تلميذي الحبيب:اعلم قبل كل شيء،أنني أحبك كقطعة مني،بل أنت فعلا كذلك.
أنت فلذة كبدي، وقرة عيني،أنت ابني وولدي.
تلميذي الغالي:ان قسوت اليوم عليك،فلأني أحب أن أراك غدا شيئاكبيرا.
لا أريدك أن تشقى بسببي،أو تتألم بسببي،أريدك سعيدا ومبتهجا كلما تذكرتني.
تلميذي الحبيب:ان رمقتني يوما،
أسحب الأقراص اللعينة من جيب محفظتي،وأبتلعهاعلى عجل كالمذمن،فاعلم،أني مريض،ومنهك،أخفي مرضي بكبريائي.
فأنا أعلم أنك سترقب مجيئي بعينيك الفضوليتين،من مرصدك السري وستسأل عني في صمت،وستقلق علي في صمت،وستحن لقسوتي الأبوية عليك في صمت..
لذلك امتثلت لندائك الخافت،وأتيت.
أتيتك مريضاخوفا عليك،من الأذى والأخطار،من الحر والأمطار.
أتيتك لأحميك بحضوري من غيابي.
تلميذي الغالي:لأجلك،أبدر الأحاسيس، والمشاعر، والأعصاب بسخاء.
وفي سخاء أنغمس في دواخلك، فأجدني أفرح حين يصلك صدى صوتي، وتلمع عيناك جوابا على سؤالي:هل فهمت؟
كما أجدني أمتغص وأحزن،وأنت تتعذب في تحصيل المعرفةوتواجهك الصعوبات والعراقيل.
وأتعذب أكثر،حين أعجز عن مساعدتك وتدليل الطريق أمامك.
تلميذي العزيز:اعلم يا قطعة مني، أن حاضرك يهمني، ومستقبلك يؤرقني.
لذلك أحرص على تزويدك
بمحاسن الأخلاق، وفضائل القيم، لتكون درعا واقية لك من الضياع والانحلال.
فإن كنت أثقل عليك بالنصح والارشاد؛فلأني أخشى عليك.
تلميذي الغالي:اعلم يا ولدي،ان نجاحك وتألقك هو ثمرة نجاحي وتألقي،فلا تحرمني تذوق هذه الثمرة.
واجتهدوثابر،واشرب من بحر المعرفة في شراهة ونهم،فالمعرفة نور للبصائر والأبصار.
تلميذي الحبيب: لأجل بريق الفضول في عينيك، ولأجل الشوق الدائم للتحصيل لديك،أتحمل كل شيء.
أتحمل أن أتجدد كل موسم لأجلك،فأرمي بالشعار السابق لأعانق اللاحق لأجلك.
أتحمل ان أرمي بالأهداف لأعانق الكفايات لأجلك.
أتحمل أن أستضيف بحفاوة في الفصل، آلاف البيداغوجيات الغريبة عني وعنك،لأجلك.
أتحمل أن أكون عضوا في خمسين مجلسا،لا مصداقية لها،وأنا الوحيد الصادق؛أكتب وأكتب،أبلغ وأبلغ،أشكو و أشكو، همي وهمك.
ولا احد يخرج صوتي وصوتك من على الورق .
كل ذلك وأكثر،لأجلك.
تلميذي الغالي: كن وزيرا، كن قائدا، كن مفكرا عظيما، كن سياسيا وازنا،كن أستاذا فاضلا،كن كاتبا كن شاعرا...
كن ماشئت.
لكن، كن نزيهاو طاهرا.
كن نزيها وطاهرا
كن نزيها وطاهرا
منقول