المدرسة المغربية والتربية على قراءة الصورة .
ــــــــــــــ
لا يشك أحد في أننا نعيش حاليا، عصر الصورة المزدهر بامتياز، من خلال الفتلفزيون الأرضي والفضائيات والسينما والفيديو والسيديهات والقصص المصورة والبرمجيات والأنرنت والإشهار (بكل أشكاله وفضاءاته) ...
فما الذي أعددناه لناشئتنا ليتعاملوا بشكل إيجابي معقلـَن ويقِظ ، مع هذا التدفق الكاسح للصور علينا من كل الأقطار والجهات، في كل وقت وحين؟ هل حسّسناهم بخطورة التلقي السلبي للصورة ؟ هل دربناهم على طريقة التعامل معها ؟ هل أدمجنا التربية على قراءة الصورة في مناهجنا التربوية بالتعليم المدرسي ؟ هل علمناهم كيفية فك رموزها، مثلما نربيهم على فك رموز الحروف والكتابة ؟... أسئلة كثيرة، وأخرى تحثنا على التفكير الجدي في الإسراع بإدخال ثقافة الصورة والتربية على قراءتها ، بكثافة، إلى فصولنا الدراسية، من خلال المنهاج الدراسي الرسمي والأنشطة الموازية ، لنعيش عصرنا أولا (الذي هو عصر الصورة بامتياز) ولنسستفيد من إيجابيات ثقافة الصورة، ونتفادى الكثير من سلبياتها ، ثانيا .
يمكن أن تـُدمج ثقافة الصورة ضمن العديد من المناهج الدراسية
اللغوية والاجتماعية والفنية والتقنية وحتى العلمية... وكذا من خلال الأنشطة الموازية، وخاصة أنشطة الأندية في التعليم الثانوي(نادي الصورة والنادي السينمائي مثلا) . كما يمكن التفكير في حصص وبرامج خاصة بثقافة الصورة وتقنياتها ومنهجيات التعامل معها ، مندمجة في المنهاج .
يتذكر الكثير من الأساتذة الدور الذي لعبته بعض النوادي السينمائية بالثانوي والجامعة، خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، في هذا المجال (رغم أن الصورة لم تكن بمثل طغيانها واكتساحها الحاليين) .
إن تعاملنا مع الصورة يتسم بالكثير من التلقي السلبي المنبهر المستهلِك . والحال أن تلقيَ الصورة يتطلب، يقظة الفكر والتلقيَ الناقد، الواعي بالتقنيات والخلفيات والأهداف...والمغربـِل لجميع أنواع الصور .
فمتى نستشعر الحاجة إلى تحسيس وتعليم وتدريب ... تلامذتنا على هذا التلقي اليقظ الفاهم الناقد ... للصورة المُعولـَمَة في عصر الفضائيات والإشهار والرسوم المتحركة والأنترنت...؟؟
ومتى نكوّن أساتذتنا في هذا الميدان ؟
م. حجاجي .