنخرج وزارتنا من صمتها الرهيب. هي أوضاع، ونحن على وضع واحد:
تلكم أوضاع ، غير غريبة عن قراءة المدير لراهن المرحلة ، وهو يتمتع بكامل اللياقة البدنية و النفسية و الجهوزية لمواصلة نضاله ، حتى تحقيق كل المطالب، بكامل الجدية و الندية ، بكامل الجمال و حسن الأداء ، وكما نحن في 20 اكتوبر و 31 اكتوبر ، متحدون و صامدون طول الدهر.