كان الاعتقاد السائد يقوم على أن الإدارة هي فن من الفنون، يكــــون مبنيا على موهبة شخصية/ كما هو الحال لبقية الفنون/ كالرسم والموســـيقى والشعر، ويتسم صاحبها بحسن التصرف في حل المشاكل، وكذلك القدرة على التنظيم والتنسيق واستخدام الإمكانات المتاحة للإسهام في تقدم المجتمع وتطوره مع قبول التجديد والاجتهاد على الابتكار، وكل ما يحتاجه رجل الإدارة هو صقل الموهبة، وتنميتها عن طريق الخبرة والتجربة.
ثم ظهر اتجاه آخر يقول أن الإدارة لا تعتمد على الموهبة والصفات الشخصية فحسب، وانما هي علم من العلوم، يخضع للتطور والتجديد ليتلاءم مع ظروف المجتمع، ويعايش تقدمه، ويرتكز على مقومات وأسس علمية من شأنها أن تعين رجل الإدارة في ممارسة عمله على الوجه الأكمل سواء كانت لديه الموهبة الإدارية أم لا.
غير أن الاتجاه السائد الآن هو أن الإدارة فن وعلم معا، فرجل الإدارة بحاجة إلى موهبة إدارية يصقلها بخبرته وممارسته التي تقوم علــــى أســس علمية تحكم علاقاته مع العاملين معه، وتوجيه جهودهم نحو الهــــــدف المشترك
لقد سيطر على الإدارة أول أمرها عامل السلوك الفردي فكان المزاج الشخصي هو الذي يتحكم بالممارسات الإدارية، مما يجعل أمر تنسيق الجهود بين العاملين ومشاركتهم في اتخاذ القرار أمرا صعبا مما يحد من كفاية الإنتاج لان العاملين في مثل هذه الحالة يفقدون كل حافز داخلي يربطهم بالعمل او يشركهم في صنع القرار. ثم سيطر عن الإدارة فيما بعد، العامل الإنساني حيث اخذ هذا العامل يحكم العلاقة بين العاملين وهو عامل ليست له موازين ثابتة يقوم عليها بل قد يميل بنا إلى التطـــرف في استخدامه وقد نسيء التصرف في اســتخدامه، مما يجلب الضرر للعمل والإنتاج معا، ومن هنا جاء من ينادي بالإدارة العلمية باعتبارها علما له مقوماته وأصوله الثابتة، فهو لا يخضع للمزاج ولا يخضع للعامل الإنساني في إقامة العلاقات بين الرئيس ومرؤوسيه، بل يتميز بالوضوح والثبات مما يساعد عـــلى تضافر جهود العاملين ويسير التنسيق بينهم للتوجه نحو الهدف المشترك. ومن هذا المنطلق تأسست مفاهيم الإدارة التربويــــة، التي هي تنظم جهود العاملين وتنسقها لتنمية الفرد تنمية شاملة في إطار اجتماعي متصل بالفرد و ذويه وبيئته.
ويتوقف مدى نجاحها على مدى المشاركة في اتخاذ القرار، وهو عامل ضروري لنجاح أي نوع من أنواع الإدارة لقد تطور مفهوم الإدارة التربوية شأنه في ذلك شأن أنواع الإدارة الأخرى، متأثرا بما طرأ من تطور على المفهوم العام للإدارة أولا وبما طرأ على مفهوم التربية نفسه وإدارتها ثانيا. فبعد أن كان عمل المدير يقتصر على تنفيذ ما يعهد إليه من تعليمات وينحصر داخل جدران المدرسة، أصبح يتركز على التلميذ وما يحيط بالعملية التربوية بمفهومها الشامل من ظروف و إمكانات تساعد الطالب على النمو الشامل والمتكامل صحيا وعقليا، وانفعاليا واجتماعيا.
وامتد عمل المدير ليشمل المجتمع المحلي الذي يعيش فيه باعتبار أن من واجب المدرسة أن تتعرف على احتياجات هذا المجتمع وتحلله ومن ثم تعمل على تلبيته.
إن وحدة الإدارة التربوية، هي النظام التربوي على مستوى الدولة والمجتمع بما فيه من مدارس ومؤسسات تربوية وخدمات تعليمية وصحافة وإعلان وما يحكم ذلك من تشريعات وقوانين.
إن وزير التربية هو المسؤول عن تنسيق السياسة التعليمية والتربوية بما يتفق والسياسة العامة للدولة، كما انه هو المسؤول عن الإشراف على تنفيذ هذه السياسية، وان كانت هذه المسؤولية تتأثر بمدى السلطة الممنوحة له حسب طبيعة البلد ونظامه السياسي والاجتماعي.