شهادة البكالوريا بالمغرب: بين القيمة و الثمن!! - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني

أدوات الموضوع

التربوية
:: مراقبة عامة ::
تاريخ التسجيل: 11 - 1 - 2008
المشاركات: 10,765
معدل تقييم المستوى: 1293
التربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداع
التربوية غير متواجد حالياً
نشاط [ التربوية ]
قوة السمعة:1293
قديم 09-06-2012, 22:42 المشاركة 1   
افتراضي شهادة البكالوريا بالمغرب: بين القيمة و الثمن!!

شهادة البكالوريا بالمغرب: بين القيمة و الثمن!!


عبد القادر ملوك
الحوار المتمدن - العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24



لا أحد باستطاعته أن ينكر، إلا جاحد أو مضمر لنية مبيتة، أن شهادة البكالوريا المؤشر عليها من قبل وزارة التعليم بالمغرب، كانت في السابق تحضى بقيمة تكاد تضاهي نظيراتها في الغرب، نظرا لما كانت تتمتع به شكلا و مضمونا، و نظرا للهالة التي كانت تسبق إجراء امتحاناتها، و الحظوة التي كان ينالها من يظفر بها. لقد كان طلبة العقود الثلاثة التي أعقبت الاستقلال، يرون في هذه الشهادة حلما لا ينال إلا ببذل الغالي و النفيس، جهدا و مثابرة و ليال بيضاء، حلم لا يظفرون به إلا وقد صارت علامات التعب و الإرهاق بادية على سحناتهم و كأنهم قد خرجوا لتوهم من حرب. و لعل السبب في ذلك القيمة التي كانت تحظى بها هذه الشهادة في حينها، و الآفاق التي كانت تفتحها. فما الذي تغير الآن؟
حقا لقد تغيرت أمور كثيرة؛ فلقد كثر حاملو الشهادات العليا، و ازدادت أعدادهم، و معها ازدادت بطالتهم و كثر تدمرهم و ارتفع حنقهم بل و اشتد ندمهم على الأوقات التي ضاعت منهم أو بالأحرى هم من أضاعوها في دراسة لا تغني و لا تسمن من جوع. كل هذا صحيح، و لكن ذلك لا ينبغي أن يخفي عنا أمرا أعظم، وواقعا أمر صرنا نعاينه و لا نقوى على أكثر من التأفف و الاستعادة بالله منه، فما ذاك؟
إنه ببساطة الوضع الذي آلت إليه امتحانات البكالوريا بالمغرب، فنحن و إن كنا لا ننكر الأسباب و العوامل المشار إليها أعلاه ، بل و نراها أسبابا موضوعية، إلا أننا نكون كمن يخفي الغابة بشجرة، إن نحن اكتفينا بها وحدها في تبرير التدني الذي آلت إليه شهادة الباكالوريا في بلادنا، و بقية الشواهد الأخرى، مادامت هذه من تلك. [ نشير فقط إلى أننا لا نعمم، بل نرصد الوضع الذي استحوذ على المشهد، دون أن ننكر أن هناك طلبة يجدون و يجتهدون و يصنعون نجاحهم]. لا ينبغي، رغم ذلك، أن يفوتنا أن هذا التدني ما هو إلا مؤشر على أزمة بنيوية تطال قيم المجتمع ككل، لكن قبل أن نتعرف على هذا الوضع لنتفحص العنوان قليلا:
لماذا هذا التمييز في العنوان بين القيمة و الثمن و نحن ألفنا أن نستعملهما كمترادفين، هل ثمة اختلاف بينهما بالحجم الذي يشي به عنوان المقال؟!
يشير المرحوم الجابري إلى الفروقات الموجودة بين الكلمتين قائلا:"القيمة ما قوم به مقوم. و الثمن قد يكون مساويا للقيمة و قد يكون زائدا عليه و قد يكون ناقصا. و إذن فثمن الشيء يحدده البائع و المشتري، و هو موضوع للمزايدة، و يتحكم فيه قانون العرض و الطلب، و قد لا يعكس القيمة الحقيقية للشيء. أما القيمة فهي المساوي الحقيقي للشيء، و يحددها أهل السوق. و من هنا يمكن القول: الثمن فردي أما القيمة فهي اجتماعية (العقل الأخلاقي العربي ط 1 2001 ص 54)". إذا نحن قمنا بنقلة للقيم من المجال الاقتصادي إلى المجال الأخلاقي سنجد أن شهادة البكالوريا بالمغرب انتقلت من كونها قيمة ثابتة محددة بشكل مسبق من قبل أهل السوق(الدولة و بشكل أخص الوزارة الوصية) و كما لا يخفى، أهل السوق يدافعون بما أوتوا من فنون الصنعة عن قيمة منتوجاتهم، إلى منتوج أو سلعة (شهادة) لها ثمن قد يزيد أو يقل بحسب قانون العرض