لقاء يتدارس الحركة النضالية والاحتجاجية في المنطقة المشرقية والمغاربية
اجتماعيو العالم يبحثون في الرباط استراتيجية مواجهة الأزمة المالية
07:33 | 17.03.2009
الدارالبيضاء: فؤاد اليماني | المغربية
العدد : 7362 - الثلاثاء 17 مارس 2009
يعقد المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي دورته المقبلة، بين 6 و9 ماي المقبل، بالرباط، وينتظر أن يشارك فيها ما يناهز 200 عضو من مختلف دول العالم.من أجل التداول في الورقة الاستراتيجية الجديدة لمواجهة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، ودراسة تأثيراتها وأبعادها وتعقيداتها وكيفية التصدي لها.
وقال عبد القادر أزريع، عضو المنتدى الاجتماعي المغربي، "نظرا لدور الفاعلين الاجتماعيين المغاربة والمغاربيين في الديناميكية الاجتماعية، بمناسبة انعقاد المنتدى الاجتماعي العالمي الأخير في بيليم، بالبرازيل، قرر المجلس الدولي، وهي الهيئة التنسيقية العليا التي تشرف على تنظيم التظاهرات الجهوية، والموضوعاتية، وتدبير الشؤون اللوجيستيكية والتنظيمية والسياسية للمنتدى الاجتماعي، أن يعقد دورته المقبلة في المغرب".
وذكر أزريع، في تصريح لـ "المغربية"، أن المجلس سيتداول، أيضا، في القرار التنظيمي بخصوص المنتدى الاجتماعي العالمي المقبل، الذي تقرر أن ينعقد في إفريقيا، مشيرا إلى أن المجلس سيختار البلد الذي سيحتضن فعاليات هذا المنتدى، وسيعمل على ضبط البرمجة النضالية الفاصلة بين 2009 و2011، سواء للمنتديات الجهوية أو اللقاءات الدولية.
وأوضح أزريع أنه، بالموازاة مع أشغال المجلس، ستنظم لقاءات تضم فعاليات من المشرق العربي ومن المنطقة المغاربية، استعدادا لتنظيم المنتدى الاجتماعي المشرق -مغاربي، لتدارس الوضعية النضالية والاحتجاجية في المنطقة المشرقية والمغاربية. ومن أبرز المواضيع التي ستتطرق إليها هذه اللقاءات، يضيف أزريع، التداول في القضايا الكبرى التي تهم الملتقى، وعلى رأسها قضية الحرب والسلم بالمنطقة، والمرأة والشباب، والحركات الاحتجاجية الجديدة، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والهجرة في المنطقة، والبيئة.
وأعلن عضو المنتدى الاجتماعي المغربي أن المجلس الدولي سيخصص في اجتماعه يوما للاستماع إلى الفعاليات العربية، لمعرفة أوسع بقضايا المنطقة وإشكالياتها وتعقيداتها، ومدى تطور الحركات الاجتماعية الجديدة فيها، مشيرا إلى أن اليوم الأول من الدورة سيشهد عقد لقاء مع فاعلين اجتماعيين وسياسيين مغاربة، من أجل تقريب الصور حول الواقع الاجتماعي والسياسي بالمغرب، وقال إن هذه المحطة "ستكون فرصة للتواصل مع الهيئات السياسية الديمقراطية المغربية، ومع الأساتذة الباحثين المغاربة، وأسرة الإعلام من الصحافة المكتوبة والمشهد السمعي البصري".
وذكر أزريع أن الهدف من هذا اللقاء هو "تعميق الوعي الجديد بضرورة إعطاء المسألة الاجتماعية الموقع الذي تستحق، لأنها أساس التطور، وأساس التوازن المستقبلي لبلادنا، وكذا تعميق النقاش حول المسألة الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والحقوق الثقافية، والتنوع الثقافي في المنطقة".
واعتبر أن هذه "محطة من المحطات التي نتمنى أن تعطي للحركة الديمقراطية، بصفة عامة، ومن ضمنها الحركة الاجتماعية المغربية، أفقا من أجل امتلاك المعطيات، في أفق صياغة مشروع مجتمعي جديد، يضمن استقرار البلاد وتوازنها، ويعيد بريق الأمل للفئات المحرومة والمهمشة". وزاد قوله "من الأشياء الجميلة لهذا اللقاء، أنه يصادف دخول الحركة الاجتماعية والنقابية الانتخابات المهنية، ودخول الأحزاب الديمقراطية في معركة انتخابية جديدة. فنتمنى أن تكون هذه المحطة لحظة دفع بهذا الزخم الديمقراطي لبلادنا".
وذكر أزريع المنتدى الاجتماعي العالمي كان تأسس في البرازيل نتيجة تشكل وعي جديد لمواجهة العولمة، ونظم بشكل مواز مع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، لبلورة بدائل ومقترحات لمواجهة تحديات العولمة، تحت شعار "من أجل عالم آخر ممكن"، "وفتح المجال أمام الحركات الاجتماعية، وأمام بناء جبهة عالمية قادرة على فضح السياسات المتوحشة التي تسود العالم، والتي خلقت فوضى اجتماعية في كل ربوع العالم، وخلقت لا توازنا اجتماعيا، ووفرت إمكانية النهب والفوضى واستغلال النفوذ وتراكم الثروات".
وقال الفاعل النقابي إن هذه "الفوضى أعطت للرأسمال المالي إمكانيات لا محدودة للحركة والتسلط على ثروات الشعوب"، مشيرا إلى أنه، في هذا الجو العام، تشكل وعي جديد كان وراء خلق هذه "الحركة الاجتماعية، التي انتظمت في المنتدى الاجتماعي، وهو ليس منظمة، بقدر ما هو فضاء للحوار والتواصل، من أجل صياغة بدائل، تسعى كل الهيئات المدنية والحركات النقابية والحركات الاجتماعية التي تحضر هذا المنتدى إلى بلورتها في مواقف وقرارات تمارس على ضوئها ما بين منتديين".
وأبرز أزريع أنه في خضم هذا الجو العام، انطلقت حركة في المغرب، انطلاقا من ميثاق بورتو أليغري، بالبرازيل، أسست للمنتدى الاجتماعي المغربي، سواء في طبعته الأولى أو الثانية، وشكلت ديناميكية أسست للمنتدى الاجتماعي المغاربي، الذي انعقد في دورته الأولى في يوليوز الماضي، بمدينة الجديدة، وصدر عنه ميثاق الشعوب بالمنطقة المغاربية.