متطرفون بثانوية مولاي علي الشريف بالريش «يَجلِدون» أستاذا، ويهددون مُدرسي الفلسفة بالذبح
أحمد بيضي
أسيف : 12 - 10 - 2012
لا تزال الساحة التعليمية بالريش، إقليم ميدلت، ثانوية مولاي علي الشريف خصوصاً، تعيش على إيقاع الحدث الخطير، المتمثل في إقدام أساتذة متطرفين على تهديد أستاذ لمادة الفلسفة بالقتل ذبحاً، ذلك بعد أن تعرض هذا الأستاذ لما يشبه الجَلد في الساحة العمومية، من خلال تعنيفه ركلاً وضرباً من طرف هؤلاء المتطرفين، على خلفية انتقاد ما يجري بناد تربوي داخل المؤسسة
لا تزال الساحة التعليمية بالريش، إقليم ميدلت، ثانوية مولاي علي الشريف خصوصاً، تعيش على إيقاع الحدث الخطير، المتمثل في إقدام أساتذة متطرفين على تهديد أستاذ لمادة الفلسفة بالقتل ذبحاً، ذلك بعد أن تعرض هذا الأستاذ لما يشبه الجَلد في الساحة العمومية، من خلال تعنيفه ركلاً وضرباً من طرف هؤلاء المتطرفين، على خلفية انتقاد ما يجري بناد تربوي داخل المؤسسة، وللمزيد من ترهيب الضحية، هدده أحدهم جهاراً بنحره، من خلال تمرير هذا الأخير أصبعه على عنقه من الوريد إلى الوريد في إشارة صريحة منه لتنفيذ «عملية الإعدام». وتفاعلا مع هذا الفعل الرهيب، عبرت عدة مكونات حقوقية ونقابية وجمعوية عن تنديدها الشديد به.
وفي أول رد فعل لهم، خرج أساتذة الفلسفة بثانوية مولاي علي الشريف ب»طلب فتح تحقيق» موجه لمدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، تحت إشراف النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بميدلت، حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه، وهم يستعرضون ضمنه ما وصفوه ب»الحملة المسعورة، والممنهجة ضد مادة الفلسفة وأطرها، من طرف أساتذة ينتمون إلى تيارات سياسية أصولية»، هذه الحملة، يضيف الأساتذة المعنيون، والتي بدأت منذ العام الماضي، تقوم على «أساليب دنيئة هدفها الأساس نشر الحقد والكراهية لدى المتعلمين وتشويه سمعة مدرسيها، والإساءة إليهم»، ما يعني أنهم يعمدون إلى التحريض ضدهم عن طريق شحن هؤلاء المتعلمين بأفكار، ملؤها التطرف والتكفير والتعصب الأعمى.
أساتذة الفلسفة بالمؤسسة المذكورة أكدوا، ضمن طلبهم، أن المتطرفين المعتدين «يستخدمون «نادي التواصل» بالمؤسسة كمنبر ومطية لبث سمومهم وحقدهم الدفين على مادة الفلسفة، وابتزاز المتعلمين واستقطابهم». وامتدادا لهذه الهجمة، يضيف ذات الأساتذة، وعقب انعقاد جمع عام في اليوم الرابع من أكتوبر الجاري، وبمجرد ما أثير النقاش حول هذا النادي، وقيام أحد أساتذة الفلسفة بانتقاد ما يجري بهذا النادي من ممارسات أبطالها مجموعة من الأساتذة الحاضرين في الجمع، حتى فوجئ الجميع ب»رد هستيري متهور، أعقبه توجيه جملة من عبارات الشتم والسب والتهديد بالقتل»، ولم يكن متوقعا أن يصل جنون الاستفزاز بأحدهم إلى نحو «الاعتداء الجسدي على منسق مادة الفلسفة»، بصورة لا يقبلها لا العقل ولا الدين الاسلامي، بقدر ما تدل على قدر كبير من الحقد والعمى الايديولوجي.
وأمام هذا المنزلق الرهيب، قرر أساتذة الفلسفة، حسب رسالتهم، التوقف عن العمل لمدة ثلاثة أيام، احتجاجا على ما أسموه ب»الممارسات الاستئصالية التي تستهدف مادة الفلسفة». وفي انتظار إنصاف هذه المادة وحماية مدرسيها من «فقهاء الظلام»، واتخاذ الاجراءات القانونية في حق الواقفين والمتورطين وراء الممارسات اللاحضارية التي حدثت بالمؤسسة، عبر ذات الأساتذة، في ندائهم، عن احتفاظهم بحقهم في اتخاذ ما يتطلبه الموقف من خطوات نضالية ل»صيانة كرامتهم وسلامتهم الجسدية والنفسية، حتى يمكنهم القيام بمهامهم في فضاء تربوي يسوده الحق في التعبير والاختلاف»، ما يعني أن الحادث مرشح لأن يعرف تطورات وتداعيات استثنائية إقليميا وجهويا ووطنيا.
أحمد بيضي
11/10/2012