و الطلب. لنوضح أكثر مضمون هذا القول، و لنضرب لذلك مثلا بسيطا يعكس واقع الحال؛ إن إطلالة بسيطة على كشوف نقط المراقبة المستمرة الخاصة بالتلاميذ المرشحين لاجتياز امتحانات البكالوريا، تكشف بجلاء عن عمق الهوة بين القيمة الحقيقية لمستوى التلميذ و النقطة التي تحصل عليها أو بالأحرى التي منحت له. فالمفروض أن القيمة الحقيقية لمستوى التلميذ منوطة بالأستاذ على اعتبار انه هو من يلازم هذا التلميذ على مدار السنة و هو من يقوى على معرفة مستواه الفعلي و لو نسبيا. نعم ذلك ما كان، و لكنه للأسف لم يعد، إذ أصبحت هذه القيمة تعير بثمن، قد يزيد وقٌد ينقص بقدر شطارة التلميذ أو من يقومون مقامه، فمرحى بالتفاوض الذي يبدأ أولا بأنواع و أشكال من الأخذ و الرد و الجدال بين الأستاذ و التلميذ و قد تتدخل أطراف أخرى، في صورة تذكرنا بالجدال الذي يدور بين البائع و المشتري، فهي إما توسلات و نحيب و أصناف من الدعاء، و إما تعلل بنقط الامتحان الجهوي، الذي هو قصة أخرى، و إما استنجاد بواسطة لها تأثير من نوع معين على الأستاذ، أو، و هذه صورة أخرى لتحصيل النقطة، ترهيب و تهديد، توعد ووعيد، ناهيك عن الكرامات التي يظفر بها من يؤدون ثمن الساعات الاضافية. و كل هذا دون الحديث طبعا عن الطرق و السبل التي يتحصل بها التلميذ على نقطته الأصلية (فروض المراقبة المستمرة) قبل بداية مسلسل التفاوض السابق الذكر. أما بعد كل هذا، و بعد أن يخرج التلميذ غانما من ال**** الأصغر، فإنه يبدأ في عد العدة لل**** الأكبر (الامتحان الوطني) و هنا يعمد إلى تطليق الأخلاق و القيم طلاقا لا رجعة فيه، و يتوسل بمقولة ميكيافيلي الشهيرة: الغاية تبرر الوسيلة، التي تجعل من الغش، في تحول عجيب، حقا يدافع عنه بقدر ما استطاع، فيبدأ الأساتذة المكلفون بحراسة التلاميذ في الامتحانات، في إمتاع أعينهم و صقل خبراتهم بما كانوا قبلا يعرفون بعضه و يجهلون معظمه، أو يجهلونه كلية؛ صنوف وأشكال من الغش في الامتحانات، لم تزدها التقنية إلا إبداعا و تفننا، و لم تزد أصحابها إلا تألقا في سماء الخداع و التحايل إلى درجة يبدو معها جيمس بوند(007) في حاجة إلى مزيد من التعلم.
إن المكتوين بنار التعليم ببلادنا ليدركون فحوى قولي و يعلمون أنني لا أبالغ فيما ذكرت بل لربما يرونني قد قصرت في التوصيف. و لكن ليس هذا ما أردت الخلوص إليه، فهذا بات مألوفا في مغربنا الحبيب، كما أنني على وعي تام بأن تلامذتنا ليسوا وحدهم من يتحملون وزر ما آلت إليه وضعية الامتحانات الاشهادية هذه، فالأمر كما أسلفت يرتبط بأزمة قيم مجتمعية، لا نستطيع أن نلقي فيها باللائمة على طرف بعينه أو على طرف دون آخر، بل للكل فيما يقع نصيب قد يقل و قد يكثر.لذلك نعتقد أن الخطورة الأعظم تتجلى في الانتقال بهذا النوع من القيم (التي استحوذ فيها الثمن على القيمة الحقيقية للشيء) من الفرد إلى المجتمع، إذ من المعلوم أن قيما كهذه تبدأ شخصية بناء على حاجة الشخص و ميولاته و رغباته و منفعته، لتتحول شيئا فشيئا، و هنا الطامة الكبرى، فتعمم و تصبح ذات طابع اجتماعي، لتنتقل من المجال السيكولوجي إلى المجال الاجتماعي، فتصبح كما قال سارتر تعكس بنية المجتمع ككل. و لعمري هذا ما صرنا نلحظه في كل ثنايا مجتمعنا، فلا شيء ثبت على حاله و حافظ على قيمته، بل استشرى البيع و الشراء في المناصب كما في الشواهد، في الأصوات كما في الذمم، و كيف لا و المجتمع يؤمن بأن الشيء الذي لا يباع و يشترى حرام. أخشى ما أخشاه أن نبقى سجناء ماضينا، نتغنى به في كل لحظة و حين و لسان حالنا يردد: ما كان بالإمكان أبدع مما كان، و هذا ما تكشف عنه شهادة البكالوريا في بلدنا حيث لم تعد تقبل في العديد من الجامعات الغربية بعدما كانت ذات قيمة تسمو بها عن أي ثمن!!!











