البرنامج الاستعجالي لإصلاح التعليم
الثلاثاء 16 شتنبر 2008
الاحداث المغربية
من المحتمل أن يكون المشروع 15 من البرنامج الاستعجالي 2012-2009 لوزارة
التربية الوطنية أكثر مشاريع البرنامج إثارة للجدل وخصوصا المحور الثالث منه الذي ينص على مراجعة شروط ولوج مهن التربية. فبالإضافة إلى تنصيصه على الرفع من مستوى ولوج مراكز التكوين إلى مستوى ثلاث سنوات بعد البكالوريا على الأقل بالنسبة لجميع الأسلاك، يكشف المشروع أنه ستتم مراجعة أشكال التوظيف إذ ستجري على مستوى كل أكاديمية على حدة، وفق نظام تعاقدي على صعيد الجهة. ويكشف المحور الثالث كذلك أن الترسيم «سوف يكون مشروطا بالنجاح في مباراة من قبيل «شهادة الأهلية لمهنة التدريس بالتعليم الثانوي التأهيلي» بعد ثلاث إلى أربع سنوات من الممارسة». ويعد المشروع بمراجعة برنامج التكوين الأساسي لولوج مهنة التدريس مراجعة جذرية «حتى يصبح أكثر فعالية تحقيقا لملاءمة جيدة بين مواصفات التخرج وحاجيات المنظومة». ومن أجل تحقيق ذلك سيتم فتح مسالك جامعية للتربية يمتد التكوين بها ثلاث سنوات (مستوى الإجازة) لتستقبل الطلبة الراغبين في متابعة التكوين في ميدان علوم التربية والتقنيات البيداغوجية. وستعتمد هذه المسالك على المجزوءات المعمول بها في المسالك الجامعية الحالية، حسب تخصصات المواد، كما تعتمد على مجزوءات بيداغوجية. وينص المشروع على التركيز على تعدد التخصصات داخل المسالك الجامعية للتربية، وهو ما يدفع إلى أن يتم اشتراط توفر المترشحين لهذا التكوين على تخصصين على الأقل. وستكون هذه المسالك، حسب المشروع 15، مصدرا ومنطلقا للتوظيف بالنسبة للمؤسسات التربوية مثلما ستغذي شبكات أخرى كالتكوين بالمقاولات وقطاع التعليم الخصوصي. ويفتح المشروع أمام المكونين إمكانية متابعة تكوينهم الجامعي العالي باختيار مستوى الماستير أو دكتوراه المسالك الجامعية للتربية بهدف شغل منصب مكون أو مدرس بالأسلاك العليا. ويبدو أن خريطة تأهيل الموارد البشرية أضحت أكثر تعقيدا بهذا المشروع علما أن وضع جزء من التكوين على عاتق المسالك الجامعية يطرح التساؤل بشأن أهليتها وكفاءتها في إنجاح هذا التصور، علما أن الجامعة بدورها في حاجة إلى نظام إصلاح يتجاوز أخطاء النظام الجديد الذي واجه الخصاص الكبير في الإمكانيات. كما سيساهم هذا المشروع بإدماجه لمبدأ التعاقد مع المدرسين والأساتذة بشكل محلي في تعزيز الهشاشة التي تميز الجسم التربوي الذي يشتكي باستمرار من ضعف الحوافز ويراكم سنويا عشرات الأيام المهدورة بسبب الإضرابات المتتالية.
الاحداث المغربية