والقلم وما..
قالو "باك طاح"
حول محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، إصلاح نظام الباكلوريا إلى "قضية وطنية" بقدر كبير من الضجيج الإعلامي، والحال أن الأمر لا يعدو إجراء تقنيا روتينيا شرعت الحكومة السابقة في بلورة بعض خطواته، من موقع أهمية شهادة تعتبر إشهادا على نجاح وليس انتقالا عـاديا.
في سياق مشروع الإصلاح السابق، كانت الأمور واضحة، بالنسبة إلى البعض على الأقل، ممن كانوا يؤمنون باستقرار الهندسة البيداغوجية لسلك الباكلوريا التي شرع العمل بها منذ الموسم الدراسي 2007/2008، والتمرس بالبرامج الدراسية الجديدة المرتبطة بها، وتأطير إجراء الامتحان الجهوي الموحد للسنة الأولى من سلك الباكلوريا، وظهور مؤشرات مرقمة بتحسن أداء المترشحين في هذا المكون خلال السنة الماضية.
وقد أفضى هذا التقييم إلى التفكير في الشروع، ابتداء من الموسم الحالي، في اعتماد التكنولوجيا الرقمية في التدبير المؤمن للعمليات الامتحانية، مع الشروع في إنجاز دراسة تشخيصية لنظام الامتحانات الحالي بغاية بلورة نظام شمولي جديد للامتحانات المدرسية في أفق موسم 2012/2013.
اليوم، يروج وزير التربية الوطنية لإصلاح يتكئ في جزء كبير منه على مقرر كاتبة الدولة السابقة المكلفة بالتعليم المدرسي الصادر بتاريخ 5 مارس 2011 بشأن دفتر مساطر تنظيم امتحانات نيل هذه الشهادة الوطنية، خصوصا في ما يخص تعزيز آليات التواصل مع المترشحين من خلال إحداث بريد إلكتروني خاص بكل واحد منهم والحصول على النقط والنتائج الفردية، والاطلاع على المعلومات بخصوص التوجيه في مرحلة ما بعد الباكلوريا.
ولأنه وزير جديد في حكومة جديدة، اقترح الوفا تنقيح دفتر المساطر بإجراءات شكلية جديدة، لا غير، مثل تحصين وثيقة شهادة الباكلوريا بواسطة طابع للتأمين، وإلزام المتدخلين في العمليات الانتخابية بحمل شارة خاصة، دون النفاذ إلى الجوهر والجواب على السؤال الأهم: في أي سياق بيداغوجي ستجري امتحانات الباكلوريا هذا الموسم، بعد أن شطب الوزير عمليا على الهندسة السابقة وتخلى عن جميع المخططات والمذكرات السابقة، دون تقديم بديل...إلى حد الآن؟
لقد خضعت شهادة الباكلوريا، منذ 1963، إلى سلسلة من الإصلاحات والمقترحات وصلت إلى سبعة مشاريع إصلاح، وهو رقم قياسي في دولة تشكو عائق استقرار منظومة التعليم.
"قالو باك طاح.. قال من الوزارة خرج مايل".
الصباح التربوي
24-5-2012