آخر مواضيعي

0 ورشة التقاسم و التعميق و التصويب في مجال tice
0 مقاربة النوع بمنظومة التربية والتكوين الدورة الخامسة لمسابقة الفن والآداب في خدمة المساواة
0 مشروع دعم تكوين المكونين في اللغة الفرنسية
0 المراسلة رقم 006-15 الصادرة بتاريخ 26 يناير 2015 بشأن تكوين الأساتذة المتدربين في الإسعافات الأولية و الإنقاذ
0 'الدروس الخصوصية' تسقط 18 أستاذا في نيابتي سطات وسلا
0 المراسلة رقم 225-14 الصادرة بتاريخ 10 دجنبر 2014 بشأن تنظيم المسابقة الوطنية الخامسة لفن الخطابة
0 المراسلة رقم 227-14 الصادرة بتاريخ 11 دجنبر 2014 بشأن الاحتفال بأسبوع الساحل
0 المراسلة رقم 226-14 الصادرة بتاريخ 10 دجنبر 2014 بشأن الثقافة المقاولاتية
0 هذه خطة بلمختار لـ«إنقاذ» التعليم في أفق 2030
0 غاز البوتان يتسبب في مقتل معلمة شابة باقليم شفشاون

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البلو, البكالوريا, القيمة, بالمغرب, بين, شهادة

« الباكالوريا الا لمن يستحقها هذه السنة | صدور مذكرة الحركة الانتقالية الجهوية لجهة سوس ماسة +دليل المؤسسات ومطبوعات المشاركة »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البنك الشعبي: توظيف أطر تجارية حاصلين على شهادة البكالوريا + 2 أو البكالوريا + 3 بعدة مدن مغربي hicham20150d مباريات التوظيف 0 15-05-2012 20:37


الساعة الآن 07:57


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة